«دبلوماسية الفن».. رايس تزور معرضا فنيا إيرانيا في واشنطن وتلتقي فنانين إيرانيين

واشنطن تدعو طهران إلى الإفراج عن ثلاث إيرانيات يحملن الجنسية الأميركية

TT

فيما لم تستطع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ونظيرها الايراني منوشهر متقي، ان يجريا مباحثات كانت منتظرة خلال قمة شرم الشيخ، زارت رايس امس معرضا فنيا ايرانيا مقاما في العاصمة واشنطن، وقالت الخارجية الاميركية، ان هذه لفتة لاظهار الدعم لشعب ايران، رغم التوترات القائمة بين الولايات المتحدة والزعماء الايرانيين. وتوترت العلاقات الاميركية الايرانية بشكل خاص، بسبب ما تراه واشنطن تدخلا من جانب ايران في العراق، وبسبب برنامجها النووي، لكن ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش أوضحت انها تريد علاقات أوثق مع الشعب الايراني في الثقافة ومجالات أخرى.

يشارك في المعرض 30 فنانا ايرانيا، تتراوح أعمارهم بين 22 و40 عاما تحت عنوان «امال وأحلام.. بزوغ جيل جديد في ايران». وقال مركز مريديان انترناشونال في واشنطن، الذي يستضيف المعرض بالتعاون مع معرض الفنون بجامعة طهران، ان المعرض سيستمر حتى 29 يوليو (تموز). وقالت الخارجية الاميركية، التي تساهم في رعاية المعرض، انه من المتوقع ان يلتقي عدد من الفنانين الايرانيين مع رايس. وقال شون ماكورمك، المتحدث باسم الخارجية الاميركية، «المهم هنا الرمز وراء مد وزيرة الخارجية يدها، لتظهر للشعب الايراني تقديرها لنتاج الثقافة الايرانية». وفي الوقت الذي طالب فيه بوش ايران بالتخلي عن برنامجها النووي او مواجهة المزيد من العزلة، دعا الى مزيد من المعاملات مع ايران على المستوى الشعبي.

وفي الشهر الماضي أعلنت الخارجية الاميركية عن توجيه دعوة الى رياضيين ايرانيين من فريق المصارعة، ليتدربوا في الولايات المتحدة، استعدادا لدورة الالعاب الاولمبية، التي تعقد عام 2008 في العاصمة الصينية بكين. وكانت الولايات المتحدة قد قطعت العلاقات الدبلوماسية مع ايران في ابريل (نيسان) عام 1980، بعد خمسة أشهر من احتلال طلبة ايرانيين للسفارة الاميركية في طهران، واحتجاز 52 مواطنا اميركيا لمدة 444 يوما. وتعتقد واشنطن ان ايران تسعى لامتلاك اسلحة نووية، وقالت انها لن تتعامل مع طهران الا اذا تخلت عن برنامج تخصيب اليورانيوم وعادت الى طاولة المفاوضات النووية، وتصر طهران على ان برنامجها لاغراض مدنية. لكن أخيرا أبدت ادارة بوش تحولا عن سياسة فرض عزلة كاملة على ايران، والتقت رايس مع وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي في مؤتمر عن العراق، عقد في مصر الاسبوع الماضي، وتبادلا عبارات المجاملة. وقال ستيوارت هوليداي رئيس مركز مريديان، وهو هيئة لا تبتغي الربح وتعمل على تعزيز العلاقات الثقافية والدبلوماسية، «هذا المعرض سيساعد مواطنينا على فهم الشعب الايراني وتقدير الاهتمامات التي نتشارك فيها». ويجيء هذا المعرض في الوقت الذي احتجز فيه عدد من المواطنين الذين يحملون الجنسيتين الاميركية والايرانية في ايران، ومن بينهم اكاديمي مقيم في واشنطن يرأس مركز «يو. اس. وودرو ويلسون» الدولي لبرامج باحثي الشرق الاوسط. وسئل ماكورمك عما اذا كان قلقا على الفنانين الايرانيين الذين سيلتقون برايس وامكانية مواجهتهم مشاكل لدى عودتهم الى ايران قال «آمل ألا يحدث ذلك». من جهة اخرى، دعت الولايات المتحدة طهران ليلة اول من امس الى الافراج عن ثلاث ايرانيات يحملن الجنسية الاميركية، بينما وجهت زوجة عميل سابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي آي) مفقود في ايران، نداء للافراج عنه.

وقال شون ماكورماك: «نريد ان يتمكن من العودة الى عائلاتهن». واضاف «طرحت الكثير من الاسئلة في وسائل الاعلام حول اسباب تعرض الكثير من الاشخاص لمضايقات من قبل النظام الايراني»، موضحا «لا اعرف الاسباب، لكن هذا يعطي فكرة عن النظام». وقال مركز «وودرو ويلسون انترناشونال سنتر فور سكولارز» في واشنطن ان هالة اصفندياري وهي استاذة جامعية تحمل الجنسيتين الايرانية والاميركية وتتولى ادارة برنامج «دراسات الشرق الاوسط» فيه، اوقفت في طهران ونقلت الى سجن ايفين. واضاف المركز ان اسباب توقيفها لم تكشف. وتقيم اصفندياري في الولايات المتحدة منذ اكثر من 25 عاما. وقد توجهت نهاية العام الماضي الى ايران لزيارة والدتها البالغة من العمر 93 عاما، لكن لم يسمح لها منذ ذلك الحين بمغادرة الاراضي الايرانية. وقال ماكورماك ان السلطات الايرانية صادرت جوازي سفر ايرنيتين اميركيتين اخريين لمنعهما من مغادرة البلاد، احداهما بارناز عظيمة الصحافية في اذاعة «فاردا» الاميركية الرسمية، التي تبث باللغة الفارسية. وقد وصلت هذه الصحافية الى ايران في يناير (كانون الثاني) الماضي لزيارة والدتها ايضا. وتابع ان السيدة الثالثة، التي طلبت عدم ذكر اسمها، محتجزة في ايران في الشروط نفسها. وأكد ماكورماك ان اصفندياري وعظيمة «جدتان». وأضاف «لا اعرف ما تخشاه الحكومة الايرانية منهما».

وقال الناطق ان وزارة الخارجية ستساعد عائلات هؤلاء النساء، لكنه لمح الى ان الادارة الاميركية ستتحرك بعيدا عن الاضواء، لكي تكون فعالة. وأضاف «سنعمل بتعاون وثيق مع عائلاتهن وسنقوم بكل ما هو فعال لتأمين عودتهن الى اسرهن». وأكد ماكورماك انهن «لا يشكلن تهديدا للشعب او الحكومة الايرانية. يسافرن كثيرا بين الولايات المتحدة وايران. اذا اراد النظام مضايقة هؤلاء البريئات فهذا يعطي فكرة عن الحكومة الايرانية». ولا تعترف ايران رسميا بحمل جنسيتين، لكنها تغض النظر عن ذلك. والى جانب الايرانيات الثلاث، طلبت الولايات المتحدة من طهران معلومات عن عميل سابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي آي) روبرت ليفينسون الذي فقد مطلع الشهر الماضي في ايران، بعد زيارة الى جزيرة كيش (جنوب).