ساركوزي ينصب غدا رئيسا لفرنسا.. ومساومات حول تشكيل الحكومة الجديدة

الرئيس الجديد يريد الإسراع في ترجمة وعوده الانتخابية

TT

يتسلم الرئيس الفرنسي المنتخب نيكولا ساركوزي غدا مهامه الدستورية من الرئيس المنتهية ولايته جاك شيراك، ليصبح بذلك سادس رئيس للجمهورية الخامسة التي أرسى دعائمها الجنرال ديغول قبل 50 عاما.

وكما في المرات السابقة، ستحترم التقاليد الجمهورية والبروتوكول المعمول به في هذه المناسبات حرفيا، بحيث يستقبل الرئيس المغادر خليفته على مدخل القصر. وأثناء لقاء قد يطول أو يقصر، يطلع الرئيس السابق الرئيس الجديد على عدد من الملفات الحساسة ويسلمه خصوصا «مفتاح» سلاح الردع النووي الفرنسي الذي يسمح للرئيس، أينما كان في العالم، أن يأمر باستعمال هذا السلاح عند الحاجة. وبعد أن يودع ساركوزي شيراك الذي يتحول بعد مغادرته باب الأليزيه الى مواطن عادي، تطلق من محلة الأنفاليد في باريس21 طلقة مدفع، ويلقي ساركوزي أول خطاب له بصفته رئيسا للجمهورية الفرنسية. ولم يعرف ما إذا كان الرئيس الجديد سيقوم بزيارة ضريح الجندي المجهول الكائن تحت قوس النصر في أعلى الشانزليزيه أو أنه سيختار شيئا آخر. لكنه في أي حال سيزور الرئيس الجديد برلين اليوم نفسه للقاء المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي ترأس الاتحاد الأوروبي حتى نهاية الشهر المقبل، بغرض التأكيد على أهمية العلاقة الفرنسية ـ الألمانية كمحرك لأوروبا.

ويريد الرئيس الجديد الذي وعد بـ«التغيير» الإسراع في كل شيء، وترجمة وعوده الانتخابية العديدة. وأول الأمور الملحة تشكيل حكومته الأولى التي سيكلف بها فرنسوا فيون، مستشاره السياسي والوزير السابق. وحسب المعلومات التي سربها نواب من حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية اليمين (حزب سركوزي)، فإن التشكيلة الحكومية الجديدة ستعلن يوم الجمعة، مما يسمح بعقد أول اجتماع لمجلس الوزراء في اليوم نفسه. وتبدو مهمة تشكيل الحكومة «دقيقة»، لا بل «حساسة» بسبب القيود التي التزم بها ساركوزي وأهمها ثلاثة: تشكيل حكومة مصغرة من 15 وزيرا ومراعاة التوازن بين الرجال والنساء داخلها وتمسكه بـ«انفتاحها» على القوى السياسية الأخرى، وعلى المجتمع المدني. وبنتيجة ذلك، ينتظر أن يكون عدد الخائبين أكبر من عدد السعداء بالعهد الجديد، باعتبار أن الطامحين كثر والمقاعد المتوافرة قليلة. وينتظر أن يعمد الرئيس الجديد الى «زيادة» عديد حكومته عقب الانتخابات التشريعية في أواسط يوينو (حزيران) المقبل بضم مجموعة «ما بين 10 و عشرين» وزير دولة. وبأي حال، فإن ساركوزي يعمل على «صياغة» جديدة للحقائب الوزارية عبر تجميع عدد من الوزارات في وزارات كبرى مثل «الاستراتيجية الاقتصادية» التي ستضم وزارات الاقتصاد والعمل والتجارة الخارجية أو وزارة البيئة التي ستضم على الأرجح البيئة والطاقة والنقل. ولا تبدو الأجواء «مريحة» داخل الحلقة السياسية القريبة من ساركوزي. ومنذ عودته من رحلته المالطية ليل الأربعاء الماضي، أجرى ساركوزي الكثير من المشاورات حول شكل الحكومة الجديدة. ونقل عدد من المشاركين في اجتماع مساء الأحد مع ساركوزي قوله لكبار حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية: «لكم الخيار ما بين الخيبة (في الحصول على حقيبة وزارية)، والفشل (الحكومي) أو الخيبة والنجاح. وفي الحالتين، سيكون هناك خائبون». كذلك نقلت أخبار عن لقاء «عاصف» بين وزيرة الدفاع ميشال أليو ماري وساركوزي.