اللقاء الأميركي ـ الإيراني يعقد ببغداد في 28 مايو.. ومحافظون يحذرون من «مصافحة الشيطان»

للمرة الأولى: برلمانيون إيرانيون يدعون لإنشاء جمعية صداقة إيرانية ـ أميركية

TT

في خطوة هي الاولى من نوعها، وقع عشرة نواب ايرانيين بالبرلمان بينهم محافظون عريضة لإنشاء مجموعة صداقة ايرانية اميركية. وقال النائب مرتضى تمدون في تصريحات نقلتها وكالة الانباء التابعة لتلفزيون الدولة ان «الحوار لا يمكن ان يتم فقط بين الحكومات. يمكننا ايضا القيام به عبر مجموعات صداقة ومنظمات غير حكومية». وأضاف «يجب عدم اعتبار هذا الاقتراح على انه تنكر لقيمنا او وسيلة لبيع بلادنا»، وتأتي هذه التصريحات، التي لا بد وان تكون أخذت الضوء الاخضر من مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي، بعد اعلان واشنطن انها وطهران ستجريان محادثات ثنائية مباشرة على مستوى السفراء في بغداد يوم 28 مايو (أيار) الجاري، او قبل ذلك، من اجل بحث الأوضاع في العراق. وحرصت كل من طهران وواشنطن على تأكيد ان اجراء مباحثات مباشرة لا تعني تغييرا جذريا في سياسات أي منهما حيال الاخر، فالرئيس الايراني محمود احمدى نجاد دعا خلال زيارته الامارات، القوات الاميركية في العراق الى «حزم حقائبها» والمغادرة، مؤكدا في الوقت ذاته الى ان «طهران مستعدة للحوار مع واشنطن». من ناحيتها قالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس خلال توجهها الى موسكو ان واشنطن وافقت على فتح هذه القناة مع ايران بعد ان حثها حلفاؤها على بحث طرق لإعادة الاستقرار للعراق. وبدوره حرص البيت الابيض على تأكيد ان اجراء محادثات مع طهران ليست مؤشرا على عودة العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين. وذكر توني سنو المتحدث باسم البيت الابيض «ليس في الامر انفصال في الشخصية. سياسة واشنطن متسقة تماما.. نحن نواصل البحث عن فرص مناسبة لانجاح الدبلوماسية». الى ذلك انتقد نواب وصحف من تيار المحافظين في ايران قرار حكومة محمود احمدي نجاد اجراء محادثات مع الولايات المتحدة حول العراق. ونقلت صحيفة «جمهوري اسلامي» المحافظة عن النائب المحافظ رضا طلائعي ـ نك قوله ان «التفاوض مع الولايات المتحدة رغم الكراهية التي يكنها الشعب العراقي المسلم للاميركيين ولاستراتيجية المواجهة التي تتبعها الولايات المتحدة حيال ايران، ليس مفيدا». ووصف المحادثات الاميركية الايرانية بانها «خطأ سياسي ودبلوماسي».

من جهته، قال النائب المحافظ حجة الاسلام سبحاني نيا «يمكننا ان نتناقش مع الولايات المتحدة في جو مناسب وعلى اساس المساواة.. لكن الولايات المتحدة برهنت انها ليست جادة».

وأضاف «شهدنا باستمرار مؤامرات اميركية لاسقاط الجمهورية الاسلامية. لذلك المناقشة مع دولة لا تحترم مبادئنا لا يتطابق مع الاعراف الدبلوماسية». وكان رئيس تحرير صحيفة «كيهان» المحافظة حسين شريعتمداري قال اول من امس ان التحادث مع الولايات المتحدة «مرادف للرقص مع الذئاب ومصافحة الشيطان». لكن المحادثات في جانب الاصلاحيين، تلقى ترحيبا.

وكتبت صحيفة «هان ميهان» المعتدلة «اذا كان هدف حكومة احمدي نجاد الابتعاد عن سياسة المواجهة مع الولايات المتحدة.. يمكن ان يشكل الحوار حول العراق خطوة في الاتجاه الصحيح». وأضافت «ولكن اذا كانت الحكومة تريد الاستمرار في عرض الولايات المتحدة على انها الشر المطلق فان المفاوضات لن تؤدي سوى الى مزيد من تعقيد الامور بين البلدين».

وعلى صعيد آخر، قال مسؤولون قضائيون ايرانيون أمس ان وزارة الاستخبارات تحقق مع الاكاديمية هالة اسفندياري التي تعمل في واشنطن واعتقلت في طهران الاسبوع الماضي وذلك فيما يتصل بارتكاب «جرائم تمس الامن القومي». وكانت اسفندياري مديرة برنامج باحثي الشرق الاوسط بمركز «وودرو ويلسون» الدولي الاميركي قد احتجزت في الثامن من مايو (ايار) ونقلت الى سجن ايوين في طهران وذلك طبقا لبيان أصدرته أسرتها والمركز الاسبوع الماضي.