فرض حظر على الطيران في دارفور يعود إلى الواجهة.. والصين قد تستعمل الفيتو ضد القرار

الأمم المتحدة تندد مجددا بقصف قرى في الإقليم وتقول إن الأمور عند مفترق طرق

TT

افادت معلومات في واشنطن ان الولايات المتحدة وبريطانيا تعكفان حالياً على بحث امكانية فرض حظر على الطيران في اقليم دارفور المضطرب، على الرغم من موافقة حكومة الخرطوم التعاون مع الأمم المتحدة وقبولها نشر قوات أممية الى جانب قوات الاتحاد الافريقي الضعيفة. وقالت مصادر وثيقة الاطلاع إن هناك مخاوف لدى البلدين من ان تستعمل الصين التي تربطها مصالح اقتصادية متشعبة مع السودان حق الفيتو في مجلس الامن لعرقلة المشروع الاميركي البريطاني. وكان موضوع فرض حظر طيران من ضمن «حزمة العقوبات» التي كانت تنوي واشنطن فرضها على السودان، لكن طلب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون منحه مهلة من اجل اقناع الحكومة السودانية بالتعاون ادى الى إرجاء تطبيق «حزمة العقوبات» التي تعرف ايضاً باسم «الخطة ب». وتقول المصادر في واشنطن إن التقارير التي اعلنتها الامم المتحدة عن انتهاكات متتالية في دارفور هي التي دفعت فكرة «حظر الطيران» الى الواجهة من جديد.

وكانت المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة قد انضمت الى بان كي مون امس (الجمعة) في التنديد بقصف الحكومة السودانية عشر قرى في دارفور. وقالت المفوضية إن عملية القصف التي جرت خلال فترة عشرة ايام خلال الشهر الماضي تمت بواسطة طائرات انتنوف الروسية الصنع وكذا طائرات هليكوبتر، ووصفت ما جرى بانه «عمل عشوائي غير ملائم ويشكل خرقاً للقوانين الدولية»، وكانت الخرطوم قد نفت حدوث القصف. وقالت المفوضية إن مدنيين قتلوا وجرحوا خلال القصف من بينهم تلاميذ مدارس كما دمرت ممتلكات. وطبقاً للمفوضية شمل القصف عشر قرى قرب مدينة الفاشر. وطالب بان كي مون في وقت سابق بالتوقف عن عمليات القصف الجوي في دارفور، ونفى السفير عبد المحمود عبد الحليم مندوب السودان لدى الامم المتحدة وقال «هناك ناس ينشرون الشائعات من أجل التشويش على محادثات السلام مع الفصائل المسلحة في الاقليم». وفي تطور جديد، قال مبعوث الأمم المتحدة لدارفور، يان الياسون، إن اتفاق السلام الخاص بدارفور يقف على مفترق طرق، وادلى الياسون بهذه التصريحات في ختام زيارة استغرقت ثلاثة أيام مع مبعوث الاتحاد الأفريقي، سالم أحمد سالم الى السودان. وقال الياسون إن هناك عقبات كبيرة تقف في طريق العملية السياسية بما في ذلك الوضع الإنساني الصعب واستمرار الاشتباكات القبلية والتوتر في المخيمات، وأضاف قائلا «تحدثنا كثيرا عن قوات لحفظ السلام، وهي جزء لا يتجزأ من عملية إحلال السلام في دارفور، ولكن علينا أن نتذكر أن يكون هناك سلام أولا لنحافظ عليه». وقال الياسون «من أجل استغلال الفرصة، يجب أن تتوحد الجهود لأن بعض الأطراف يمكن أن تتوجه اتجاهات أخرى، وأن نجد نقطة التقاء وإطار مشترك للمفاوضات».

وأكد سالم أهمية العلاقات بين تشاد والسودان لحل أزمة دارفور، مؤكدا أنه ومن دون تطبيع هذه العلاقة وتحسين العلاقات سيكون من الصعب تحقيق السلام، وقال سالم «إن أحد أهم أهداف هذه الزيارة هو تقييم الوضع الحالي وتحديد الخطوة التالية ووضع خريطة للتحرك وبدء المفاوضات»، وقام المبعوثان بوضع خريطة طريق حول مستقبل عملية السلام وسلماها إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، ألفا عمر كوناري وسينتظران ردهما قبل التحرك.