اعترافات خلية الدعم اللوجستي لمخططي الهجوم على بقيق: المخطط أعد ليضاهي هجمات 11 سبتمبر

قالوا إنهم تحركوا بتعليمات بن لادن * خطة لضرب الكويت والإمارات بالتزامن * تسرب الغاز كان يمكن أن يقتل آلاف المواطنين في 4 مدن سعودية

TT

كشفت اعترافات عناصر خلية كانت تقدم دعما لوجستيا لإرهابيين استهدفوا معامل تكرير النفط في ابقيق في الرابع والعشرين من فبراير (شباط) 2006، عن أن تحركاتهم جاءت على ضوء فتوى لأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، نقلت لهم عبر أحد الأشخاص.

وبث التلفزيون السعودي مساء أمس، اعترافات عناصر خلية، كانت قد ساهمت في عملية التخطيط للهجوم الفاشل الذي استهدف مرفق ابقيق النفطي.

ووفقا لعبد الله المقرن، وهو أحد العناصر التي شاركت في التخطيط لهذه العملية، فإن فكرة استهداف المنشآت النفطية جاءت بعدما رأى التنظيم ضرورة استهداف المواقع الرئيسية للبترول في السعودية، سواء كانت مجمعات، أو مصافي، حيث كانت الأفكار تدور حول المنشآت النفطية الواقعة في الجبيل ورأس تنورة.

ولفت المقرن في سياق اعترافاته، إلى أن أحدهم أخبرهم بأن عملية استهداف المرفق النفطي لن تتم إلا بعد أن يذهب «لإيصال الخبر للشيخ أسامة بن لادن»، على حد تعبيره، وهو الأمر الذي أثار استغرابه في ناحية كيفية الوصول إلى بن لادن وهو موجود في الجبال، في إشارة لجبال تورا بورا، ليخبره بأن هذا الأمر بحاجة إلى 6 أو 7 أو 8 أشهر لكي يتم، فيما أكد أن مثل هذه العمليات لا يمكن أن تتم إلا بفتوى من بن لادن نفسه.

وقال عبد الله المقرن، إن أعضاء المجموعة الذين كانوا يخططون للعملية، كانت لديهم شبه قناعة في العمل الذين سوف يقدمون عليه، إلا أن حصولهم على فتوى من بن لادن ستعطيهم القناعة الكاملة، والتي تجعلهم «يدخلون في العملية ولا يسألون أحدا بعده».

وأوضح المقرن، أن 2 من أفراد الخلية التي كانوا يعملون معه ألقت قوات الأمن السعودية القبض عليهما، بعد أن خرجا في جولة استطلاعية على أحد المواقع التي كانا ينويان استهدافها، والتي قال إنها كانت عبارة عن مجمع، بعد أن تلقيا أوامر من شخص يدعى عبد العزيز للقيام بهذه المهمة، لافتا إلى أن عملية القبض عليهما تمت بعد عودتهما من الجولة الاستطلاعية، التي قاما بها خلال وجود المقرن في الإمارات، والذي عاد بدوره إلى السعودية بعد أن تلقى أوامر من عبد العزيز بذلك، حيث تم إلقاء القبض عليهما بعد أن أوصلاه إلى المدعو عبد العزيز.

ويحكي خالد الكردي بدوره، تفاصيل التخطيط لاستهداف ما ذكر أنها أكبر مضخة على مستوى الشرق الأوسط، حيث شارك هو وشخص يدعى عبد الرؤوف في عملية رصد لهذه المضخة، معتقدا أن استهداف هذه المضخة سوف يوقفها عن الضخ فقط.

وأشار عبد الله المقرن، إلى أن أفراد خليته، لم يكونوا على علم بماهية الهجمة المنتظرة، حيث تم إرسالهم من مدينة الرياض العاصمة إلى محافظة الأحساء، من دون إخطارهم ما هو دورهم المناط بهم. وقال «حتى خالد السناني لم يكن على علم بما يجري، فأخبرته أننا هنا لنجلس 6 إلى 7 أشهر، حتى تأتي مهمة الرصد الموكلة إلينا».

وكان أحمد عبد العزيز المقرن، لا يعلم هو الآخر، عن الموقع المراد استهدافه، وفقا لاعترافاته، وقال «صار هناك حديث لاحتمال أن توجه ضربة للمواقع البترولية، مثل ابقيق، أو أية مصفاة أخرى»، لافتا إلى أن عملية اعتقاله جاءت قبل بدء أية عمليات رصد للمواقع البترولية، بيد أن لفت إلى أنه كانت هناك احتمالية بداية رصد.

وذكر المعتقل خالد الكردي، أن المواقع التي رصدتها الجماعات المسلحة، كانت: ابقيق، الخبر، والجبيل.

وكشف عبد الله المقرن، عن وجود نية للخلايا الإرهابية التي كانت تخطط لضرب المنشآت النفطية، لضرب الجهة الثانية من جهة الكويت، وجهة الإمارات، لتكون ضربات شبه موقتة في نفس الوقت، مؤكدا أن القائمين على تلك الهجمات كانوا يقولون إن على خلية الرصد أن تتم 6 أشهر إلى سنة في الأحساء.

وأتى عبد الله المقرن على ذكر فهد الجوير، والذي قتلته قوات الأمن السعودية في 27 فبراير (شباط) 2006، بعد استهداف المرفق النفطي بـ3 أيام. حيث قال إن الجوير انتقل لأول خلية التي بدأت العمل في المنطقة الشرقية، وكان من ضمن الأشخاص الـ7 الذين تقرر أن يشاركوا في الهجوم على ابقيق.

وقال المقرن، إنه لم يتبق من الخلية التي كانت ستقوم بعملية الهجوم على ابقيق سوى المدعوين الريمي وخالد السنان، إضافة له.

وأضاف المقرن، أنهم أخبروهم، بأنهم سيرون «أمرا عظيما، وهي عملية ضخمة توازي ضربة سبتمبر»، لافتا إلى أن المجموعة انشغلوا بتلك الأنباء حيث قال «هم كلهم انشغلوا ما هي العملية التي سيكون أثرها على الأحساء كعملية سبتمبر، وأثرها عالميا أكثر من آثارها داخليا».

وأفاد أحمد المقرن، وهو أحد العناصر المشاركة في تقديم الدعم اللوجستي لأفراد خلية ابقيق، أن الفكر الذي كان لدى الخلية ضرب البترول، وقطع الإمداد عن القوات الأميركية.

ويتابع عبد الله المقرن في ذات النقطة، بقوله إن المنفذين يقولون لو ضربنا البترول سنحرج الدولة السعودية، كما سيعمل هذا الأمر على إخلال أسعار البترول الرئيسية في أميركا، ما سيدفع أميركا للقول إن البترول ليس حق السعودية لوحدها، ليكون مخولا لها لدخول الأراضي السعودية تحت أي شعار كان، لحماية الجهات النفطية. وقال «كل هذا الأمر لتدخل أميركا بأي شيء يقتل ناس يحيا ناس يذهب اقتصاد هذا ما يهمهم الأصل إننا حنا نسحب أميركا».

ويقول خالد الكردي، لم تكن نظرتنا تقتصر على الإضرار بالاقتصاد، فكان همنا أن تندك أميركا.

ولفت عبد الله المقرن، إلى أن الخلية التي استهدفت مرفق ابقيق النفطي، لم تكن لديها معرفة بحجم الدمار الذي سيحدثه هذا الاستهداف إن نجح، وخصوصا في ظل استخدام 2 طن من المتفجرات في العملية، فهذه العملية ستقتل آلاف الأشخاص.

وقال «لم نكن مستوعبين مدى قوة التفجير»، فيما استرجع حديثه مع أحد أقاربه الذين ساهم في تسليمه للسلطات الأمنية، حينما ذكر الأخير لقريب ثالث لهم ما كانوا ينوون القيام به، فأخبره «أن هذا جنون، يعني يمكن قوة الضربة تلحق الضرر بمنطقة 20 كيلومترا».

وقال محمد الزين إنه أخبره عبد الله، أنه لن يستطيع تقديم أية مساعدة للخلية، لا من قريب ولا بعيد، غير أنه شعر أن عبد الله كان مدفوعا دفعا، من أجل أن يأخذ أية معلومة عن موقع حساس في المنطقة.

وفي إشارة لسياسة التمويه التي تنتهجها الجماعات الإرهابية في الداخل السعودي، وتبسيط الأمور أمام العناصر التنفيذية، قال الكردي «يبدو أن هذا العمل ما هو قضية ضرب ماكينة، فقد تبين لنا أنها قضية انفجار غاز، وهذا الأمر سيقتل أهل بقيق، وسيصل إلى نحو ستين كيلومترا، بمعنى أنه سيشل بقيق، وبيأخذ محافظة العيون قبل الأحساء، هذا إن ما أخذ مدينة المبرز»، لافتا إلى أن تصورهم للموضوع كان أقرب للجهل من دون تصور للواقع، بحماس غير منضبط، من دون العودة إلى العلم.

وأشار عبد الله المقرن إلى خطورة الفكر الذي يسيطر على الجماعات الإرهابية في البلاد، حيث يدفعهم هذا الفكر إلى تنفيذ عمليات من دون النظر إلى أعداد القتلى التي ستسفر عنها هذه العملية. وقال «أصبح أهم شيء هو تنفيذ العملية، ونصر الأمة»، فيما لم يستبعد أن تكرر الجماعات المسلحة ذات سيناريو استهداف ابقيق على الرغم من حجم الدمار الهائل الممكن أن ينتج عن مثل هذه العمليات.

وقال أحمد المقرن بدوره، إن الفكر الذي عليه الجماعات الإرهابية، يدفعهم لأن يفدوا أنفسهم. وقال «خطورة هذا الفكر بأنك تتحول إلى أعمى، فهو يعطيك مسارا تمشي فيه حتى نهايته، لتنفجر وتقتل نفسك، وتقتل الناس معك».

وأشار المقرن إلى اثنين من منفذي عملية ابقيق (التويجري والغيث)، لم يحسبوا العواقب الوخيمة التي يمكن أن تنتج عن هذه العملية، فكانوا «في البيت، حتى تم إعداد هذه الخطة، وتم تجهيز السيارات وركبوها حتى وصلوا لبقيق بالطريقة المعدودة لهم، وفجروا، هذا الحد الأقصى الذي يعلمون به».