أميركا: محاكمة باديلا وحسون والجيوسي بالانتماء لـ «القاعدة» قد تستغرق 4 أشهر

أكبر محكمة بعد الموساوي تشرع في الاستماع للشهود .. والادعاء يكرر اسمي «القاعدة» وبن لادن 91 مرة خلال مرافعته

TT

شرعت المحكمة الفيدرالية في ميامي (ولاية فلوريدا) امس الاستماع الى الشهود في قضية خوسي باديلا (اميركي من اصل بورتوريكي) ومتهمين آخرين، هما أدهم امين حسون وكفاح وائل الجيوسي، الذين يواجهون حكماً بالسجن المؤبد في حالة ادانتهم بتهمة الانتماء الى خلية ارهابية والتآمر لقتل اميركيين ومساعدة متطرفين اصوليين ومساعدة تنظيم القاعدة. وهي المحاكمة التي يرى كثير من المراقبين ستكون الاطول في تاريخ قضايا الارهاب، وستكون بمثابة محاكمة لتنظيم القاعدة في العالم، بعد عام من محاكمة المغربي زكريا الموساوي التي سلطت الاضواء على هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001.

وكان اول شاهد يدلي بشهادته امام المحكمة عميل في وكالة الاستخبارات الاميركية «سي آي إيه» الذي ادلى بشهادته متخفياً ولم تعلن المحكمة عن اسمه او درجته الوظيفية. وقدم الشاهد للمحكمة حوالي 100 وثيقة سرية عبارة عن تسجيلات لمكالمات هاتفية جرت بين حسون وباقي افراد الخلية.

وعقب المدعي العام على الشهادة بالقول «سنبرهن ان باديلا اصبح احد اعضاء القاعدة المدربين وكان مستعداً لتقديم الدعم للآخرين وتنطبق عليه صفة المجاهد طبقاً لتصنيفات القاعدة وهو بالتالي ينطبق عليه تصنيف مقاتل عدو» طبقاً للمصطلح الاميركي.

وكان المدعي العام أعلن ان باديلا وحسون والجيوسي اعضاء في تنظيم القاعدة، وكرر اسم «القاعدة» و«اسامة بن لادن» 91 مرة في مرافعة اتهام استغرقت زهاء ساعة، وقال إن المتهمين الثلاثة هم جزء من خلية ارهابية سرية اتخذت من جنوب فلوريدا مركزا لنشاطها. وقال المدعي العام ان المتهمين الثلاثة كانت لهم اتصالات مع مجموعات اخرى في البوسنة والشيشان وافغانستان. وعبر عن اعتقاده بان «خلية فلوريدا» كانت تعمل لتقديم دعم لتنظيم «القاعدة» في كل مكان. وسرد المدعى العام التهم الموجهة لهم وهي «القتل والخطف والتشويه وتقديم دعم مادي لعمليات ارهابية في الفترة ما بين 1993 و2001». وقال إن حسون والجيوسي هما اللذان أرسلا باديلا الى افغانستان ليتدرب على العمليات الارهابية، حيث تدرب هناك على السلاح والتفجيرات ووسائل الاتصالات، مشيراً الى ان بعض الذين تدربوا معه في المعسكرات في افغانستان ومن بينهم اميركيون سيدلون بشهادتهم امام المحكمة».

وابلغ المدعي العام المحلفين (12 عضوا) أن المتهمين الثلاثة كانوا يعرفون ان الهدف المركزي لتنظيم القاعدة هو تحطيم الولايات المتحدة وأقطار اخرى واتخذوا خطوات فعلية لمساندة ودعم هذا الهدف. بيد ان محامي هيئة الدفاع قالوا إن التهم الموجهة لموكليهم عبارة عن كلام دون سند او ادلة واضحة. وقال محامي باديلا إن موكله شاب اتهم خطأ بما نسب اليه وهو لم يهدد أحداً ولم يرتكب اية جريمة فعلية ويحاكم على اساس نوايا».

وقال المحامون إن الادعاء يسعى لتشويه «تاريخ كفاح المسلمين ما وراء البحار». وقال جياني باكر الذي يدافع عن حسون، وهو من أصل لبناني «الحكومة تريد ان تحاكم تنظيم القاعدة من خلال هذه المحكمة دون اكتراث للقضية الاساسية المعروضة عليها». وقال إن موكله كان يهدف تقديم الدعم للمسلمين في البوسنة وكوسوفو والشيشان الذين كانوا يذبحون ويتعرضون للابادة الجماعية والتطهير العرقي. واشار الى ان القضية تتعلق بالتاريخ الذي تحاول الحكومة (الاميركية) اعادة كتابته كما يحلو لها وكذا اعادة تصنيفه. وقال وليام سور محامي الجيوسي، وهو اميركي من اصل أردني، «لا يوجد أي دليل على ضلوع موكله في الارهاب أو القتل او الاختطاف».

وكان حسون ،45 سنة ، يعمل مبرمج كومبيوتر في احد المصارف عندما اعتقل، في حين عمل الجيوسي ،45 سنة، إداريا بمدرسة في ديترويت. يذكر ان باديلا ،36 سنة، الذي يعرف ايضاً باسم «عبد الله المهاجر» هو عضو عصابة سابق من اصل بورتوريكي، كان قد اعتنق الاسلام واعتقل في شهر مايو (ايار) عام 2002 في مطار شيكاغو اثناء عودته الى الولايات المتحدة قادما من باكستان، واتهم بالتآمر لمهاجمة اهداف بواسطة «قنابل قذرة». لكن هذه التهمة اسقطت من التهم الموجهة له في محكمة ميامي. ويتوقع ان تستغرق هذه المحكمة، التي تعد أكبر محكمة لارهابيين بعد محاكمة المغربي زكريا الموساوي المتهم الوحيد من المجموعة التي نفذت هجمات سبتمبر، ما يزيد على أربعة اشهر ويدلى خلالها شهود إدعاء ودفاع بشهاداتهم. ولد باديلا في مدينة بروكلين (نيويورك) وتربى في شيكاغو قبل ان ينتقل الى فلوريدا. وواجهت السلطات الاميركية انتقادات واسعة من منظمات حقوقية لاعتقالها باديلا أزيد من ثلاث سنوات في قاعدة بحرية اميركية في ولاية ساوث كارولينا، حيث قال إنه تعرض للتعذيب، وينفي المسؤولون الاميركيون أن يكون باديلا تعرض لأي تعذيب، وعادة ما تقول السلطات إنها اضطرت لاستعمال «أساليب شديدة» عن التحقيق مع متهمين في قضايا ارهابية. وأحيل باديلا على محكمة مدنية عام 2005. وظل باديلا خلال المحكمة امس يستمع بانتباه لما يقال لكن دون ان يبدر منه أي انفعال، وكان يرتدي بذلة سوداء ولم ينطق بكلمة خلال مرافعة الادعاء.