جامعة الزرقاء الأردنية تنهي عقود 16 أستاذا جامعيا 10 منهم ينتمون للإخوان

الإسلاميون يؤكدون أن القرار اتخذ على خلفية سياسية

TT

أكد النائب الاول للأمين العام لحزب جبهة العمل الاسلامي الدكتور رحيل غرايبة ان رئاسة جامعة الزرقاء الأهلية انهت عقود 16 عضوا من هيئة التدريس، 10 منهم أعضاء في الحزب.

وقالت مصادر مطلعة في رئاسة الجامعة، إن «تعليمات أمنية من خارج الجامعة دفعت باتجاه اصدار هذا القرار»، مشددة على أن قرارات انهاء العقود «ليست لها علاقة بأسباب وظيفية».

وأعرب غرايبة عن استغرابه من أن يتخذ قرار كهذا اذ ان وضع الحريات في الاردن «تردى الى مستويات تجاوزت ما كان عليه الحال في حقبة الأحكام العرفية، وكل القرائن تشير الى ان الحكومات المتعاقبة ممعنة في خوض معركة شرسة ضد الحركة الاسلامية».

وأرجع غرايبة ما يجري الى ما وصفه بـ«التدهور المريع في مجالات الحياة كافة وتوغل الفساد وازدياد الشللية والمحسوبية في السيطرة على مؤسسات الدولة».

وقال ان المرحلة «تتسم بغياب الحكمة والرشاد عن سياسات الحكومة وقراراتها، في الوقت الذي تسد فيه قنوات الحوار ويعمد فيه الى افتعال المعارك وتعود فيه سياسة التضييق على الحريات الفردية ومحاربة المخالفين والأحرار في قوتهم.. ويباشر فيه بالاعتداء على كرامة المواطنين».

وأضاف غرايبة «اذا كان اصحاب المؤهلات العليا والقادة السياسيون يلاحقون بمثل هذه الطريقة.. فلك ان تتصور ما هو حال المواطنين البسطاء».

وقال إن القرار «لا علاقة له برئاسة الجامعة مشددا على ان الجامعة «تتعرض لحملة تطهير ممنهجة تستهدف أبناء الحركة الإسلامية ومناصريهم، وقد طالت هذه الحملة كل الأطر في الجامعة الى ان وصلت الى الموظفين واعضاء هيئة التدريس». وقال غرايبة ان ما يجري من استهداف للحركة الإسلامية «يستدعي وقفة مراجعة»، إذ انه «من غير المعقول ان يكون المواطن مهددا في لقمة عيشه على خلفية مواقفه السياسية»، مشيرا الى ان ما جرى في جامعة الزرقاء الأهلية «يدلل على خطورة تحكم رأس المال في مسار العملية التعليمية في الاردن».

يذكر ان جامعة الزرقاء الاهلية مسجلة شركة مساهمة عامة كانت تديرها جماعة الاخوان المسلمين وفي الآونة الاخيرة سيطر على أسهمها رجل الأعمال محمود ابو شعير، والذي أعاد تركيبة مجلس الادارة وبدأ يديرها على أسس تجارية والتخلص من كوادر حزب جبهة العمل الاسلامي على دفعات واحلال موظفين واعضاء هيئة تدريس من خارج كوادر الحزب.

من جانبه، أشار رئيس الوزراء الاردني معروف البخيت الى ان بدايات العقد الحالي شهدت تحولات مختلفة دفعت باتجاه بروز خطاب اخواني جديد اتسم بالاضطراب والمراوحة بين التكفير والهجرة تارة، والتساوق مع عناصر مشروع الاصلاح الاميركي الموجه للمنطقة تارة اخرى.

وبين البخيت في لقاء عقده بمقر لجنة خدمات مخيم الوحدات مساء أول من امس بالفعاليات الشعبية والرسمية في المخيم، ان هذا النهج يعبر عن ازمة داخلية تعيشها الحركة الإسلامية التي هي على الدوام محط ترحيب وجزء من الدولة الاردنية، «لكن هناك من بدأ من داخل الحركة بالخروج على هذه التقاليد وهي الحركة التي كانت توصف من قبل الاخرين بانها حزب الدولة الاردنية». وانتقد البخيت بشدة الخطاب غير المألوف وغير المقبول من قبل بعض قيادات الحركة، لا سيما من أمين عام حزب جبهة العمل الاسلامي الذي يواصل التمادي بحق الدولة ومؤسساتها ومواقفها، حتى انه أساء ايضا للحركة الاسلامية ذاتها. كما اكد البخيت ان الحديث عن الكونفدرالية او الفيدرالية او أي شكل او سيناريو للعلاقة الاردنية الفلسطينية هو الآن في غير زمانه ومكانه ويضر بالمصلحتين الاردنية والفلسطينية معا. وقال ان شكل العلاقة الاردنية الفلسطينية يمكن الحديث فيه بعد اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وضمن اسس واطر وقنوات في حينها على ان تخضع ايضا لقناعة ورضى الشعبين الشقيقين. واكد رئيس الوزراء على ان الموقف الاردني من حق العودة أصلب وأقوى مما يتوقع الجميع، فهو يرتكز الى التمسك بحق العودة والتعويض، مشيرا الى انه لا يمكن استبعاد الاردن من أي مفاوضات حول قضية اللاجئين التي يستضيف الاردن ما نسبته حوالي 40 بالمائة منهم وفق سجلات الأونروا.