استمرار الفوضى رغم البدء في تطبيق الخطة الأمنية في قطاع عزة

TT

شرعت الأجهزة الأمنية الفلسطينية، الليلة قبل الماضية في تطبيق الخطة الامنية التي بلورها وزير الداخلية هاني القواسمي وصادقت عليها الحكومة الفلسطينية. وقال الدكتور احمد يوسف المستشار السياسي لرئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية لـ«الشرق الاوسط» إن الأوامر للبدء في تطبيق الخطة جاءت في اعقاب اتفاق الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) وهنية على ذلك، بدعم من جميع الفصائل الفلسطينية. واضاف يوسف أن اجماعا فلسطينيا تبلور يقضي بعدم السماح بتفاقم حالة الفلتان الامني.

وأشار يوسف الى أن وزير الداخلية وقيادات الأجهزة الأمنية يشرفون على تطبيق الخطة، موضحا أن القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية ستلعب دوراً في تطبيق الخطة مثل سائر الاجهزة الامنية الاخرى. وأعلن المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة ان ابو مازن اتفق مع هنية على تخويل وزير الداخلية هاني القواسمي الصلاحيات اللازمة لتنفيذ الخطة الأمنية».

وقال نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح أن ابو مازن وهنية اتفقا على دعم وزير الداخلية واتفق ايضا أن يحظى تطبيق الخطة الامنية بدعم من حركتي فتح وحماس بهدف إنهاء الفلتان الأمني، مشيرا الى أن الساعات الثماني والأربعين القادمة سيكون هناك انتشار كامل للشرطة في قطاع غزة وسيرتدي رجال الشرطة من حماس وفتح زيا واحدا وسيتلقون الأوامر من وزارة الداخلية الفلسطينية وفق آليات تم الاتفاق عليها».

وعلمت «الشرق الاوسط» أنه تقرر تطبيق الخطة الامنية على مراحل، بحيث تحرص الاجهزة الامنية على مكافحة الجريمة، وتنظيم حركة السير، وبعد ذلك على التصدي لحوادث الاختطاف والقتل والشجار العائلي، ومنع كل اشكال المظاهر المسلحة والتعدي على الممتلكات العامة، واعتقال المطلوبين للقانون، ومكافحة الاتجار بالمخدرات.

وبدأ المئات من عناصر الاجهزة الامنية الليلة قبل الماضية بالانتشار في جميع انحاء قطاع غزة،لا سيما في الجنوب، حيث تشهد المنطقة توتراً كبيراً بسبب الشجارات العائلية والاشتباكات بين عناصر فتح وجماعة سلفية. ويأتي الشروع في تطبيق الخطة الامنية في ظل تواصل مظاهر الفلتان الامني. فقد اختطف مسلحون مجهولون، صباح امس المقدم منار عواجة ويعمل في المباحث العامة من أبراج النصيرات «أبراج عين جالوت» وسط قطاع غزة. وأفادت مصادر أمنية فلسطينية أن مسلحين مجهولين كانوا يستقلون مركبة من نوع «ماجنوم» اعترضوا سيارة عواجة وأجبروه على النزول منها ثم اقتادوه إلى جهة مجهولة.

وقال شهود عيان «إن المسلحين فاجأوا المقدم عواجة وهو يهم بالذهاب إلى عمله واختطفوه واتجهوا به إلى الجنوب وهم يسلكون طريق صلاح الدين». واتهمت مصادر امنية فلسطينية احدى الجماعات السلفية باختطاف عواجة رداً على اعتقال عدد من عناصرهم في اعقاب احداث رفح التي قتل فيها المرافق الشخصي للنائب ماجد ابو شمالة مطلع الاسبوع الجاري.

وفي مخيم البريج في المنطقة الوسطى اطلق مجهولون النار على احد مقاولي البناء واصابوه بجراح. ورجحت المصادر الامنية ان يكون استهداف المقاول جاء على خلفية خلافات مالية مع بعض الاشخاص. وفي مخيم جباليا أحرق مجهولون فجر امس محلاً لبيع الملابس. وقال مكتب الإعلام في قيادة الأمن الوطني الفلسطيني في قطاع غزة إن مجهولين احرقوا المحل، وقد شرعت أجهزة الأمن بالتحقيق في الحادث.