العاهل الأردني يدعو تشيني لدعم المصالحة العراقية ووقف نفوذ إيران

طالبه بوضع أطر تشمل حل المليشيات الشيعية ومنح السنة دورا أكبر في السياسة

TT

قال مسؤولون في عمان أمس إن العاهل الاردني الملك عبد الله حث نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني على دعم دور أكبر للسنة في العراق لاعادة الاستقرار والحد من نفوذ إيران المتزايد حسب ما نقلته وكالة رويترز.

وقالت هذه المصادر ان الملك عبد الله قال لتشيني في اجتماع في مدينة العقبة الساحلية ان على واشنطن ان تضغط على حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لوضع أطر محددة لتحقيق المصالحة الوطنية والتي تتضمن حل الميليشيات الشيعية واعطاء السنة دورا أكبر. ونقل مصدر من الديوان الملكي عن العاهل الاردني قوله لتشيني «موقفنا هو دعم جهود انهاء الاقتتال وضرورة اجراء مصالحة لكل مكونات الشعب العراقي واشراك كافة المكونات في العملية السياسية».

ونقل عن العاهل الاردني قوله لتشيني «ان زيادة العنف أخيرا تقوض الجهود لاعادة الاستقرار وتزيد من التوتر في المنطقة».

ويعد تشيني من أشد مؤيدي سياسة الرئيس الاميركي جورج بوش بالتصدي لدول مثل ايران وسورية اللتين تعتبرهما واشنطن دولا مارقة. وتتهم واشنطن طهران التي لا تربطهما علاقات دبلوماسية منذ أكثر من ربع قرن بتدريب وتجهيز ميليشيات في العراق. وتنفي ايران مساندة التمرد في العراق وتتهم واشنطن بإثارة التوترات بين الشيعة والسنة العراقيين.

وحسب رويترز فإن مسؤولين من عدة دول عربية بينها مصر والسعودية أبلغت تشيني بأن على واشنطن ان تضغط أكثر على حكومة المالكي حتى يزيد تمثيل السنة في قوات الأمن العراقية. وقالوا للمسؤول الاميركي البارز انه من الصعب دعم اهداف الولايات المتحدة للحد من تهديد ايران النووي ما دامت «سياستها التي تشوبها اخطاء» في العراق «فشلت في استدراك عدم التوازن السياسي في العراق الذي يميل في مصلحة ايران». كما استمع تشيني الى مخاوف عربية من ان غياب اتفاق سياسي مع السنة سيحكم بالفشل على الخطة الاميركية لزيادة القوات في العراق التي ينظر اليها باعتبارها المحاولة الاخيرة لمنع حرب اهلية واسعة. من جهة ثانية دعا الملك عبد الله ديك تشيني الى المساعدة في احياء عملية السلام المتعثرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وشدد الملك عبد الله على «دور الولايات المتحدة في مساعدة الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي في الدفع باتجاه العودة الى طاولة المفاوضات بهدف ايجاد تسوية نهائية للقضية الفلسطينية».

ونقل بيان صادر عن الديوان الملكي الاردني عن الملك عبد الله قوله ان «الفرصة لا تزال سانحة للمضي قدما في عملية السلام وحل القضية الفلسطينية وانهاء النزاع العربي الاسرائيلي استنادا الى مبادرة السلام العربية التي اعاد العرب التزامهم بها في قمة الرياض» في مارس (اذار).

واشار الى ان «عامل الوقت ليس في صالح احد»، مؤكدا «ضرورة وضع اطار زمني محدد لتحقيق نتائج ملموسة على ارض الواقع».

وتنص المبادرة العربية على تطبيع علاقات الدول العربية مع اسرائيل في مقابل انسحابها من الاراضي المحتلة حتى حدود 1967 وانشاء دولة فلسطينية وحل مسألة اللاجئين. واستعرض الملك عبد الله «الجهود والاتصالات التي يقوم بها الاردن على كافة الصعد لدفع عملية السلام والترويج لمبادرة السلام العربية وحشد الدعم لها وخاصة لدى اوساط المعتدلين وناشطي السلام الفلسطينيين والاسرائيليين».

وبحسب مراسل وكالة فرانس برس فقد دعا الملك عبد الله تشيني الى اخراج عملية السلام من «حالة الركود» على الرغم من اقراره بوجود «العديد من التحديات». وحول ازمة الملف النووي الايراني اكد الملك عبد الله «موقف الاردن الداعم لايجاد حلي سلمي لهذه المسألة يجنب المنطقة المزيد من التوتر والاضطراب». كما تناولت المباحثات العلاقات الثنائية (بين البلدين) وآليات تطويرها.