الدنماركيون منقسمون إزاء احتمالات وصول أول محجبة إلى برلمان أوروبي

أسماء ذات الأصل الفلسطيني مرشحة على لائحة الشيوعيين السابقين وتملك فرصة كبيرة للنجاح

TT

كوبنهاغن ـ (ا ف ب): اظهر استطلاع للرأي نشر امس في كوبنهاغن ان الدنماركيين منقسمون الى فريقين بشأن ارتداء الحجاب في البرلمان، وذلك مع احتمال دخول اول سيدة محجبة الى الجمعية الوطنية في الدنمارك وفي اوروبا.

وستسعى دنماركية من اصل فلسطيني، هي اسماء عبد الحميد، التي ترتدي الحجاب، الى الحصول على مقعد في البرلمان في الانتخابات التشريعية المقبلة المقررة في فبراير (شباط) 2009 على ابعد تقدير، ورشحها في السادس من مايو (ايار) حزبها لائحة الوحدة (شيوعيون سابقا) وتملك فرصا كبيرة للفوز في حال حافظ حزبها على عدد مقاعده الحالي في البرلمان (6 من 179 مقعدا).

ورأى 48 في المائة من المستطلعين ان المرأة تملك حق ارتداء الحجاب في البرلمان، في حين عارض ذلك 48 في المائة ولم يدل اربعة في المائة برأيهم.

ومعارضة ارتداء الحجاب هي اقل بين الشبان الذين تراوح اعمارهم بين 18 و35 عاما (62 بالمائة) وناخبي اليسار المتطرف (81 في المائة) واشتراكيي الشعب (74 في المائة) والاشتراكيين الديمقراطيين (55 في المائة).

وفي المقابل، بدا الاكبر سنا اكثر معارضة للأمر (56 في المائة لدى من تتجاوز اعمارهم 65 عاما) ومثلهم ناخبو اليمين وحزب الشعب الدنماركي (82 في المائة) والليبراليون (70 في المائة) والمحافظون (63 في المائة).

وردا على سؤال وكالة الصحافة الفرنسية اثناء مؤتمر لحزبها اليساري قالت عبد الحميد «ليس المهم ما نضعه على رأسنا بل ما نحمله داخلنا».

واجري الاستطلاع بين 7 و10 مايو وشمل 924 شخصا، وقد نشرته صحيفة «يلاندس بوستن» التي كانت اول من نشر رسوما كاريكاتورية تسيء الى النبي محمد واثارت موجة استياء عارمة في العالم الاسلامي.

ومن المحتمل جدا ان تصبح هذه الشابة اول امراة محجبة تشغل مقعدا في برلمان دولة اوروبية بعد ان تم تعيينها مرشحة عن حزبها «لائحة الوحدة» (يسار متطرف) في السادس من مايو.

ووصلت اسماء، المولودة من ابوين فلسطينيين، الى الدنمارك في الخامسة من عمرها، وهي مستشارة للشؤون الاجتماعية عن مدينة اودينسي وقد برزت شخصيتها من خلال التزامها «الحق في الاختلاف» ازاء منتقديها الذين يرون فيها امرأة مقموعة.

وبحسب استطلاع للراي، احتلت اسماء المرتبة الثانية في قائمة المرشحين عن حزبها في كوبنهاغن للانتخابات التشريعية التي ستجرى في مطلع فبراير 2009، ما يعني انها قد تنتخب بسهولة.

يذكر ان اسماء، المتحدثة باسم 11 جمعية مسلمة، رفعت دعوى على الصحيفة التي كانت قد نشرت الرسوم المسيئة للنبي، وذلك بعد ان شكلت سابقة في العام 2006 حين اصبحت اول مقدمة برامج محجبة على التلفزيون الدنماركي.

وفي اول رد فعل على احتمال دخول امرأة محجبة الى البرلمان، وصف المتحدث باسم حزب الشعب الدنماركي (يمين متطرف) سورين كراروب الحجاب بانه «رمز استبدادي» يشبه «الصليب النازي المعقوف».

كذلك قال النائب في البرلمان الاوروبي عن الحزب ذاته موجينس كامري ان اسماء «بحاجة الى علاج نفسي».

اما زعيمة «حزب الشعب الدنماركي» بيا كييرسغارد التي بنت نجاح حزبها على رفض المهاجرين المسلمين، فاعترضت على هذا الترشيح معتبرة ان الحجاب «غالبا ما يفرض على فتيات بريئات من رجال متسلطين».

وقالت انها تشعر «بنوع من الشفقة» على امرأة «تحاول ان تقنعنا بأن الحجاب يحررها».

اما اسماء، فترد على هذا الهجوم بالقول «انني حرة حين اضع هذه القطعة من القماش على رأسي. انه خيار صائب بالنسبة لي. وانني افضل القاء التحية على الرجال بوضع اليد على قلبي لاظهر صدقي واحترامي. لكنني لن اطلب ابدا من (نساء) اخريات ان يقمن بالمثل».

وترى ان البرلمان «هو وسيلة لمسلمة دنماركية للنضال في سبيل افكارها مثل المساواة بين الرجل والمراة».

وتدافع اسماء عن «الفصل بين الدين والسياسة» وهي لا تنوي طلب مكان خاص للصلاة في البرلمان في حال تم انتخابها.

وفي رد فعل آخر على انتقادات اليمن المتطرف، ظهرت اليسبيت غيرنير نيلسن النائبة عن الحزب الراديكالي (معارضة) ووزيرة التربية السابقة، وهي ترتدي حجابا امام المصورين والصحافيين ودافعت عن «الحق في الاختلاف وحرية التعبير والتسامح»، داعية الى مواجهة اليمين «القومي المتطرف والمنغلق» الذي «يشوه صورة المسلمات اللواتي يرتدين الحجاب».