طهران تعلن استعدادها لإجراء مباحثات وواشنطن تسمح بزيارة الإيرانيين المحتجزين في العراق

بعد تعثر إجراء المحادثات بينهما في شرم الشيخ

TT

في مؤشر إيجابي على الرغبة في اجراء محادثات بينهما، قال منوشهر متقي وزير خارجية ايران، أمس انه مستعد للاجتماع مع نظيرته الاميركية والتعاون مع العراق لتعزيز الاستقرار هناك، بشرط الاعداد لهذه المحادثات بعناية، وتزامن ذلك مع اعلان متحدث عسكري اميركي بالسماح لعائلات الايرانيين السبعة المحتجزين لدى الجيش الاميركي في العراق بزيارتهم.

وبدا أن تصريحات وزير الخارجية الايراني، تشير الى أن ايران مستعدة لاجراء اتصالات دبلوماسية مع الولايات المتحدة تمهيدا لمحادثات مع وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس.

وجاء الاعلانان بعد ايام قلائل من تعثر اجراء محادثات بين وزيرة الخارجية الاميركية ونظيرها الايراني في شرم الشيخ الاسبوع الماضي، على هامش المؤتمر الوزاري لدول الجوار العراقي. وتبادل متقي ورايس عبارات المجاملة خلال مأدبة غداء على هامش مؤتمر عقد في منتجع شرم الشيخ المصري، بشأن مساعي ارساء الاستقرار في العراق. لكن الوزيرين لم يجريا أي مناقشات مهمة. ونقلت وكالة رويترز عن متقي قوله لقناة العربية الاخبارية في تصريحات دبلجت بالعربية، «لا نريد التفاوض من أجل التفاوض. المحادثات بين وزيري خارجية تتطلب اعدادا».

وأضاف «أي اجتماع بين وزيري خارجية لا يكون شكليا... ينبغي أن يكون العمل مبنيا على اراء الخبراء وأن تدرس جميع الجوانب وأن يكون هناك برنامج واضح». وصورت وسائل الاعلام الاميركية مؤتمر العراق، بأنه فرصة لاجراء أول محادثات رفيعة المستوى بين البلدين في ثلاثة عقود. وقال مسؤولون أميركيون انه لم يتم التخطيط لشيء.

وقال متقي ان اعداد الاجتماع بعناية سيفتح قنوات التعاون بشأن ارساء الاستقرار في العراق، وهو من الامور التي تحرص عليها واشنطن.

واتهم مسؤولون أميركيون طهران بتأجيج العنف في العراق، لكن ايران تنفي التهمة.

وأضاف متقي «اذا تمت هذه التحضيرات بشأن مسألة العراق فسنكون عندئذ قادرين على التعاون مع الحكومة العراقية وجميع الاطراف التي تود المساعدة في حل مشاكل العراق». وتابع «يتعين على الولايات المتحدة أن تظهر عزمها على أن تكون لديها رؤية واضحة بشأن الوضع في العراق.. نحن ننظر الى هذه المسألة باعتبارها (حدثا) مهما وليس شكليا». وستكون أي محادثات بين رايس ومتقي من أرفع الاجتماعات بين واشنطن وطهران منذ اندلاع الثورة الاسلامية عام 1979، التي حولت ايران من حليف وثيق الى عدو لدود للولايات المتحدة.

وذكر مسؤول أميركي أن متقي غادر مأدبة العشاء فجأة يوم الخميس، حيث كان من المقرر أن يجلس قبالة رايس، شاكيا من أن فستانا احمر ارتدته مغنية كان فاضحا.

وعبر مسؤولون أميركيون عن اعتقادهم بأن متقي غادر المأدبة، لانه لم يرد أن يجلس قبالة رايس، وأن ترتيب مقاعد الجلوس اثار قلق الوفد الايراني. ولم يرد مسؤولون مصريون أو ايرانيون على الفور على الاسئلة بشأن مأدبة العشاء أو سبب مغادرة متقي.

وكان الناطق باسم الخارجية الايرانية محمد علي حسيني، قد قال ان وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي اكتفى بتوجيه تحية الى مجموعة من الدبلوماسيين، بينهم نظيرته الاميركية كوندوليزا رايس.

وكان وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط قد اشار الى «تبادل بعض الكلمات» بين متقي ورايس في مناسبة غداء الخميس.

واشار وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الى «اجتماع بين الطرفين الاميركي والايراني على مستوى الخبراء» على هامش المؤتمر. لكن حسيني قلل من اهمية هذا اللقاء ووصفه بأنه «حديث عابر حول جدول اعمال». وتساءل حسيني، في تصريحه الصحافي الاسبوعي، «هل يمكن تسمية ذلك اجتماعا؟»، مضيفا «كان لقاء سريعا وعابرا استغرق ثلاث دقائق».

ونفى المتحدث حصول اي «مفاوضات» بين متقي ورايس، مذكرا بانه من وجهة نظر ايران «يجب ان يكون هناك طلب رسمي (من الولايات المتحدة) لاجراء مفاوضات وبعد ذلك نعلن قرارنا». واخيرا قلل المتحدث من انعكاس اللقاء، الذي دام نصف ساعة، بين رايس ونظيرها السوري وليد المعلم، في حين ان دمشق هي اقرب حليف لطهران في المنطقة.

وقال «سورية دولة مستقلة واتخذت قراراتها من دون الرجوع الى رأي طرف ثالث. ولن يكون لذلك انعكاس على العلاقات بين ايران وسورية».

من جهة اخرى، أعلن الجيش الاميركي عن موافقته السماح لعوائل المحتجزين الايرانيين في العراق بزيارتهم. وقال اللفتنانت كولونيل كريستوفر غارفر «وافقنا على السماح لافراد عائلاتهم بلقاء المحتجزين السبعة من قوة القدس». ولم يحدد المتحدث موعد هذه الزيارة التي طلبت الحكومة العراقية واللجنة الدولية للصليب الاحمر تنظيمها.

واعترف الجيش الاميركي اخيرا باحتجاز سبعة ايرانيين اعتقلهم في العراق. ويتهم الجيش الاميركي هؤلاء بالانتماء الى وحدة النخبة في «جيش القدس» التابع لحرس الثورة الايرانيين، وبتقديم السلاح وتدريب مجموعات عراقية تقاتل القوات الاميركية.

وتطالب ايران بالافراج فورا عن مواطنيها، الذين تؤكد انهم دبلوماسيون.

وكانت القوات الاميركية قد اعتقلت خمسة منهم في اربيل، شمال العراق في 11 يناير (كانون الثاني) الماضي، خلال اقتحام مبنى يقوم بصورة غير رسمية مقام قنصلية ايرانية في كردستان.