طالباني: سنجلب جميع العراقيين إلى العملية السياسية

قال في لندن إن على السياسيين في بغداد أن يبرهنوا أنهم يستحقون دعم بريطانيا وأميركا

TT

شدد الرئيس العراقي جلال طالباني أمس على ضرورة تحقيق المصالحة الوطنية في العراق من اجل انقاذ الوضع في العراق و«عزل تنظيم القاعدة»، وكانت هذه الرسالة الاساسية التي حملها طالباني معه في زيارة غير رسمية الى بريطانيا بدأت أول من أمس والتي ابلغ المسؤولين البريطانيين وابناء الجالية العراقية بها. وأكد طالباني في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في العاصمة البريطانية أمس: «اننا نخطط لمصالحة وطنية حقيقية من اجل التوصل لوحدة حقيقية»، وأضاف انه يتوقع حصول ذلك خلال «اسابيع أو أشهر وستكون خطوة مهمة في جلب جميع العراقيين الى العملية السياسية وحتى نعزل القاعدة». ورأى طالباني ان «الارهاب» يعرقل التطور في العراق، مضيفاً ان «الارهاب لا يهدد العراق فحسب وانما العالم العربي من المغرب الى السعودية».

وقال طالباني انه اتى الى بريطانيا من اجل «تقديم الشكر لرئيس الوزراء بلير ودعوته الى مناطق اخرى في العراق مثل كردستان وجنوب البلاد التي فيها نجاحات». ودعا الصحافة الغربية «لالقاء الضوء على المناطق الجيدة في العراق، من كردستان والجنوب ومناطق في غرب البلاد». وعن المعارضة الشعبية البريطانية للوجود البريطاني في العراق ودور لندن في الحرب، قال طالباني ان اطاحة النظام السابق «كان انجازاً تاريخياً حقاً ولكن علينا اظهار نتائج ملموسة للشعب البريطاني وهذا ما نأمل به خلال الاسابيع والاشهر المقبلة». ورداً على سؤال حول اعلان بلير اول من امس انه سيستقيل من منصبه الشهر المقبل، قال طالباني: «نشعر بالأسف لرحيل قائد كبير للشعب البريطاني وصديق للعراق»، مضيفاً: «انه بطل ساعد في تحرير العراق»، وتابع: «خليفته سيسير على نفس الخطى، شرط ان العراقيين يبرهنون انهم يستحقون هذا الدعم من خلال مصالحة وطنية حقيقية».

ومن جهته، قال بلير ان الارهاب في العراق «يأتي من خارج البلاد وضد المصلحة العراقية ومطالب الشعب العراقي»، وأضاف: «مهمتنا كمجتمع دولي ان نساعد في تحقيق طموح الشعب العراقي»، موضحاً: «اذ يحاول الارهابيون هدم مستقبل العراق، علينا مساعدة العراقيين لتأمينه». وفي حفل استقبال اقامته السفارة العراقية لطالباني مساء أول من أمس، قال طالباني: «بغداد تسير الى الامام»، مؤكداً ان نجاح الخطوات الى الامام يعتمد كثيراً على تحقيق المصالحة الوطنية. وأضاف: «اننا نرحب بالجميع ما عدا الصداميين (أي المواليين للرئيس العراقي السابق صدام حسين) وتنظيم «القاعدة»، وأكد: «جميع الاطراف، وخاصة اخواننا من العرب السنة ومن الانبار باتوا مصرين على محاربة القاعدة». ودعا طالباني «الاشقاء في طهران ودمشق ان يساعدونا وان نواصل نجاح ما حققناه في شرم الشيخ»، في اشارة الى اجتماعات الاسبوع الماضي في منتجع شرم الشيخ لدول جوار العراق. وكان من اللافت ان غالبية السفراء العرب وسفراء ايران والولايات المتحدة وروسيا ودول اوروبية اخرى حضروا حفل الاستقبال، على عكس زيارة طالباني السابقة إلى لندن في اكتوبر (تشرين الأول) 2005، حيث كان الحضور الدبلوماسي من الدول العربية قليلاً. وكان طالباني قد التقى بوزير الدفاع البريطاني والسفير الاميركي في لندن روبرت تاتل مساء اول من امس قبل التوجه الى حفل الاستقبال. وعلمت «الشرق الأوسط» ان تاتل ابلغ طالباني بشدة الاستياء في واشنطن من الاوضاع في العراق وفراغ صبر الشعب الاميركي، مؤكداً له ضرورة «الحصول على نتائج فعلية». وأكد طالباني في خطابه اول من أمس على هذه النقطة، قائلاً ان نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني «كان صريحاً في محادثاته في بغداد وشجع المصالحة الوطنية وشجعنا بقوله ان الولايات المتحدة تدعم الشعب العراقي ولكنها بحاجة الى نتائج ملموسة منا».