مصر: تحطم طائرة تابعة للقوات الدولية بسيناء ومصرع ثمانية فرنسيين وكندي واحد كانوا على متنها

حطامها والأشلاء تناثرت على مسافة عشرة كيلومترات

TT

تحطمت طائرة صغيرة تابعة للقوات الدولية العاملة بشبه جزيرة سيناء أمس، بسبب اصطدامها بشاحنة عقب إقلاعها من مطار الجورة في طريقها إلى مطار سانت كاترين. وقالت مصادر أمنية مصرية إن الطائرة من طراز (داش – 6) وكانت تقل 9 جنود فرنسيين، بمن فيهم طاقمها، وتم العثور على أشلاء ثلاثة منهم، في ما يجري البحث عن جثث الباقين. وأضافت المصادر أن قائد الطائرة أبلغ مطار الجورة الجوي، الذي تستخدمه القوات الدولية، أن الطائرة تعرضت لعطل مفاجئ في الجو وأنه اضطر لتخفيض ارتفاعه بدرجة كبيرة استعدادا للهبوط الاضطراري، إلا أنه اصطدم بالشاحنة. وقالت المصادر، إن قائد الطائرة تمكن من السيطرة على طائرته وقادها لمسافة 15 كيلومترا بعد اصطدامه بالشاحنة، حتى سقطت الطائرة في صحراء سيناء بالقرب من قرية بئر جُريّد.

وأوضح مسؤول دولي بمقر قوات المراقبة الدولية بسيناء، في تصريحات للصحافيين، أن الطائرة التي سقطت هي طائرة تدريب، وأنها كانت في رحلة من مطار الجورة إلى مطار سانت كاترين. وأضاف أنه جرى اتصال واحد مع قائد الطائرة، أفاد فيه بأن هناك عطلا في أحد محركات الطائرة، ثم انقطع الاتصال بالطائرة بعد ذلك. وقال المسؤول الدولي، إن أفراد طاقم الطائرة أربعة فرنسيين ومعهم خمسة آخرون فرنسيو الجنسية أيضا، باستثناء شخص واحد كندي الجنسية. في الوقت نفسه قالت مصادر أمنية إنه تم العثور على حطام الطائرة وهي بحالة تفحم بمنطقة بئر جريد، التابعة لمركز نخل بوسط سيناء وبها ثلاث جثث متفحمة غير معروفة الجنسية.

وأوضح عبد القادر سالمان أحد البدو الذين شاهدوا الحادث، أن الطائرة كانت تطير على ارتفاع منخفض وسقطت فوق شاحنة أردنية تحمل لوحات (جمرك نويبع) عند قرية بئر جريد على بعد 50 كيلومترا من مدينة نخل بالقطاع الأوسط من سيناء، مشيرا إلى أن أشلاء جثث ركاب الطائرة تناثرت على مساحة عشرة كيلومترات، وقال «إن أعدادا كبيرة من البدو شاركت في جمع الأشلاء وحطام الطائرة».

وأوضحت المصادر الأمنية المصرية أن الشاحنة التي اصطدمت بها الطائرة، وتحمل رقم ( 101444 جمرك نويبع) قد تفحمت تماما، فيما تمكن سائقها ويدعى احمد عطا الله (مصري الجنسية) ومساعده، من الهرب قبل احتراق الشاحنة.

ونسبت وكالة الأنباء المصرية الرسمية (أ.ش.أ) إلى إيهاب محيي الدين كبير ضباط المراقبة الجوية والمتحدث الإعلامي بشركة الملاحة الجوية قوله، «إن عددا من الطائرات التابعة للقوات الدولية تجوب المنطقة بحثا عن باقي الأشلاء وحطام الطائرة». وقامت النيابة المصرية بالانتقال لموقع الحادث، حيث عاينت حطام الطائرة، وبدأت تحقيقا في الحادث.

وأنشئت القوة متعددة الجنسيات عام 1981، في أعقاب توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979، بهدف الإشراف على تنفيذ الأحكام الواردة بالاتفاقية المتعلقة بالأمن لاتخاذ ما يلزم لتجنب أي خرق لالتزاماته. وتتخذ قيادة هذه القوات البالغ عددها حوالي 1800 جندي من العاصمة الإيطالية روما، مقرا لها، بينما تحتفظ بمكاتب تمثيل في القاهرة وتل أبيب وتمارس عملها في مراقبة حركة الملاحة وضمان استمرارها في مضايق تيران وتسيير دوريات مراقبة بطول الحدود المصرية الإسرائيلية. وإضافة إلى الجورة، وهو معسكر صغير يقع في جنوب سيناء بالقرب من شرم الشيخ يوجد أيضا 32 مركز مراقبة في شبه جزيرة سيناء التي تبلغ مساحتها 12 ألف كيلومتر مربع. وبدأت القوات المتعددة الجنسيات عملها بسيناء في ابريل (نيسان) عام 1982 وتتخذ من مطار الجورة مقراً رئيسياً لها، وتضم ثلاث كتائب مشاة عددها ألفا فرد مشاة يمثلون كتيبة مشاة من فيجي تتمركز في القطاع الأوسط ، وكتيبة مشاة من كولومبيا في القطاع الشمالي، وكتيبة مشاة أميركية تتمركز في القطاع الجنوبي بشرم الشيخ، إضافة إلى عناصر بحرية عبارة عن ثلاث كاسحات ألغام من إيطاليا، وعناصر جوية فرنسية تستخدم طائرات صغيرة ومروحيات للاستطلاع والإمداد والإخلاء الطبي وتتمركز في مطارات الجورة ورأس النقب ونويبع. وتعمل القوة المتعددة الجنسيات والمراقبون للإشراف على تطبيق البنود الأمنية في معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، وتضم أفرادا من11 دولة، هي الولايات المتحدة وفيجي واستراليا وكولومبيا وكندا والمجر ونيوزلندا وأوروغواي وفرنسا وايطاليا والنرويج.

وتجدر الإشارة إلى أن القوة المتعددة الجنسيات مكلفة بالإشراف على تطبيق الاتفاقات المصرية الإسرائيلية، التي تقضي بوجود قوة عسكرية محدودة العدد والسلاح والقواعد في شبه جزيرة سيناء المصرية . وقد رجح الكابتن إيهاب محيي الدين، المتحدث الرسمي للشركة الوطنية لخدمات الملاحة الجوية وكبير ضباط المراقبة الجوية، أن سبب سقوط طائرة تابعة لقوات مراقبة السلام بسيناء أمس «لا يخرج عن عطل في أحد محركات الطائرة (وهو الأرجح) أو نفاذ الوقود». وأكد في تصريحات له أمس أن حادث السقوط قد يكون نتيجة خطأ، مشيراً إلى أن الطيار كان يطير على ارتفاع منخفض بنظام الطيران المرئي، و«هو نظام يمكن فيه للطيار عدم الالتزام بالحد الأدنى من الارتفاع للطيران، على عكس النظام الآلي الذي يعتمد فيه الطيار على أبراج المراقبة الجوية».

وأضاف أن الطيار لم يلجأ إلى أبراج المراقبة بكل من مطارات «العريش» و«طابا» و«سانت كاترين»، موضحاً أن أي برج منها لم يتلق أية إشارة استغاثة من الطيار، وأنه «لو اتصل (الطيار) بأي برج منها لأمكنه مساعدته على الهبوط الاضطراري بسلام وتوجيهه إلى المنطقة المناسبة للهبوط فيها».

وأعلن أن سبب السقوط من وجهة نظره لا يخرج عن عطل في أحد محركات الطائرة (وهو الأرجح) أو نفاد الوقود.