ممثل البوليساريو لدى الجزائر: لا يمكن تقرير المصير بدون استشارة شعبية

فان فالسوم يبدأ مباحثات لتحديد مكان وزمان المفاوضات

TT

فيما قال ممثل بوليساريو بالجزائر، إن المندوبين الصحراويين الذين سيتفاوضون مع المغاربة بشأن نزاع الصحراء، «سيضعون نصب أعينهم مبدأ الاستشارة الشعبية لتقرير مصير شعبنا»، أفادت مصادر دبلوماسية جزائرية أن ممثل مبعوث الأمين العام الأممي للصحراء سيبدأ جولة إلى المنطقة يوم 14 من الشهر الحالي.

وأوضح محمد يسلم بيسط لـ«الشرق الأوسط»، أن توصية مجلس الأمن الصادرة الأسبوع الماضي «نفهمها على أنها دعوة لتمكين الصحراويين من تقرير مصيرهم عن طريق استفتاء حر ونزيه تشرف عليه الأمم المتحدة». لكن مفهوم الطرف المغربي للتوصية الأممية، يختلف عن قراءة الصحراويين خاصة فيما يتعلق بـ«تقرير المصير». عن ذلك قال بيسط «هل تقرير المصير يعني في كل قواميس الدنيا الحكم الذاتي؟ إنه يعني أن الشعب المعني بتقرير المصير، يختار ما يريده بكل حرية وفق استشارة شعبية».

وتابع بيسط: «إن موقفنا من التوصية 1754 واضح: هي تقول إن المفاوضات تقود إلى تقرير المصير، وكلما اقتربنا من هذا الهدف، كان تطبيق التوصية بشكل أفضل. وفي جميع الأحوال لا نرى إمكانية لتقرير المصير بدون استشارة شعبية».

وأوضح ذات المصدر أن الاستفتاء الذي يطالب به الصحراويون، «يجب أن ينظم تحت إشراف الأمم المتحدة». أما عن مكان المفاوضات المباشرة المرتقبة، فقال بيسط إن الصحراويين يفضلون أن تجرى في أي مكان من العالم توجد به مقرات الأمم المتحدة، وأضاف: «مكان التفاوض لا يهمنا كثيرا، فالأمم المتحدة تملك مقرات في نيويورك وفيينا وروما وجنيف وفي نيروبي، لكن المهم بالمقابل أن تكون الهيئة الأممية هي راعية الاستفتاء، ونولي أهمية خاصة لحضورها المادي».

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر دبلوماسية جزائرية أن بيتر فان فالسوم، مبعوث أمين عام الأمم المتحدة للصحراء، سيشرع بعد غد رسميا في الترتيب للمفاوضات. حيث سيلتقي الأربعاء بنيويورك، سفير المملكة المغربية بالأمم المتحدة مصطفى الساهل. بينما ستجمعه مباحثات مع مسؤولين بالإدارة الأميركية في اليوم الموالي. ونقلت المصادر عن مسؤولين صحراويين عدم رضاهم على هذه المحطة في مساعي فان فالسوم، على أساس أن ذلك يترك الانطباع بأن الولايات المتحدة الأميركية طرف أساسي في النزاع. وكانت الجزائر والبوليساريو اتهمتا واشنطن بـ«الانحياز» لمشروع الحكم الذاتي المغربي.

وسيلتقي مبعوث بان كي مون مع المسؤولين المغاربة بالرباط يوم 14 من الشهر الجاري، وفي يوم 17 سيلتقي زعيم البوليساريو محمد عبد العزيز. وفي اليوم الموالي سيلتقي مسؤولين في الحكومة الموريتانية. وستكون الجزائر آخر محطة في جولة فالسوم، في يوم 18 مايو (أيار). وأوضحت المصادر أن الدبلوماسي الهولندي «سيجمع المقترحات والأفكار حول المفاوضات المرتقبة من جميع الأطراف، وعلى ضوئها سيحدد مكان وزمان لقاءات المغاربة والصحراويين».