براون يطلق حملته لرئاسة وزراء بريطانيا بالوعد بـ«عهد جديد»

بلير أيد ترشيحه وسترو يقود فريق الانتخابات الحزبية

TT

تعهد وزير الخزانة البريطاني غوردون براون، أمس، بـ«عهد جديد» تحت ولايته في حال تم انتخابه لرئاسة حزب «العمال»، ورئاسة وزراء بريطانيا، بعد يوم من اعلان رئيس الوزراء الحالي توني بلير نيته الاستقالة من منصبه. وجاء تصريح براون بعد ساعتين من اعلان بلير دعمه لترشيح براون، قائلا: «اعطي دعمي الكامل لغوردن كرئيس مقبل لحزب العمال ورئيس الوزراء»، مضيفاً: «انه لديه موهبة نادرة ستكون جيدة في خدمة الوطن».

وأعلن براون صباح أمس ترشيحه لرئاسة حزب «العمال» الحاكم في خطاب مطول ركز فيه على أولويات جديدة في السياسة البريطانية، بما فيها «تفعيل البرلمان» في اتخاذ القرارات المهمة مثل قرارات «الحرب والسلم»، في إشارة واضحة للابتعاد عن سياسة بلير في خوض الحرب في العراق عام 2003 على الرغم من المعارضة الواسعة بين صفوف النواب البريطانيين لهذا القرار. وأقر براون بأن «اخطاء ارتكبت» في العراق، قائلا ان الوقت قد حان لـ«افكار جديدة» حول الاستراتيجية في العراق. وأضاف براون انه يتعين أن يكون هناك تأكيد أكبر على المصالحة السياسية والنمو الاقتصادي حتى يشعر العراقيون بأن «لديهم رصيدا أكبر في مستقبل» بلادهم. وأوضح: «سأنصت لما تقوله الحكومة العراقية وما يقوله الشعب العراقي على الارض خلال الاسابيع القليلة القادمة». وأكد براون انه ينوي زيارة القوات المسلحة البريطانية ومنطقة الشرق الاوسط «للتحدث مع القادة وقواتنا المسلحة من أجل التعلم من السنوات الماضية والتركيز على افضل السبل لتحقيق الاستقرار». وامتنع مكتب براون الافصاح عن تفاصيل زيارته المرتقبة للمنطقة رداً على استفسارات «الشرق الاوسط». وقال موظف في المكتب ان «الخطط لم تتبلور بعد»، بينما قال مصدر في وزارة الخارجية ان براون نسق مع الوزارة للترتيب لجولته، وستعلن التفاصيل في الايام المقبلة من قبل مكتبه الخاص. وبينما حرص براون على الاشادة برئيسه وزميله في الحزب منذ اكثر من 20 عاماً، قائلا ان بلير «قاد بلدنا لعشرة اعوام بشرف وشجاعة وولع»، إلا انه لفت الى تغيرات واضحة في نهجه لقيادة بريطانيا، ابرزها الابتعاد عن «سياسة النجومية» التي اشتهر بها بلير. وقال براون: «لا أؤمن بأن المظهر اهم من السياسة»، واعداً الشعب البريطاني بالعودة الى سياسة هادئة بعدما اتسم عهد بلير بتغطية اعلامية واسعة واقترابه من نجوم التلفزيون والغناء. وأنهى بلير شهوراً من التكهنات أول من أمس عندما اعلن عزمه التنحي عن منصبه في 27 يونيو (حزيران) بعد عشر سنوات في الحكم. وسمح اعلان بلير لبدء التنافس على زعامة حزب «العمال» الذي يبدو أن براون سيفوز به. وبينما يرفض براون الافصاح عن عدد النواب من حزبه المؤيدين لترشيحه والذين من المتوقع ان يصوتوا في انتخابات حزبية في الاسابيع المقبلة، إلا ان مصادر قريبة من فريق حملة ترشيحه قالوا إن العدد فاق 270 من بين 355 نائبا عماليا. ويعتبر اعلان بلير عزمه التنحي عن رئاسة الوزراء، وتأكيد براون ترشيحه لخلافته مسألة روتينية، اذ كان من المعروف منذ سنوات نية براون خلافة بلير. ومن الملفت ان رئيس مجلس العموم، وزير الخارجية والداخلية سابقاً، جاك سترو تولى حملة انتخاب براون لرئاسة حزب «العمال» في خطوة تثبت تقاربه من براون في الفترة الاخيرة.

وربما من مفارقات السياسة ان كان الظهور الرسمي الاول لبلير بعد اعلانه عن نيته الاستقالة في مؤتمر صحافي مع الرئيس العراقي جلال طالباني صباح أمس، حيث اعلن دعمه لترشيح براون. وأخذ الرئيس العراقي يؤكد شكره لبلير للاطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين، قائلا ان بلير «بطل حرر العراق»، مضيفاً ان «هذا الانجاز التاريخي كان له ثمن» في اشارة الى استقالة بلير الذي قال طالباني انها «تبرهن على نضج الديمقراطية البريطانية». وبعد لقائه مع طالباني، توجه بلير الى باريس لتوديع الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك وتهنئة الرئيس الجديد نيكولا ساركوزي. وتأتي هذه الزيارة ضمن جولة سيقوم بها بلير حول العالم، بينما يثبت براون موقعه في بريطانيا. وأعلن البيت الابيض أن الرئيس الاميركي جورج بوش سيستقبل بلير في البيت الابيض يومي 16 و17 مايو (أيار) الحالي. ومن جهتها، اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، أمس، ان التقارب بين واشنطن ولندن سيستمر حين يخلف براون بلير في منصب رئاسة الوزراء في بريطانيا.