الجزائر: أنباء عن «صفقة انتخابية» بين حزب الغالبية و«جيش الإنقاذ»

الأحزاب تقلل من أهمية دعوة القاعدة لمقاطعة الاقتراع

TT

يجري في الجزائر حديث عن عقد «صفقة سياسية» بين الجناح المسلح السابق لجبهة الإنقاذ المحظورة، وحزب الغالبية البرلمانية، يصوت بموجبها أعضاء «الجيش الإسلامي للإنقاذ» لصالح جبهة التحرير الوطني، في انتخابات الغد، مقابل سعي هذه الحزب المرجح أن يحصل على الغالبية مجدداً، لرفع الحظر السياسي عن الانقاذيين مستقبلاً. ويدور هذا الحديث تزامناً مع تقليل الأحزاب الجزائرية من الدعوة التي وجهها أكبر تنظيم مسلح للجزائريين بمقاطعة الاقتراع، ورصد محللين سياسيين ثلاثة أهداف رئيسية لهذه الدعوة.

وقال أحمد بن عائشة الزعيم السابق لجيش الانقاذ في غرب البلاد، لصحافيين أول أمس، إن أفراد تنظيمه السابق سيصوتون لمرشحي جبهة التحرير الوطني «لأن قائد الحزب (عبد العزيز بلخادم)، هو رافع لواء المصالحة الوطنية وأهم مدافع عنها». وشارك بن عائشة رفقة آخرين تخلوا عن العمل المسلح، في تجمع دعائي عقده بلخادم في آخر يوم من حملة الانتخابات شرق العاصمة. وكان حضوره لافتاً وإن لم يجد استحسانا من بعض قيادات ومناضلي «جبهة التحرير».

ولما سأل صحافيون بلخادم عن «الصفقة المفترضة» أول من أمس، قال: «إن الأمر لا يتعلق لا بصفقة سياسية ولا بتفاهم معهم (عناصر جيش الانقاذ) على أن يعطونا أصواتاً في مقابل أن يحصلوا منا على أي شيء، ولكن جبهة التحرير ترحب بأصوات الناخبين أينما كانوا». في غضون ذلك، ربط محللون الدعوة التي وجهها أخيراً زعيم تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي» أبو مصعب عبد الودود لمقاطعة الاقتراع، بمحاولة هذا التنظيم الاستفادة من تدني الاهتمام الشعبي بالانتخابات. وقال سليمان شنين مدير مركز الرائد للدراسات (مقره الجزائر)، الذي يزور لندن حالياً، إن هناك ثلاثة أسباب رئيسية وراء «القاعدة» لمقاطعة الانتخابات، أولها، محاولة الاستفادة من تدني الاهتمام الشعبي بالانتخابات والإيحاء بعد ظهور نتيجة المشاركة بأن لديهم شعبية، وثانياً، إيصال رسالة للمسلحين، وخصوصاً الراغبين منهم في تسليم أنفسهم للسلطات، مفادها أن التنظيم يتعاطى مع السياسة وبإمكانه أن يقدم لعناصره مثل ما تقدم السلطة لهم فرصة الاستفادة من العفو بموجب ميثاق المصالحة، وثالثاً الاستفادة الإعلامية من حدث كبير مثل الانتخابات.

كذلك، قللت الاحزاب الجزائرية من دعوة زعيم القاعدة لمقاطعة الانتخابات التي وصفها بـ«المهزلة». واعتبر سعيد سعدي زعيم التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية ان «ذلك النداء اعتراف بعجز هذه المنظمة على تعكير اجواء الانتخابات بارتكاب اعمال ارهابية». وشدد سعدي على ان القاعدة تنتهج «استراتيجية استثمار في المغرب العربي على المدى البعيد. انها ترتكز على عكازين هما الارهاب وزعزعة الاستقرار السياسي»، في بلدان المنطقة. ومن جانبه، أعلن متحدث باسم جبهة التحرير الوطني أن نداء القاعدة «لا يغير في شيء استراتيجية تعبئة الناخبين الكثيفة للتصدي لتحركات المجرمين والقتلة». وقال: «لسنا خائفين، بالعكس أن هذا النداء ستكون له نتيجة عكسية تماما على الناخبين كما كان الحال غداة اعتداءات الحادي عشر 10 ابريل (نيسان) الماضي، عندما خرج آلاف الجزائريين إلى الشوارع للتعبير عن رفضهم الإرهاب ودعم المصالحة الوطنية». وميدانيا، قتلت قوات الأمن 13 من المسلحين، وذلك في إطار العمليات التي كثفتها أخيراً بهدف إرباك التنظيم المسلح وشل قدرته على تنفيذ عمليات خلال فترة الانتخابات. وقالت صحيفة «ليبرتيه» إن قوات خاصة مدعومة بطائرات هليكوبتر قتلت 11 مسلحاً خلال هجوم شنته اول من امس على مخابئ في تبسة (600 كلم شرق). واضافت ان الجيش قتل ايضا متشددين اثنين في عملية منفصلة بمنطقة بومرداس (50 كلم شرق).