قياديون شيعة: تغييرات جذرية وشيكة في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية

التعديلات تتضمن إسقاط كلمة «الثورة» من اسمه وإضفاء «نكهة عراقية أكبر» عليه

TT

يدرس المجلس الأعلى للثورة الاسلامية، أكبر التنظيمات السياسية الشيعية في العراق، ادخال تغييرات جذرية في هيكله وبرنامجه، في خطوة يفسرها المراقبون على انها محاولة للابتعاد عن ايران، حيث تشكل أصلا وعاشت قياداته وكوادره حتى سقوط النظام العراقي السابق عام 2003.

وحسب مصادر المجلس الذي يترأسه عبد العزيز الحكيم، فان البرنامج الجديد للتنظيم يتجه للاعتماد أكثر على آية الله علي السيستاني مرجعا والابتعاد عن فكرة ولاية الفقيه التي يمثلها المرشد الأعلى الايراني آية الله علي خامنئي، وكذلك إسقاط كلمة «الثورة» من اسمه وإضفاء «نكهة عراقية أكبر» عليه. وقال جلال الدين الصغير القيادي البارز في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق، إن المجلس يخوض نقاشات جدية لدراسة هذه التغييرات. وأضاف في حوار هاتفي مع «الشرق الاوسط» أن التغييرات تأتي «تناغما مع الوضع الدستوري القائم في البلاد». وأضاف أن بنية المجلس الاعلى واسمه قد وضعا عندما كان الحزب في المعارضة، وقال ان «انتقال البلد الى الشرعية والدستور يحتمان إعادة النظر في كل البرامج المطروحة». وقال الصغير ان «كلمة الثورة لا داع لوجودها الآن باعتبار ان ما اردناه قد تحقق». وقال ان هذه التغييرات كان يجب ان تتم قبل 6 اشهر إلا ان «الظروف» حالت دون تحقيق ذلك. واستبعد الصغير ان يجري تغيير في القيادات الرئيسية في الحزب، وأضاف ان بيانا سيصدر بكل هذه التغييرات إلا انه أحجم عن ذكر موعد إصداره، غير أن قياديا آخر توقع صدوره اليوم.

ونفى الصغير ان يكون خلف هذه التغييرات خلاف مع ايران, التي تأسس الحزب فيها، وقال ان «علاقتنا مع ايران كانت ولا زالت تتجه نحو الصداقة»، وأضاف ان ايران خدمت المعارضة العراقية.

وقال قيادي آخر بارز في المجلس لوكالة رويترز، طالبا عدم ذكر اسمه، ان التغييرات ستعطي التنظيم «نكهة عراقية أكثر». وأضاف ان التغيير سيكون بمثابة خطوة نحو «عرقنة» التنظيمات الشيعية في العراق. وقال ان من بين التغييرات إسقاط كلمة «الثورة» من اسم التنظيم ليصبح «المجلس الاعلى الاسلامي العراقي». وبرر القيادي تغيير الاسم الى كون ان كلمة «الثورة» كانت تشير الى النضال ضد نظام الرئيس الاسبق صدام حسين.

وجاء في بيان للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية، أن الحكيم زعيم كتلة الائتلاف العراقي الموحد (اكبر الكتل البرلمانية)، ترأس في اليومين الماضيين اجتماعاً موسعاً ضم كوادر المجلس الأعلى، وجرى خلال الاجتماع تقييم الأوضاع العامة الى جانب تحديد خطط العمل المستقبلية وتشخيص المواقف إزاء الأحداث والفعاليات.