نجاد يتوعد برد شديد لو تعرضت إيران إلى هجوم ويتمسك بالبرنامج النووي

محادثاته في الإمارات اختتمت بدون بيان مشترك وبدأ زيارة إلى سلطنة عمان

TT

اختتم الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد أمس زيارة للامارات استغرقت يومين، وعلى الرغم من حرص الجانبين الاماراتي والايراني على تأكيد الاجواء الايجابية للزيارة ، الا ان ما رشح عنها من تصريحات ومعلومات لم تبدد الشكوك بامكانية تخطي البلدين لمشكلة الجزر الاماراتية الثلاث التي تحتلها ايران والتي ينظر لها كإحدى ابرز المشكلات التي تواجه العلاقات الايرانية الخليجية بشكل عام والايرانية الاماراتية بشكل خاص. واعتبر مراقبون ان عدم صدور بيان مشترك عن محادثات الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الامارات مع الرئيس الايراني، دليل على ان الزيارة بالرغم من الاجواء الاحتفالية التي اتسمت بها لم تكن قادرة على تجسيير الهوة التي تفصل مواقف البلدين خاصة في موضوع الجزر الاماراتية الثلاث التي تحتلها ايران. وفي مؤتمر صحافي عقده في ختام زيارته قبل توجهه الى مسقط المحطة التالية في جولته هدد الرئيس محمود أحمدي نجاد برد ايراني شديد في حالة تعرض بلاده لأي هجوم من جانب الولايات المتحدة في اطار المواجهة مع الغرب بسبب برنامج طهران النووي.

وقد تجنب المسؤولون الاماراتيون لاعتبارات بروتوكولية الاشارة في تصريحاتهم خلال الزيارة وفي اعقاب جلسات المباحثات الاشارة الى الخلافات بشكل صريح. فقد أكد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حرص دولة الامارات على تحقيق الاستقرار والامن والسلام العادل وازالة مسببات التوتر في الشرق الأوسط وخاصة الخليج من دون ان يسمي ايا من هذه المسببات. اما الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الامارات التي كانت له جولة محادثات اضافية مع الرئيس الايراني فقد قال ان الحوار السياسي والثقافي هما عنصران مهمان في تحقيق السلام والتعايش السلمي بين شعوب المنطقة. ويبدو ان الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة برئاسة وزيري خارجية البلدين لمتابعة قضايا التعاون وتبادل الرأي في قضايا ومستجدات المنطقة كانت مخرجا مكن الجانبين (من تقديم ما يمكن وصفه بنتيجة محددة للمحادثات). وعلى الجانب الايراني كان الحرص على المحافظة على اجواء ايجابية للزيارة واضحة في تصريحات الرئيس الايراني، لكنه مع ذلك لم يظهر مرونة في موضوع الجزر الثلاث واتسمت تصريحاته في هذا الصدد بالغموض والتعميم. وحول تصريحات نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني خلال جولته الاخيرة في المنطقة استخف نجاد بما وصفه بالتهديدات الاميركية متجنبا الاشارة الى تشيني بالاسم وقال ان «الجهة التي ذكرت في السؤال لا تستطيع توجيه ضربة لايران وان الايرانيين في كل الاحوال قادرون على الدفاع عن انفسهم.

وفي مسقط عقد السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان والرئيس محمود احمدي نجاد جلسة مباحثات رسمية مساء امس، وذلك بقصر العلم بمسقط. وذكر مصدر مسؤول لـ«الشرق الاوسط» أن زيارة الرئيس الايراني تأتي في إطار العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، ولبحث آخر المستجدات على الصعيدين الاقليمي والدولي. وقال المصدر إن السلطان قابوس وضيفه الرئيس الايراني، بحثا في جلسة المباحثات الرسمية القضايا الاقليمية الراهنة خاصة الاوضاع في العراق والحوار الاوروبي ـ الايراني بخصوص الملف النووي، بالإضافة الى سبل دعم وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين في كافة المجالات، خاصة الاقتصادية والاستثمارية وزيادة التبادل التجاري، بما يسهم في فتح مجالات أوسع من التعاون المشترك. كما اطلع الرئيس الايراني السلطان قابوس على تطورات الملف النووي الإيراني والجهود السياسية التي تبذلها ايران لطمأنه دول العالم بأن الملف النووي الايراني برنامج سلمي مدني وفق قوانين وكالة الطاقة النووية. وتعد زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لسلطنة عمان، هي الزيارة الثانية لرئيس إيراني لسلطنة عمان بعد زيارة الرئيس الأسبق محمد خاتمي لمسقط.