رايس: لن نسمح لروسيا بعرقلة درعنا الصاروخي

واشنطن وموسكو تحاولان تخفيف التوتر وترحيل الخلافات لقمة «الثماني»

TT

أعلنت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في موسكو أمس أن الولايات المتحدة لن تسمح لروسيا بعرقلة المشروع الاميركي بنشر الدرع المضاد للصواريخ في شرق أوروبا. وقالت رايس للصحافيين بعد لقائها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «إن الولايات المتحدة بحاجة لأن تكون قادرة على المضي قدما باستخدام التكنولوجيا للدفاع عن نفسها وسنفعل ذلك. لا اظن ان احدا يتوقع ان تسمح الولايات المتحدة بوضع فيتو على مصالحها الامنية».

وأدلت رايس بهذا التصريح في حين بدا ان موسكو وواشنطن تحاولان تخفيف التوتر بينهما وترحيل خلافاتهما الى قمة مجموعة الثماني الشهر المقبل. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس إن بوتين ورايس متفقان «على ضرورة تخفيف حدة التصريحات العلنية التي تعبر عن خلافات»، مضيفا أن «الجانب الاميركي شدد على ان العلاقات الروسية الاميركية لا يجوز ان تكون رهينة الحملات الانتخابية» التي ستجرى في كلا البلدين عام 2008. واوضح لافروف ان «الرئيس بوتين ايد هذه المقاربة».

وضمن تصريحات التهدئة، قالت رايس لمرافقيها على متن الطائرة التي أقلتها الى موسكو في زيارة هي السابعة لها لهذا البلد في اقل من عامين: «بوصفي عايشت الكثير من سنوات الحرب الباردة فإنني اعتقد بعدم صحة مقارنة ما يجرى اليوم بأحداث تلك الحقبة». وأكدت لاحقاً انه لا يعجبها الخطاب الذي يستخدمه الكرملين والذي يذكر بنظرها بالحرب الباردة، و«أعتقد ان من المهم للغاية كما قلت للذين حاورتهم عدم استخدام خطاب يوحي بان علاقتنا تنطوي على عدائية».

لكن رغم هذه التصريحات، فان لقاء رايس مع سيرغي ايفانوف النائب الاول لرئيس الحكومة ووزير الدفاع السابق الذي استهلت به رايس مباحثاتها في موسكو كان عاصفا، على حد تعبير صحيفة «فريميا نوفوستي». وقالت الصحيفة ان العشاء الذي أعقب هذا اللقاء لم يخفف من حدة التوتر الذي ساد مباحثات الجانبين. وقالت مصادر روسية ان رايس استطاعت خلال زيارتها التي استغرقت يومين نقل رسالة شخصية من الرئيس جورج بوش الى نظيره الروسي فلاديمير بوتين. واشارت الى ان الرئيس بوش كان اتصل هاتفيا بنظيره الروسي فلاديمير بوتين يطلب منه استقبال رايس وهو ما رد عليه بوتين بقوله انه سيكون سعيدا بلقائها.

ورغم نقل اللقاء الى خارج العاصمة بعيداً عن أعين الصحافيين الذين لم يسمح لهم بما في ذلك الصحافة الاميركية بتصوير المشاهد البروتوكولية لبداية اللقاء، فإنه لم يصدر عن الرئاسة سوى نبأ مقتضب يقول ان اللقاء جرى في ضيعة نوفواوغاريوفو وحضره من الجانب الروسي سيرغي لافروف وزير الخارجية وسيرغي بريخودكو مساعد الرئيس للشؤون الخارجية ومن الجانب الاميركي سفير واشنطن وليام بيرنز ومساعد وزيرة الخارجية دانييل فريد. وهذا يعني ضمنا عدم التوصل الى انفراجة تذكر وان التناقضات بلغت مدى واسعاً وان الجانبين يفضلان ترحيل الخلافات، ربما الى لقاء الرئيسين المقرر عقده على هامش قمة الثماني الكبار في يونيو (حزيران) المقبل في المانيا.

وكان وزير الخارجية الروسي قد اشار في تصريحات مقتضبة الى ان الرئيس بوتين لم يقبل تفسيرات رايس بخصوص الموقف من نشر أجزاء من الدرع الصاروخي الاميركي في شرق اوروبا، ما يؤكد ما سبق وأشارت إليه مصادر دبلوماسية روسية بأن رايس لن تكون أسعد حظا من زميلها روبرت غيتس وزير الدفاع الذي اصطدمت مهمته في موسكو بالكثير من التشدد ولا سيما فيما يتعلق بالموقف من التعاون في مجال الانظمة المضادة للصواريخ ورفض موسكو لقبول ما تبرر به واشنطن خطتها لنشر عناصر من الدرع الصاروخي.