ليفني تعتبر اجتماعها مع وزيري خارجية مصر والأردن كممثلين عن الجامعة العربية تاريخيا

الرئيس المصري التقاها واجتماع ثلاثي آخر سيعقد في إسرائيل

TT

في أول اتصال من نوعه بين العرب وإسرائيل حول مبادرة السلام العربية منذ إعلانها عام 2002، أجرت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني مباحثات أمس في القاهرة مع مجموعة الاتصال العربية المكونة من مصر والأردن ومثلهما وزيرا خارجية البلدين أحمد أبوالغيط وعبد الإله الخطيب، والمكلفة من قبل لجنة المبادرة، حول سبل تفعيل المبادرة. ووصفت ليفني بـ«التاريخي» لقاءها في القاهرة امس مع وزيري الخارجية المصري والاردني بصفتهما ممثلين للجامعة العربية، واعلنت ان اجتماعا مماثلا سيعقد في اسرائيل قريبا.

وقالت ليفني للصحافيين بعد مقابلة استغرقت ساعة ونصف الساعة مع الرئيس المصري حسني مبارك بحضور ابوالغيط ان اللقاء مع نظيريها المصري والاردني «ليس فقط هاما ولكنه تاريخي». وقالت ليفني للصحافيين عقب الاجتماع الذي حضره الدكتور أسامة الباز المستشار السياسي للرئيس المصري «إنها تعرفت من الجانبين المصري والأردني (ممثلي الجامعة العربية) على كيفية تعزيز السلام فى المنطقة» ووصفت الاجتماع بأنه «اجتماع تحضيري أولي»، وأشارت إلى أن «اجتماعا مماثلا سيعقد في إسرائيل».

واضافت ليفني قبل ان تغادر قصر الرئاسة الى مقر وزارة الخارجية للمشاركة في الاجتماع الثلاثي «انه اجتماع تحضيري»، موضحة ان اجتماعا مماثلا «سيعقد في وقت لاحق في اسرائيل كجزء من هذه العملية بين اسرائيل والجامعة العربية».

وكان المجلس الوزاري للجامعة العربية قد كلف الشهر الماضي مصر والاردن باجراء اتصالات باسرائيل لاقناعها بقبول مبادرة السلام العربية التي تدعو الى انسحاب اسرائيلي كامل من الاراضي العربية المحتلة عام 1967 مقابل تطبيع كامل للعلاقات بينها وبين الدول العربية.

وشددت وزيرة الخارجية الاسرائيلية في مؤتمر صحافي مشترك مع ابوالغيط والخطيب بعد الاجتماع الثلاثي على ان هذه المحادثات «بداية يمكن ان تشجع على تحقيق السلام في المنطقة» مشيرة الى «افاق جديدة في فهم العالم العربي لضرورة دعم عملية السلام».

واعتبرت ليفني التي تعتبر المرشحة الاوفر حظا لخلافة رئيس الوزراء ايهود اولمرت في قيادة حلف كاديما اذا ما قرر الاستقالة، ان المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين هي مسألة «ثنائية ولكني اعتقد ان العالم العربي يمكن ان يلعب دورا هاما للغاية في مساندة الطرفين من اجل التوصل الى السلام»، واكدت ان الاجتماع «كان جديا جدا».

وكانت ليفني قد استبقت اجتماعها مع أبوالغيط والخطيب باجتماع عقدته مع الرئيس المصري حسني مبارك، استغرق 90 دقيقة أيضا، فيما علمت «الشرق الأوسط» أنها عقدت اجتماعا آخر (لم يعلن عنه) فور وصولها إلى مطار القاهرة مع مسؤول مصري بارز يقول مقربون إنه الوزير عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات المصرية. وقالت إن الاجتماع كان جيدا للغاية ويشكل بداية من شأنها مساعدة الطرفين والمنطقة بأسرها من اجل الوصول إلى السلام باعتبار أنه جاء في وقت يشهد ثقة في وجود هدف مشترك بين كل الأطراف وهو إقامة دولتين تعيشان جنبا لجنب في سلام، إضافة لوجود فرص أخرى للتفاهم مع العالم العربي لدفع عملية السلام .

وأشارت إلى أن الجمود ليس ما تتسم به سياسات حكومتها التي من مصلحتها تحسين حياة الفلسطينيين مؤكدة انه «ليس من سياساتنا التحكم بالفلسطينيين».

ووصفت ليفني الدور المصري في المنطقة بأنه على درجة عالية من الأهمية، كما وصفت العلاقات المصرية ـ الإسرائيلية بأنها مهمة خاصة عندما يتعلق الأمر بالوضع في المنطقة. وأضافت أنها بحثت مع الرئيس مبارك في العلاقات الثنائية بين مصر وإسرائيل والدور المصري المهم في المنطقة وفي العالم العربي وضرورة تنشيط عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأعربت عن اعتقادها أن العالم العربي يمكن أن يقوم بدور مهم في تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ويمكنه أيضا مساندة عملية السلام وطرح أفكار جديدة حول السلام ومساعدة الفلسطينيين في تحقيق تقدم عندما يتم التوصل إلى اتفاق سلام في المستقبل بين الفلسطينيين وإسرائيل. ومن جانبه، أكد أحمد أبوالغيط في مؤتمر صحافي مشترك مع ليفني والخطيب «أن هناك مبادرة عربية للسلام تستهدف الوصول إلى إقامة سلام شامل بين إسرائيل والجانب العربي سواء الفلسطينيين أو سورية أو لبنان وبقية العالم العربي فيما يتعلق بالتطبيع». وأشار إلى انه تم خلال الاجتماع مع وزيرة خارجية إسرائيل استعراض توجيهات الجامعة العربية والمفهوم العربي في دفع عملية السلام ودور الجامعة العربية في دفع العملية السلمية. وأضاف أبوالغيط «استمعنا إلى وجهة النظر الإسرائيلية وننوي أن ننقل إلى مجموعة السلام العربية ولجنة المتابعة المنبثقة من القمة العربية ما دار من حديث ممتد في هذا الموضوع». وقال «إن النقاش اليوم استغرق ساعة ونصف الساعة وكان تفصيليا وتطرق إلى الكثير من المفاهيم العربية وكذلك الطرح من الجانب الإسرائيلي». وأوضح الوزير المصري أن الأطراف المعنية هي التي ستتفاوض مع إسرائيل سواء الفلسطينيين أو سورية أو لبنان، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن الجامعة العربية بتكليفها لهذه المجموعة تعمل لتجهيز المسرح وتهيئة المناخ المناسب واحتياجات الطرفين ثم الدفع بعملية السلام.

من جانبه، قال الخطيب انه وأبوالغيط نقلا عرضا عربيا جماعيا لإسرائيل فيما يتعلق بالتزام الدول العربية بتحقيق السلام الشامل، مؤكدا أن القضية المركزية ستظل هي القضية الفلسطينية. وأعرب عن الأمل في أن تتم إعادة الحياة لمفاوضات السلام والوصول لاتفاق يكفل إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ووصف اللقاء بأنه كان مفيدا.