جنرال أميركي: لم أشكك في مجزرة حديثة

قال إنه علم بعد عدة أشهر باحتمال تورط جنوده في أعمال قتل متعمدة

TT

قال الجنرال الذي أشرف على مشاة البحرية الاميركية في حديثة انه كان يعلم بأن قواته قتلت عددا كبيرا من المدنيين العراقيين هناك في نوفمبر (تشرين الثاني) 2005 لكنه علم بعد عدة اشهر بالاتهامات بأن مشاة البحرية ربما ارتكبوا اعمال قتل متعمدة.

وأصبح قيام جنود اميركيين بقتل 24 مدنيا عراقيا من أشهر الحوادث في الحرب الاميركية في العراق، لكن مشاة البحرية قالوا في ذلك الوقت ان الوفيات حدثت في عملية تمت بطريقة صحيحة بعد مقتل احد جنود مشاة البحرية. ووصف الميجر جنرال ريتشارد هاك رد فعله لدى علمه بوفيات حديثة في أقواله التي أدلى بها عن بعد من البنتاغون في جلسة: واحد من سبعة جنود من مشاة البحرية متهمون في الحادث. وقال انه تم ابلاغه بمقتل ثمانية من قوات الاعداء و15 مدنيا واصابة اثنين من المدنيين. وقال انه فكر في نوفمبر 2005 «هذا الامر مؤسف بحق اذا كان هؤلاء من المدنيين واذا أمكن اثبات ذلك فانه يكون أمرا مؤسفا بحق»، واضاف «عدد (الاصابات) كبير. كانت الظروف كما تم الابلاغ عنها هي .. هجوم ونيران اسلحة صغيرة اثناء سير مجموعة من المدنيين».

وفي فبراير (شباط) علم هاك ان مجلة تايم تثير اسئلة بشأن الحادث الذي صوره سكان محليون على انه قتل مدنيين ابرياء ردا على موت احد جنود مشاة البحرية في حديثة. ويقول جنود مشاة البحرية المتهمون في الحادث انه كان عملية تطهير تمت بموجب أوامر قانونية كانت لها نتائج كارثية. وقال هاك إنه أبلغ قائده الاعلى في منتصف فبراير «انني اؤيد روايتنا ولا ارى حاجة الى اجراء مزيد من التحقيقات». وتحدث هاك في جلسة بشأن الكابتن راندي ستون (34 عاما) المستشار القانوني للسرية وأحد اربعة رجال اتهموا بالتقصير في اداء الواجب وعرقلة التحقيق، ووجه الاتهام الى ثلاثة اخرين من مشاة البحرية بالقتل العمد.

وكان هاك يتولى قيادة 19000 جندي اميركي في ذلك الوقت و12000 جندي عراقي، وقال انه كان يعتمد على تقارير العاملين بشأن حوادث المعارك مثل حديثة. واضاف «لو كان هناك أحد يشعر بان هناك حاجة لاجراء تحقيق لخرج كثيرون من اماكن شتى يطالبون بذلك».

وفي اقوال سابقة نقلت الى قاعة المحكمة من الكويت قال اللفتنانت ادام ماثيس قائد العمليات بالسرية في ذلك الوقت ان مجلس بلدة حديثة قدم شكوى في 27 نوفمبر بأن 15 مدنيا قتلوا. وقال ماثيس انه ابلغ قائده الاعلى الكابتن لوكاس ماكونيل (31 عاما) وهو واحد من اربعة اتهموا بالتقصير في اداء الواجب «لم يكن يشعر فيما يبدو ان هذا الامر مهم».

واضاف ماثيس انه في ذلك الوقت كان عدد كبير من الجنود يعتقدون ان المسلحين العراقيين سيضعون المدنيين في خطر لتحقيق اهدافهم وبالتالي نظر كثير من الجنود الاميركيين الى حادث القتل في حديثة من هذا المنظور. وقال عن هذه المشاعر في ذلك الوقت «انه يبين كم كان المسلحون يعتقدون ان حياتهم رخيصة حتى انهم كانوا يستخدمون شعبهم في مثل هذا الهجوم، هذا هو المدى الذي لديهم استعدادا للذهاب اليه لشن هجوم علينا».