محاكمات خلايا «الجهاديين» المحليين بأميركا تكشف حماقات ومشاكل شخصية

أحدهم أنفق أموال التدريب في مطاعم وفنادق

TT

عندما تعلق الأمر بشن حرب مقدسة كانت روح نور الدين عبدي مستعدة، وفقا لاتهامات فيدرالية وجهت له عام 2004. ولكن جسده، الذي يبلغ وزنه حوالي 250 رطلا، مسألة أخرى.

ومن أجل معالجة ذلك، أرسل الأصوليون الجهاديون في جامعه الواقع في كولومبو بولاية أوهايو عبدي الى اثيوبيا في يناير (كانون الثاني) 2000 للتدريب في معسكر يديره متمردون إسلاميون، حسب ما ورد في وثائق المحكمة. وعندما عاد عبدي الى أوهايو بعد ثلاثة أشهر، صدم أصدقاؤه؛ فقد أنفق عبدي معظم الثلاثة آلاف دولار التي أعطيت له على الفنادق والمطاعم. ولم يصل الى معسكر التدريب أبدا.

وقال أيمن فارس زميله في الجامع عندما التقى عبدي في مطار كولومبس «ما زلت بدينا».

وقد أدين فارس، المواطن الأميركي المولود في كشمير، بجريمة مساعدة تنظيم القاعدة في محاكمة جرت عام 2004، وهو يقضي حكما بالسجن لمدة 20 عاما بينما ينتظر ان يحاكم عبدي، اللاجئ من الصومال والذي منح اللجوء السياسي في الولايات المتحدة، في أغسطس (آب) المقبل بتهم التآمر لدعم القاعدة بتفجير السوق التجاري في كولومبس.

وتشكل الخلايا الارهابية التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها والتي تعمل خارج السيطرة المباشرة للقاعدة، التهديد الأكثر مباشرة في الوقت الحالي لتنفيذ هجمات داخل الولايات المتحدة، وفقا لما يقوله نواب في الكونغرس ومسؤولون أمنيون. وتقول النائبة جين هارمان، الديمقراطية من كاليفورنيا وعضو لجنة الأمن الداخلي في المجلس، ان ستة من مسلمي نيوجيرسي اتهموا الأسبوع الماضي بالتخطيط لشن هجوم على جنود في فورت ديكس، هم آخر مثال على هذا الاتجاه المقلق.

وتقول هارمان انه «حتى جيرانهم الأقربين لم يكن لديهم مبرر للارتياب بأنهم في الواقع طليعة طائفة جديدة من الارهابيين».

وتشير مراجعات سجلات المحاكمة في 12 قضية ارهاب في أميركا أعلنت منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر(ايلول) أن المتهمين بالتخطيط مجموع من سيئي الحظ. فهم يصارعون مع قضايا نمط الحياة مثل الإفراط في الوزن والزوجات السابقات. ويلقى القبض عليهم لأنهم يرتكبون ما تسميه أمي زيغارت استاذة السياسة العامة في جامعة كاليفورنيا بلوس انجليس أخطاء «أشخاص حمقى تماما».

وتقول زيغارت، مؤلفة كتاب سيصدر قريبا ينتقد جهود مكافحة «انه من الصعب معرفة كم من المرات يفعل عامل الحماقة فعله مع هؤلاء الأشخاص، وعدم الاستنتاج بأنهم ليسوا في موضع قريب من فريق الدرجة الأولى».

واليكم بعض الأمثلة المأخوذة من سجلات المحكمة الفيدرالية:

ـ الأسبوع الماضي في تشيري هيل بنيوجيرسي لم تنفذ الخطة المزعومة لمهاجمة الجنود في قاعدة فورت ديكس القريبة، لأن واحدا من أفراد الخطة الستة أعطى موظفا في سيركيت سيتي شريط فيديو جهاديا عنيفا لتحويله الى دي في دي. وشاهد الموظف الشريط الذي تضمن مشاهد عن المخططين المزعومين وهم يطلقون النيران من أسلحتهم على أهداف، وأخطر مكتب المباحث الفيدرالي (اف بي أي) بذلك. ـ وفي مدينة نيويورك، أدين عازف الجاز المعتنق للإسلام، طارق شاه، بمحاولته لتجنيد أميركيين لغرض تدريبهم للقيام بأعمال عنف في الخارج. ولم يتمكن شاه من الذهاب هو بنفسه، لأن هناك حكما ضد لفشله في دفع إعانات مالية لطفله.

ـ وفي مدينة تيرانس، بكاليفورنيا، أسقط غريغوري باترسون، عام 2005، هاتفه الجوال بينما كان يسطو على محطة وقود. وساعدت الأرقام الموجودة على هاتفه الشرطة كي تصل إلى زملائه الذين يشكلون فريقا داخل السجن من المعتنقين للإسلام، والذين زعم أنهم كانوا يخططون لهجمات على مركز للتجنيد ومعبد يهودي.

ووجهت اتهامات ضد أربعة رجال بمن فيهم باترسون بتهمة التواطؤ لشن حرب ضد الولايات المتحدة وهم بانتظار إجراء محاكمة لهم.

ـ وفي مدينة كولومبس بولاية أوهايو، كان هناك شخص مرشح للكسب يلتقي بعبدي ومتآمرين مزعومين آخرين اشتروا سيارة بورش وانتقلوا إلى بتسبره. لكن هذا الرجل غير رأيه بشأن «الجهاد» بعد أن صادق فتاة أميركية ووجد فرصة للعمل في مجال بيع الهواتف الجوالة.

ـ وفي ميامي طلب نرسيل باتيست أحد المرشحين الجهاديين عام 2005، من وكيل أمن سري كان يدعي أنه ميداني من القاعدة، ان يساعده في شن هجمات على مبان حكومية بفلوريدا وعلى برج سيرز بشيكاغو. وعلى الرغم من أنه من المفترض أن تكون العملية سرية، فإن باتيست طلب من رجل الأمن بدلات وأحذية عسكرية وأجهزة إرسال له ولستة من رفاقه. ولاحقا أعطاه مقاييس الأحذية العسكرية. ووجهت تهم ضد هؤلاء السبعة باعتبارهم مساندين للقاعدة. وهم بانتظار المحاكمة.

أقنعت هذه السلسلة من المحاولات بعض المراقبين أن التهديدات التي يشكلها ارهابيون من هذا النوع مبالغ بها. وقال توماس كين حاكم ولاية جرسي السابق وعضو لجنة 11 سبتمبر لبرنامج محطة بي بي أس «الجبهة الأولى» في عام 2006، ان اعتبار عصابات إجرامية مثل المتآمرين في كاليفورنيا «إرهابيين» يشوش على «التركيز» على الخصم الحقيقي المتمثل في القاعدة.

أما رئيس فرع مكافحة الإرهاب في أف بي آي، باسكويل دامورو، فقال إن الأواصر ما بين القاعدة والمؤامرات المحلية غير واضحة. ولاحظ أن كمال درويش الذي اتهم في عام 2002 بتجنيد مسلمين مولودين في الولايات المتحدة من لاكاوانا بنيويورك والقيام بالتدريب في معسكر خاص بالقاعدة، فإنه تمكن من الهرب إلى الخارج، ثم وصلت الأخبار عنه لاحقا بمقتله أثناء قيادته لسيارة في اليمن مع قادة من تنظيم القاعدة. وقال دامورو: «نحن نعلم أنهم أرسِلوا ونحن نبعد خطوة واحدة عن النائمين قبل أن يعملوا اتصالات بأناس من الداخل».

* خدمة «يو أي أيه توداي» ـ (خاص بـ«الشرق الأوسط»)