الصين ترضخ للضغوط الأميركية وتعين ممثلاً خاصاً لمشكلة دارفور

تشتري نفطا سودانيا «بتراب الفلوس» والكونغرس يحذرها بإفشال الأولمبياد الذي تستضيفه العام المقبل

TT

استجابت الصين جزئياً لضغوط دولية أميركية قوية على وجه الخصوص، من أجل العمل على ايجاد تسوية لمشكلة دارفور المتفاقمة منذ خمس سنوات، وعينت «ممثلا خاصاً» للقارة الافريقية سيركز على قضية الاقليم السوداني المضطرب، كما ذكرت بكين.

ويتزامن ذلك مع توقيع 108 من اعضاء مجلس النواب الاميركي على رسالة موجهة الى الرئيس الصيني هو جنتاو «لبذل المزيد من الجهد وإقناع الحكومة السودانية حقن دماء سكان اقليم دارفور وإيقاف الابادة هناك». ويتهم النواب الحكومة السودانية بتصعيد الهجمات ضد السكان في الآونة الاخيرة في ظل اتهامات من منظمات حقوقية للصين وروسيا بانتهاك الحظر المفروض على تسليح الجيش السوداني. في غضون ذلك أبلغت مصادر مطلعة في واشنطن «الشرق الاوسط» ان الحكومة الصينية تستغل تعقيدات الموقف في السودان وتستفيد بذلك من الحصول على نفط رخيص من آبار النفط التي توجد في جنوب البلاد. واصبحت بكين تشتري الآن نفطاً من الخرطوم بسعر 13 دولاراً فقط، أي «بتراب الفلوس» حسب التعبير السوداني. وقالت هذه المصادر إن هذا النوع من النفط يبلغ سعره في الولايات المتحدة والاسواق العالمية أضعاف هذا السعر. واشارت المصادر الى انه يعتقد ان بكين تستغل العجز الكبير في ميزانية الحكومة السودانية وحاجتها الى السلاح بشراء النفط بأسعار زهيدة، وتشتري الصين ثلثي انتاج السودان من النفط. وكانت الخرطوم قد أنفقت بسخاء على جهاز الشرطة مما أدى الى عجز كبير في ميزانيتها.

وقالت مصادر في الكونغرس ان رسالة اعضاء مجلس النواب التي نشرت امس تربط بين ضرورة تغيير السياسة الصينية تجاه السودان ونجاح الالعاب الاولمبية في بكين العام المقبل. وجاء في رسالة النواب وهم ينتمون للحزبين الديمقراطي والجمهوري «الصين قد تشتهر بأنها البلد الذي استضاف اولمبياد الابادة». ونشر نص رسالة اعضاء مجلس النواب النائب توم لانتوس رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب وهو من الديمقراطيين، وقال لانتوس في الرسالة «اذا لم تضطلع الصين بدور لحمل الحكومة السودانية على سلوك الطريق الاسلم والافضل نحو السلام.. فان التاريخ سيقول إن حكومتكم مولت حدوث إبادة في دارفور».

الى ذلك قالت بكين إن ممثلها الخاص في افريقيا سيكون هو ليو جي جنغ السفير الصيني السابق في كل من زيمبابوي وجنوب افريقيا. وقالت متحدثة باسم الخارجية الاميركية «نظراً لأن الوضع في دارفور يستقطب اهتمام الرأي العام الدولي فإن الممثل الخاص بالقارة الافريقية سيركز نشاطه على مشكلة دارفور».

ودافعت الصين عن سياستها تجاه قضية دارفور وقالت جيانغ يو، المتحدثة باسم الخارجية، ان بلدها وواشنطن متعاونان. لكنها تحاشت التعليق على رسالة أعضاء الكونغرس للرئيس الصيني. وزادت المتحدثة قائلة «يمكننا القول إن الصين والولايات المتحدة تشتركان في نفس الهدف في دارفور. الدولتان تأملان في استخدام الاساليب السياسية لحل هذه الازمة» وأشارت الى أن بكين سترسل 275 مهندسا ضمن قوة الامم المتحدة لدعم قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي، وهي قوات مهلهلة أخفقت في جلب الاستقرار للإقليم المضطرب.

وكانت منظمة العفو الدولية قد اتهمت كلا من الصين وروسيا بانتهاك حظر الاسلحة المفروض ضد السودان طبقاً لقرار مجلس الامن، وقالت إن البلدين يرسلان اسلحة الى الحكومة السودانية. وافادت تقارير صحافية اميركية بأن حكومة الخرطوم تنقل تلك الاسلحة بطائرات مطلية بلون وشعار طائرات الامم المتحدة وذلك بغرض التمويه، لكن الصين وروسيا نفتا اتهامات منظمة العفو الدولية بأنهما تنتهكان الحظر الذي فرضته الامم المتحدة على الاسلحة من خلال السماح بدخول الاسلحة الى السودان. على صعيد ذي صلة دعا الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون السودان الى وقف هجمات القصف الجوي اليي قال إنها تسببت في وفيات ودمار في الاقليم المضطرب في الاسابيع الثلاثة الماضية. وقال سفير السودان لدى الامم المتحدة إنه زار الامين العام لينفي وقوع الهجمات. وفي بيان أصدره مكتبه قال بان إن التقارير تشير الى ان القصف الجوي في شمال دارفور تسبب ايضا في فرار المزيد من المدنيين من ديارهم. واضاف انه في احدى الحالات اصيبت مدرسة في قرية بصواريخ اطلقتها طائرة هليكوبتر تابعة للقوات الحكومية. ولم يذكر بان تفاصيل اخرى عن اماكن الحوادث والاوقات التي وقعت فيها.

وقال البيان «الامين العام يحث بقوة حكومة السودان على وقف جميع الهجمات والتقيد بشكل كامل باتفاق سلام دارفور وقرارات مجلس الامن والقانون الدولي» وزاد «وهو ايضا يناشد الحكومة وجميع الحركات أن توقف على الفور الاعمال العسكرية العدائية وان تتعاون بشكل كامل مع فريق للاتحاد الافريقي والامم المتحدة يقود جهودا للوساطة من اجل نهاية لهذا الصراع المدمر».