سعود الفيصل في بروكسل: ضاع ما يكفي من الوقت وآن الأوان للمضي في اتجاه السلام الحقيقي

وزير الخارجية الألماني: الوزراء العرب نقلوا تصميمهم على خلق ظروف ملائمة للسلام

TT

حذر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل من خطورة عدم التوصل الى حل للصراع في الشرق الأوسط، وقال «اذا استمر الوضع على ذلك فانه يشكل خطرا على المجتمع الدولي ككل والمنطقة بشكل خاص».

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده الجانبان الاوروبي والعربي عقب محادثات مشتركة جرت ببروكسل على هامش اجتماعات وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي الليلة قبل الماضية لبحث تفعيل مبادرة السلام العربية التي احيتها قمة الرياض الاخيرة وشارك فيها عدد من وزراء الخارجية العرب والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى. وقال الامير سعود الفيصل «نحن متفقون على ضرورة العمل للتوصل إلى تسوية والمناقشات تركزت على سبل إنشاء آلية لمتابعة عملية السلام في الشرق الأوسط». وقال الوزير السعودي «لقد ضاع ما يكفي من الوقت والطاقة والجهد وآن الأوان للمضي قدما في اتجاه السلام الحقيقي». وحول المواجهات بين الفصائل الفلسطينية، أعرب سعود الفيصل عن ثقته في أن الحكومة الفلسطينية سوف تطوق الوضع وتخضع المسؤولين عن الاضطرابات للمساءلة.

وأضاف: ان اللقاء الذي جرى بين الوفد العربي والمسؤولين الاوروبيين يعتبر تاريخيا ليس فقط باعتباره الاول من نوعه ولكن ايضا لمحتوى الاجتماع الذي شهد مناقشة واستعراض كل الحلول المتاحة لانهاء الصراع في المنطقة. وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، ان اللقاء الذي انعقد بين وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد ووفد جامعة الدول العربية، «كان جيدا ومهما، اذ نقل لنا الوزراء العرب تصميمهم على خلق ظروف ملائمة للسلام مع إسرائيل». وقال الوزير الالماني «إن الاتحاد الأوروبي سوف يتابع جهوده لتحقيق هدف إقامة دولتين، فلسطين وإسرائيل، قابلتين للعيش بسلام وأمن مضيفا ان «ما سنعمله هو بذل جهود لعقد حوار بين الجامعة العربية وأطراف الرباعية الدولية لدفع العمل السياسي باتجاه الحل». وفي رد على سؤال حول طريقة التعامل مع الحكومة الفلسطينية الحالية، قال شتاينماير «لا يمكننا بالطبع تجاهل الحكومة الفلسطينية الحالية، لكن الأشياء سوف تكون أفضل لو تغيرت لهجتها تجاه إسرائيل وزال الغموض». من جهته طالب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، بوضع جدول زمني لعملية السلام في الشرق الأوسط، «إذ لا يمكن الاستمرار إلى ما لا نهاية لأن ذلك يصعب فرص تحقيق أي تقدم».

من جانبه قال وزير الدولة للشؤون الخارجية القطرية أحمد بن عبد الله المحمود لـ«الشرق الاوسط» انه متفائل جدا بنتائج تلك المحادثات اذ «طرحنا فيها كل الملفات واكدنا على ضروة تحريك العميلة السلمية والتعامل مع الحكومة الفلسطينية الشرعية ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني». وقال وزير الخارجية الاردني غسان الخطيب «لقد أوصلنا للجانب الاوروبي رسالة عربية واضحة ومحددة تتمثل في موقف عربي جماعي يعبر عنه ما اتخذ في قمة الرياض الاخيرة لجهة اعادة تفعيل مبادرة السلام العربية».

وفي رد وزير الخارجية السوري وليد المعلم على سؤال لـ«الشرق الاوسط» حول امكانية انطلاق مفاوضات ثنائية مع الجانب الاسرائيلي، قال «نحن لم نضع شروطا ونطالب بضرورة الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي العربية التي احتلتها في عام 1967» مضيفا ان «الاجتماع كان فرصة للتباحث مع الجانب الاوروبي ونحن نتحدث عن عملية سلام شامل».

وفي نفس الاطار، قالت كريستينا غالاش المتحدثة باسم خافيير سولانا المنسق الاعلى للسياسات الامنية والخارجية بالاتحاد الاوروبي ان لا مانع امام توجيه دعوة الى رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنيه لزيارة بروكسل «ولكن كل ما نريده من رئيس الحكومة هو ان يتعامل بوضوح وبشكل عام في موضوعات مثل مكافحة الارهاب والاعتراف باسرائيل والاتفاقيات السابقة التي وقعت عليها السلطة الفلسطينية».