إنجاح موسم العمرة والحج.. هاجس أمير منطقة مكة

تحضيرات الموسم والاشراف عليها تستغرق عاماً

TT

شكل موسم الحج والعمرة وإنجاحه أكبر هاجس للأمير الراحل عبد المجيد بن عبد العزيز، أمير منطقة مكة المكرمة حتى انه كان يقضي عاما كاملا من حج الى حج لإجراء ترتيباته.

ومنذ توليه إمارة منطقة مكة المكرمة أواخر عام 1999، أولى الأمير عبد المجيد أهمية بالغة للعاصمة المقدسة، وهو الآتي من إمارة المدينة المنورة بعد أن أشرف على تنفيذ أكبر توسعة للحرم الشريف فيها، ويشغل باله هاجس خدمة البيت الحرام في مكة المكرمة وزوارها من الحجيج والمعتمرين، بعد أن تشرف بقيامه بهذا الدور في مسجد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.

ولم يكن أدلَّ على هذا الهاجس الذي يشغله من اعتماده لأول قرار يصدره كأمير، وهو إنشاء مجمّع لكافة الجهات الحكومية لخدمة الحجاج، وهو المجمع الذي أقيم في منطقة دقم الوبر بالعاصمة المقدسة، وعينت فيه كافة الجهات الحكومية والرسمية ممثلين دائمين، وعقد اجتماع اللجنة الأول بعد أشهر قليلة من اتخاذ القرار.

ويقول يوسف التويم، مدير المراسم والعلاقات العامة، بمكتب الأمير عبد المجيد انه كان يقضي اليوم كله في العمل والإشراف على سير الحج وخدمة الحجيج من قبل بدء الموسم ومن خلال ترؤسه للجنة الحج بنفسه، بالإضافة إلى عدد من اللجان التنظيمية لشؤون الحجاج. وكان يعقد الكثير من المؤتمرات والاجتماعات قبل موسم الحج، إضافة إلى الجولات التفقدية لمرافق الحجاج وأماكن وجودهم كمدينة الحجاج وميناء جدة الإسلامي. ويضيف التويم أن جسر الجمرات الجديد كان الشغل الشاغل للأمير عبد المجيد إلى حين بدء تنفيذه العام الماضي. وكان يقوم بنقل المخططات والخرائط شخصياً لعرضها على خادم الحرمين الشريفين ومناقشة كل كبيرة وصغيرة بشأنها.

ويضيف التويم أن الفقيد كان يقابل المشايخ لأخذ الموافقات الشرعية والكثير من هذه الأمور، خاصة بعد وقوع حادثة التدافع الأخيرة في الجمرات، والتي كان وقعها على نفسه كبيراً جداً، ولذا كان لديه إصرار غريب وقوي جداً على أهمية البدء بإنشاء جسر الجمرات الجديد وإنهاء المخططات بأقصى سرعة ممكنة لعرضها على المقام السامي والبدء فورياً بتنفيذها، وهو ما تحقق في حياته رحمة الله عليه.

من جانبه، يؤكد الدكتور حسين بن محمد سفر، المشرف العام على مكتب وزير الحج والأوقاف سابقاً، وأستاذ نظام الحكم والقضاء، والخبير بمجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة، أن الأمير الراحل كان طوال فترة إمارته على منطقة مكة المكرمة حينما يعود من إجازته الصيفية كل عام، يستقبل كل من له علاقة بالحج والحجاج والمعتمرين، ويعقد معهم اجتماعات مكثفة في مكتبه ومنزله، ويطلع على كافة خطط وزارة الحج، وإدارة شؤون الحرمين للأمر نفسه.

ويضيف سفر «بمجرد دخول موسم الحج أو العمرة، كان ـ رحمه الله ـ يفرغ وقته بالكامل ليلا ونهارا للإشراف المباشر على أعمال الحج وراحة المعتمرين في موسم رمضان، وكافة التطورات والتعديلات الجذرية التي تمت في السنوات الأخيرة على مستوى الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين بدءاً بحلول مشاكل ازدحام الطواف، وازدحام المسعى، وإيجاد وسائل حديثة للعجزة، ومتابعة بعثات الحج، وحث الوزارة على متابعة مساكن الحجيج، وتوفير جميع الخدمات اللائقة بهم، تلك كانت من أفكار الأمير ومتابعاته الخاصة رحمه الله وأسكنه فسيح جناته».