الرئيس اللبناني يأمل باستقرار يتيح «مقاربة هادئة» للاستحقاق الرئاسي

TT

تواصلت امس في الوسط السياسي اللبناني تفاعلات اللقاء الذي عقد الاسبوع الماضي بين رئيس الجمهورية اميل لحود والبطريرك الماروني نصر الله صفير، وخصوصاً لجهة المشاورات المتعلقة بانتخاب خلف للحود الذي تنتهي ولايته منتصف ليل 23ـ24 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وقد اعرب الرئيس لحود عن امله في ان تساهم «الاجواء الطيبة» للقائه مع البطريرك صفير في «تعزيز المناخات الإيجابية التي تؤمن عودة الاستقرار السياسي الى البلاد وتفسح في المجال امام مقاربة هادئة للاستحقاق الرئاسي تعكس تضامن اللبنانيين وتوافقهم وحرصهم على اخراج بلدهم من الازمة التي يعيشها منذ سبعة اشهر».

وقال رئيس المجلس الماروني العام الوزير السابق وديع الخازن اثر لقائه لحود امس: «ان رئيس الجمهورية ورأس الكنيسة المارونية يجمعهما حرص واحد على ان يتم امرار الاستحقاق في موعده ووفقا للقواعد الدستورية، لاسيما ان لكل من رئيس الجمهورية والبطريرك الماروني دورا اساسيا في جعل هذا الاستحقاق محطة توافقية يشارك جميع اللبنانيين فيها تعزيزا للديمقراطية التوافقية التي تميز بها لبنان منذ الاستقلال وحتى اليوم».

ونقل عن الرئيس لحود تساؤله عن سبب «انقضاض بعض المتضررين على هذا اللقاء وتعميم تسريبات حول ما دار فيه لا اساس لها من الصحة، واختلاق روايات لا تأتلف مع الواقع حول خطوات يعتزم رئيس الجمهورية القيام بها للايحاء ان ثمة محاولات لتطويق الجهد الذي يقوم به البطريرك بالتنسيق مع الرئيس لحود في ما خص الاستحقاق الرئاسي المقبل». واشار الى «ان دعوة الرئيس لحود الى تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة بل تعود الى اكثر من اربعة اشهر. والهدف من تكرار طرحها هو اعطاء فرصة جديدة للاتفاق بين القيادات اللبنانية بعد سبعة اشهر من التباعد. الامر الذي يساهم في انجاز الاستحقاق الرئاسي بنجاح».

هذا، وتداول البطريرك صفير مع زواره امس في الاستحقاق الرئاسي. وقد استقبل الرئيس الاسبق للحكومة رشيد الصلح ورئيس حزب الكتائب كريم بقرادوني الذي قال: «على مشارف صيف 1988 قلت ان اسوأ رئيس جمهورية افضل من عدم وجود رئيس جمهورية. واليوم على مشارف الـ 2007 اقول ان اسوأ انتخابات رئاسية افضل من عدم اجراء انتخابات رئاسية. وفي اعتقادي ان الانتخابات الرئاسية حتى تتم في لبنان لا بد من رئيس توافقي. والرئيس التوافقي يمكن ان يكون من 14 اذار على ان توافق عليه 8 اذار. ويمكن ان يكون من 8 اذار على ان توافق عليه 14 اذار. ومن الممكن ايضا ان يكون من خارج هذين الفريقين على ان يوافق عليه الفريقان». الى ذلك، قال النائب محمد قباني (تيار المستقبل) في ندوة سياسية اقيمت في بلدة جب جنين (البقاع الغربي): «ان البطريرك صفير فاعل في تقرير الاستحقاق الرئاسي». اما النائب عاطف مجدلاني (تيار المستقبل) فوصف قول الرئيس لحود انه قد يضطر الى اتخاذ قرار يكون «أقل سوءاً من تسليم رئاسة الجمهورية لحكومة غير شرعية» بأنه «جحود غير مفاجئ». من جهته، قال النائب وائل ابو فاعور (الحزب التقدمي الاشتراكي): «امامنا استحقاق اساسي وجدي. وهو استحقاق استقلالي. ومخطئ كل من يعتقد ان قوى 14 آذار قد تعود خطوة واحدة الى الوراء عبر هذا الاستحقاق لاعادة كوابيس الهيمنة، او لاعادة كوابيس وضع اليد على لبنان». وأضاف: «ولى الزمن الذي تكون فيه رئاسة الجمهورية في موقع غير وطني ويتم تهميش واخراج المسيحيين في النظام السياسي». وعلى صعيد ذي صلة، تساءل مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو: «هل يتآمر رئيس الجمهورية اميل لحود على موقع الرئاسة المارونية الاول في لبنان؟ وهل يكون لحود اداة لاطاحة هذا المنصب؟ وما هو موقف غبطة البطريرك الماروني الذي حرص على حماية لحود فعارض اسقاطه في الشارع؟ وهل تلجأ الكنيسة الى الحرم، عقاباً للحود الذي تمرد على الكنيسة لحساب دمشق؟». وأضاف: «من البديهي ان نقول ان تعطيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية يقصد منه تعطيل قيام المحكمة ذات الطابع الدولي».