لبنان: توقع أسبوع حار سياسيا بعد تنصل حزب الله من «النقاط السبع»

فريق الأكثرية يرفض الانتخابات النيابية قبل نزع السلاح

TT

ارتفعت وتيرة الخطاب السياسي الداخلي في لبنان بشكل لافت، مما يوحي بأسبوع حار بعدما عمدت قيادات حزب الله الى التنصل من موافقتها على «النقاط السبع» التي اقرتها الحكومة اللبنانية خلال الحرب الاسرائيلية الاخيرة والتي تتضمن مبدأ وضع مزارع شبعا تحت الوصاية الدولية وحصرية السلاح بأجهزة الدولة اللبنانية مقابل رفع فريق الاكثرية لسقف مواقفه من انتخابات الرئاسة والانتخابات النيابية. وشن مسؤولو الحزب امس حملة عنيفة على رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وصلت بأحدهم الى اتهام «الفريق الحاكم» بأنه «يحاول نجدة (رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود) اولمرت لأنه متورط في التزامات بنزع سلاح المقاومة»، فيما كان رد قوى «14 اذار» لافتا مع تأكيد نائب رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان أن «لا انتخابات نيابية قبل تأمين شرط الحرية لكل اللبنانيين، وذلك يعني أن لا انتخابات نيابية قبل نزع السلاح الموجود في أيدي فئة من اللبنانيين». وقال عضو كتلة نواب «حزب الله» حسين الحاج حسن امس ان «الشراكة تكون في الحكومة وفي كل القرارات وفي الانتخابات الرئاسية وصناعة البلد ومستقبله، لا استئثار ولا هيمنة ولا مبالغة واستفراد، هذا البلد قام على صيغة العيش المشترك التي تخرقها الحكومة في كل يوم عشرات المرات، وآخرها التعيينات الادارية، أهكذا تبنى الاوطان أهكذا يحكم البلد». ولفت الى «ان الطائفة الشيعية تعيش اليوم حالة غبن وكذلك الجزء الاكبر من المسيحيين، وبالتالي لولا الدعم الاميركي والفرنسي لكنتم بخبر كان وهذا الأوكسيجين لن يستمر»، داعيا الى «ضرورة تحقيق الشراكة لإخراج البلد من المأزق». وحمل النائب الحاج حسن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة مسؤولية الوضع القائم «من خلال طرحه مبدأ مناقشة جميع الامور الخلافية ليتم بعدها تشكيل حكومة وحدة وطنية، وبالتالي نقاش الامور الخلافية قد يستغرق اشهرا او سنين، فهل يبقى وضع البلد على حاله كي نتفق او يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية، فطرح الرئيس السنيورة يراد من خلاله ابقاء البلد معطلا»، مجددا تأكيده على «ان المعارضة لن تشارك في حكومة دون ثلث ضامن». وأضاف: «صحيح نحن منقسمون بين طرحين، ولكن يجب ان نعود الى الشعب كما حصل في تركيا وجميع دول العالم التي يحصل فيها اختلاف، يتم اجراء انتخابات جديدة لإنتاج سلطة جديدة». واعتبر «ان الرئيس السنيورة يضع شروطا تعجيزية لعدم تشكيل حكومة وحدة وطنية بالاتفاق مع فريقه لانهم لا يريدون تشكيلها». ورأى «ان المعارضة قدمت ورقة خطية مكتوبة فيها آلية للوصول الى النتائج فيما الرئيس السنيورة لم يقدم الا كلاما عاما وآخره الحديث عن اتفاق سياسي على جميع النقاط لتشكيل حكومة وطنية». وبدوره قال مسؤول منطقة الجنوب في حزب الله الشيخ نبيل قاووق ان «نتائج تقرير لجنة فينوغراد الاسرائيلي الذي اقر بهزمة اسرائيل امام المقاومة في لبنان ادت الى اصابة الفريق الحاكم وزعمائه بالهلع والتوتر». اضاف «هل مكافأة المقاومة ان يكون جواب الفريق الحاكم على المقاومة اكثر عدائية من الكيان الاسرائيلي، وهل هذا عقاب للمقاومة ان الفريق الحاكم في تعليقه على نتائج تقرير فينوغراد لم يتقن الا لغة الحسابات وان هذا التقرير لم يتحدث عن الخسائر الجسيمة والفادحة التي لحقت بلبنان. فهذه التصريحات ما هي الا محاولة لنجدة ومساعدة اولمرت قبل سقوطه وهي خدمة مجانية للعدو». معتبرا ان «ما سمعناه من تصريحات من الفريق الحاكم كانت اسوأ من التصريحات الاسرائيلية التي كانت اكثر انصافا للمقاومة منه لانهم راهنوا على تغيير وجهة المنطقة وهوية لبنان وموقعه ودوره وراهنوا على هزيمة المقاومة لأنهم متورطون بالتزامات تجاه السيد الاميركي بالعمل على نزع سلاح المقاومة، وما دام حزب الله يتمسك بسلاحه فهذا دليل فشلهم ومصدر خيبتهم حيث ان الدلع الاميركي للفريق الحاكم هو من اجل ان يعملوا على نزع سلاح المقاومة والمديح الاسرائيلي للفريق الحاكم في لبنان هو من اجل ان يعملوا على نزع سلاح المقاومة ولكن هذا الهدف يزداد عنهم بعدا لان المقاومة اكثر قوة وأكثر قدرة وأكثر احتضانا شعبيا وسياسيا بالرغم من كل المكائد ومن كل الطعنات». وفي المقابل أكد عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب أنطوان زهرا «أن المحكمة الدولية أصبحت خارج إطار المفاوضات، وأن استمرار الحكومة الشرعية أصبح خارج المساومة، وأن انتخابات الرئاسة لن تخضع للابتزاز والشروط». وأضاف «لا بل نحن نقول للمطالبين بانتخابات نيابية مبكرة أن لا انتخابات نيابية قبل تأمين شرط الحرية لكل اللبنانيين، وذلك يعني أن لا انتخابات نيابية قبل نزع السلاح الموجود في أيدي فئة من اللبنانيين».