المالكي يشكل قيادة خاصة لإعادة الأمن إلى محافظة ديالى

280 من زعماء ووجهاء العشائر انضموا إلى مجلس محلي لإنقاذ بعقوبة من سيطرة القاعدة

TT

اعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، امس، تشكيل مركز قيادة خاص بمحافظة ديالى، بهدف اعادة الامن الى المنطقة التي تعد مركزا قويا لتنظيم القاعدة. وكانت الحكومة قد اعلنت قبل ايام انشاء مجلس انقاذ لمدينة بعقوبة (مركز ديالى) مشابه لمجلس انقاذ الانبار، لكن الامور لم تجر كما يراد لها، حسب مسؤولين حكوميين، ما اسفر عن تأسيس مكتب اسناد لانقاذ ديالى، مقره بغداد.

وفي مقابل ذلك أعلن مسؤول عراقي امس أن أكثر من 280 من كبار الشخصيات وزعماء العشائر والعسكريين انضموا إلى «مجلس إنقاذ بعقوبة» لمواجهة أعمال العنف التي تقودها الجماعات المسلحة المنضوية تحت لواء ما يسمى «دولة العراق الاسلامية». وقال الشيخ عواد نجم الربيعي رئيس «مجلس إنقاذ بعقوبة» في تصريحات صحافية «إن نحو 280 من كبار شيوخ العشائر والشخصيات الاكاديمية والعسكرية ومن شتى المذاهب والقوميات انضموا إلى مجلس انقاذ بعقوبة لمواجهة الوضع الكارثي والمأساوي ووضع حد لتجاوزات الجماعات المسلحة في تنظيم ما يسمى بالدولة الاسلامية في بعقوبة».

وأضاف «هناك استياء وغضب لدى زعماء العشائر من تصرفات الجماعات المسلحة التي تقوم بانتهاك الاعراض ونهب الممتلكات والإصرار على إعلان الحرب ضدهم لإخراجهم من المدينة».

وقال الربيعي «نحن على استعداد للتعاون مع الفصائل المسلحة للقضاء على هذه الجماعات شريطة أن لا يتورط أعضاؤها بأية جريمة وأن يكون ولاؤهم للعراق بعيدا عن الطائفية والحزبية». وأضاف أن «الوضع الحالي في المدينة مأساوي ولا بد من تدخل الحكومة العراقية العاجل لانقاذ المدينة من سيطرة التكفيريين والعشرات من الارهابيين العرب والافغان الذين يختبئون في المناطق الزراعية».

وقال الربيعي إن «تصاعد أعمال العنف أدى إلى هجرة جماعية من المدينة وأن القوات الحكومية والمتعددة الجنسيات لم تتخذ أي اجراءات سريعة لمواجهة ما يجرى ضد الاهالي». وذكرت مصادر في الحكومة العراقية أن الاستعدادات جارية بين القوات المسلحة العراقية والقوات متعددة الجنسيات لتنفيذ عملية عسكرية لانقاذ مدينة بعقوبة من سيطرة الجماعات المسلحة.

وتشهد مدينة بعقوبة ذات الأغلبية السنية التي تختفي فيها الحياة الطبيعية منذ شهور موجة من العنف والاغتيالات وسيطرة مطلقة للجماعات المسلحة التي شكلت ما يسمى «دولة العراق الاسلامية» في المدينة. وقالت النائبة بشرى الكناني عضو مجلس النواب العراقي في تصريحات صحافية «إن نحو 12 ألف عائلة هجرت من المدينة خلال الاشهر الماضية كما تم تهديم 66 مسجدا وإحراق 450 بستانا وتدمير 350 بستانا آخر فضلا عن أن هذه الاوضاع خلفت 8250 أرملة و16500 يتيم».

وقال علي البرهان، شيخ عشيرة عزة في مدينة ديالى، ان المؤتمرات التي عقدت لم تأت بأي نتيجة لمدينة ديالى، متابعاً «لا يوجد في ديالى مجلس انقاذ وانما يوجد مكتب اسناد ومقره بغداد، لاننا ببساطة لم نستطع ان ننشئ مجلساً للانقاذ مماثلاً بمجلس انقاذ الانبار» مشيراً الى انه «تم تكوين تحالف شبه عشائري يقوم بالتصدي لتنظيم القاعدة المتمركز بقوة في المدينة».

وعن مكتب الاسناد واعضاؤه اكد البرهان لـ«الشرق الاوسط» ان «المكتب يتكون بالاساس من اعضاء في مجلس النواب واعضاء من مجلس المحافظة بالاضافة الى المحافظ وشرطة المحافظة». وحول مدى تمركز تنظيم القاعدة في ديالى لفت قائلاً: «القاعدة لها دور ومساحة كبيران في المدينة سيما في مركز المحافظة (بعقوبة)، وتقريباً هي منتشرة في كل انحاء المدينة حيث المناطق الزراعية الكثيفة التي يصعب الوصول اليهم».