تقرير أميركي يتحدث عن تصاعد المد الإسلامي في البوسنة

أيمن عواد رئيس «جمعية أنصار» لـ«الشرق الاوسط» : نأمل ألا يتم ترحيل أي من عرب البوسنة

TT

قال تقرير لمنظمة أميركية تدعى «فورد بوليتيكس فوتش» إن المد الاسلامي يتصاعد في البوسنة. وركز التقرير على ما وصفه بالتيار الاصولي.

ونقل عن الاكاديمي والكاتب الاسلامي رشيد حافظ وفيتش وصفه لذلك بأنه «فيروس». لكن التقرير أشار إلى أن أكثر من 70 في المائة من البوشناق في البوسنة، والذي يتجاوز عددهم المليونين، «مسلمون معتدلون»، في حين أن «13 في المائة يؤيدون التيار الاصولي»، على حد وصف التقرير. ورصد التقرير عملية تشييع جنازة شخص أثار جدلا كثيرا قبل وفاته في حادث مرور وهو يوسف باريتشا، حيث «شارك في جنازته 3 آلاف إسلامي»، معتبرا ذلك دليلا على تنامي هذا التيار. من جهته، أكد رئيس «جمعية أنصار» أيمن عواد (أبو أيمن) على أن لجنة سحب الجنسية البوسنية من عرب البوسنة، ولاسيما الذين شاركوا في القتال إلى جانب الجيش البوسني في الفترة ما بين 1992 و 1995، لم تستند في حكمها الى أي سند قانوني، حسب تعبيره. وقال عواد في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الاوسط» أمس «نأمل أن يتم ترحيل أي كان، هناك مكاييل كثيرة تكيل بها لجنة سحب الجنسية من عرب البوسنة، حيث هناك أشخاص سحبت منهم الجنسية سنة 1997 ثم عادوا إلى البوسنة بتأشيرة دخول وتمكنوا من استعادة الجنسية». وتابع «نحن نعلم أن الولايات المتحدة الأميركية تقف وراء الحملة المسعورة على الوجود العربي في البوسنة ولاسيما المقاتلين السابقين». وحول أسباب عدم فتح مفاوضات مع السفارة الأميركية في سراييفو، لاقناعها بعدم وجود أي خطر من المقاتلين السابقين على المصالح الأميركية والغربية في البوسنة وأوروبا، كما قيل سابقا، أجاب «هم على يقين بأننا لا نمثل خطرا على أحد، ولا توجد لدينا أي نوايا عدوانية، لأنه لا يوجد لدينا بيت آخر سوى البوسنة، ونحن لا نريد هدمه بعمل طائش هنا أو هناك، ولكنهم وجدوا فينا كبش فداء للتوازنات التي يرغبون فيها بالمنطقة، فطردنا مطلب صربي كرواتي، وبذلك نحن نصلح للمقايضة، ثم نفاوض السفارة الاميركية على أي شيء ؟ نحن مواطنون بوسنيون، لدينا حكومة ومسؤولون عنا». وأشار أيمن عواد إلى أن «الولايات المتحدة الأميركية طلبت من البوسنة قبل عدة سنوات إخراج القائد السابق للمجاهدين العرب أبو المعالي بدون أي سبب، ومارست في سبيل ذلك عدة ضغوطات حتى تم لها ذلك، ورحلت أفراد المجموعة الجزائرية إلى غوانتانامو رغم تبرئة القضاء لساحتهم، وهي تعلم أنهم أبرياء واتهمونا بأن لدينا معسكرات تدريبا، وهم أول من يعلم أن ذلك محض افتراء». واتهم عواد القضاء البوسني بعدم الحيادية، واتباع هوى لجنة سحب الجنسية من العرب، وقال «إذا تم استيفاء جميع الشروط، فلا بد أن يتم إرضاء لجنة سحب الجنسية حتى بخلق مبررات لم تذكرها اللجنة ذاتها»، وعما ينتظرونه من محكمة حقوق الانسان الاوروبية، أكد عواد رئيس «جمعية أنصار»، التي شكلها العرب بعد حل كتيبة المجاهدين ـ بناء على بند في اتفاقية دايتون الموقعة في 21 نوفمبر(تشرين الثاني) 1995 ثم في باريس يوم 14 ديسمبر (كانون الاول) من نفس السنة ـ على أن ما ينتظرونه هو «إلغاء جميع قرارات لجنة سحب الجنسية، لأنها كما ذكرت لا تستند لأي مسوغ قانوني». وذكر أن «قضية المقاتلين العرب أصبحت الشغل الشاغل وكأنه لا توجد معضلة أو مشكلة تحتاج للحل، عدا قضية العرب، وكأنها القصة الأولى والأخيرة». «وعن دور المنظمات الدولية الحقوقية في مساعدتهم عل تخطي محنتهم، قال عواد «المنظمات الحقوقية الدولية على علو قدرها ودورها المهم، لا تتدخل، ووفقا للتجربة، إلا بعد حصول المأساة، لقد تدخلوا بعد ترحيل المجموعة الجزائرية، وبعد ترحيل الفرشيشي إلى تونس، وترحيل بعض الاخوة المصريين، لكن نحن على يقين بأن مجلس أوروبا مهتم بقضيتنا ونود من المنظمات الحقوقية كمنظمة العفو الدولية واللجنة العربية للدفاع عن حقوق الانسان، التدخل في الوقت المناسب ومتابعة الملف عن كثب، وهذا ما أكده لنا توماس هامبرغر من مجلس أوروبا مؤخرا».