تشيني يدعو ساسة العراق لتحمل مسؤولياتهم.. والهاشمي يبدي ارتياحه للتحركات الأخيرة

مصادر عراقية: نائب الرئيس الأميركي أكد عزم واشنطن حشد الدعم لحكومة المالكي

TT

فيما شدد نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني امس في اليوم الثاني لزيارته المفاجئة التي قام بها الى العراق، على ان السياسيين العراقيين هم الوحيدون القادرون على تحقيق الأمن في البلاد، قالت مصادر حكومية عراقية ان المسؤول الأميركي أكد سعي واشنطن لحشد الدعم العربي والاقليمي لحكومة نوري المالكي. وقال تشيني، الذي وصل الامارات في وقت لاحق امس في اطار جولته التي تشمل ايضا السعودية ومصر والاردن، ان النجاح «يعتمد على القادة انفسهم في تحقيق هذا الهدف، الأمن في البلاد، وفي النهاية فإن الحل سياسي في هذا البلد». واضاف «لكن ذلك يتطلب ايجاد مناخ آمن خصوصا في بغداد حيث يعمل الجنود الاميركيون الى جانب قوات الامن العراقية لتنفيذ استراتيجية جديدة»، حسبما افادت به وكالة الصحافة الفرنسية. وتشيني هو ارفع مسؤول اميركي يمضي ليلة في العراق منذ الغزو الاميركي لهذا البلد في مارس (اذار) 2003 . وأمضى تشيني ليلته في قاعدة عمليات الطوارئ «سبايكر» التي تقع على بعد 11 كيلومترا من مدينة تكريت مسقط رأس الرئيس العراقي السابق صدام حسين.

من جهتها، أكدت مصادر حكومية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» ان تشيني أعطى تطمينات للحكومة العراقية بأن الادارة الاميركية لا تدعم أية جهة عراقية على حساب او تفضلها على غيرها ولا توجد نيات للتغيير في مسار العملية السياسية، والتأكيد على دور اميركي في حشد الدعم العربي والاقليمي للحكومة الحالية برئاسة نوري المالكي. الى ذلك، قال بيان صادر عن مكتب طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي، إنه التقى على انفراد تشيني اول من امس في جلسة «استمرت نصف ساعة نوقش فيها عدد من الملفات الساخنة بالاضافة الى نتائج اللقاءات السياسية الاخيرة التي شهدتها الساحة العراقية». واضاف البيان ان الهاشمي أبدى ارتياحه للتحركات التي شهدتها العملية السياسية في العراق خلال اليومين الماضيين ووصفها بأنها «خطوة على الطريق الصحيح».

وكان الهاشمي قد هدد في بداية الاسبوع الجاري بان جبهة التوافق العراقية السنية التي تمثل مشاركة السنة العرب في العملية السياسية والتي يعتبر الهاشمي احد ابرز قيادييها قد تنسحب من الحكومة. من جهته، دعا موفق الربيعي، مستشار الأمن الوطني العراقي، الادارة الاميركية الى اعطاء الحكومة العراقية «فسحة ووقت» أكبر لاتخاذ خطوات عسكرية وسياسية والتوقف عن وضع خطط تمليها «ساعة واشنطن». وقال الربيعي لصحيفة «واشنطن بوست» ان هناك «من يحاول توقيت ساعة العراق مع ساعة واشنطن، وكل هذا يخص العراق وليس واشنطن. علينا ان نوقت ساعة واشنطن مع ساعة العراق». الى ذلك، تعهد وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس في جلسة استماع امام مجلس الشيوخ الاميركي اول من امس بتقديم تقويم «نزيه» للاستراتيجية الاميركية الجديدة في سبتمبر (ايلول) وكشف للصحافيين لاحقا انه يدرس حلولا بديلة في العراق في حال فشلت عملية تعزيز القوات في تحقيق النتائج المرجوة. وقال «أتوقع في المقام الاول ان لا يقود التقويم في سبتمبر، مهما كان، الى قرارات او تحركات متسرعة، بل ان يقودنا في اتجاه جديد سواء على ضوء نجاح عملية تعزيز القوات او فشلها». وتابع «ليس هناك في الوقت الحاضر اي خطط مفصلة او درس مفصل لبدائل عملانية. ان الامر اشبه بمجرد افكار اوسع نطاقا». وسئل غيتس عن الفترة الضرورية قبل رؤية «بصيص نور في نهاية النفق»، فرد «أعتقد ان الاجابة النزيهة هي انني لا اعرف».

ولمح غيتس الى ان مراجعة الاستراتيجية قد تأخذ بعين الاعتبار المطالب الديمقراطية حول سحب القوات من العراق، لكنه حذر من ان اي تحرك للديمقراطيين في مجلس النواب للحد من تمويل العمليات العسكرية في العراق ستترتب عليه «عواقب خطيرة». وقدم الديمقراطيون في مجلس النواب مشروع قرار ينص على صرف حوالي 42 مليار دولار فقط من اصل الموازنة التي طلبها بوش لتمويل العمليات العسكرية في العراق وافغانستان، لتغطية النفقات لمدة ثلاثة اشهر فقط ، على ان يتم التصويت في يوليو (تموز) على المبلغ المتبقي وقدره خمسون مليار دولار بناء على النجاح الذي يتم تحقيقه في هذه الاثناء. وحذر البيت الابيض من ان الرئيس جورج بوش سيستخدم حق الفيتو ضد مشروع القرار المطروح في مجلس النواب في حال أحيل اليه بصيغته الحالية.