«روح برلين»: أول سيارة استطلاع من دون سائق للشرطة

TT

ظهرت طائرة الاستطلاع بلا طيار منذ عقود، لأن الملاحة في الفضاء المتسع أسهل بكثير من القيادة في الشوارع المزدحمة، لكن علماء برلين نجحوا خلال 3 أشهر فقط في تصميم وتشغيل أول سيارة استطلاع من دون سائق.

وذكرت مصادر جامعة برلين الحرة، أن النموذج الأول من السيارة نال إجازة العمل في الشوارع من نادي السيارات الألماني (أداس) رغم الكاميرات والكشافات الضوئية والأسلحة الموجهة بالليزر التي تثقلها. كما ستشارك السيارة، التي تحمل اسم «روح برلين»، في سباق للسيارات الروبوتية في كاليفورنيا في 3 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، بهدف التعريف بها على المستوى العالمي.

ونجحت السيارة، من دون ارتكاب أي خطأ، في أول اختبار أن تعمل وتستكشف وهي تسير بسرعة 24كم/ساعة في شارع مزدحم بحركة المرور والمارة. وهي سيارة من طراز دايملر ـ كرايسلر حولها العلماء إلى سيارة آلية القيادة بفضل عدد من المجسات وأجهزة الاستشعار والكاميرات المصغرة (التي تعمل بالليزر والحرارة) التي تنسق بينها أربعة كومبيوترات مصغرة. ولا يفكر رجال الشرطة البرلينية حاليا في استخدام السيارة في دورياتهم اليومية في أحياء العاصمة، وإنما، كخطوة أولى، في مراقبة مناطق محددة مثل المناطق الصناعية المحظورة، بعض أجنحة المطارات والمخازن الكبيرة. وسيحتاج العلماء إلى سنوات أخرى قبل أن يكملوا استعداد «روح برلين» لاختراق شوارع العاصمة.

ويعتبر الباحث المكسيكي راول روخاس، الذي يعمل كخبير معلومات في جامعة برلين منذ عام 1997، الأب الروحي لسيارة «روح برلين». وسبق لروخاس أن فاز مرتين بجائزة الابتكار في مسابقات الروبوتات التي تلعب كرة القدم. وطور العالم المكسيكي تصميم «روح برلين» على أساس الخبرة التي طورها في ميدان الأنظمة شبه الحسية الخاصة بالروبوتات.

وذكر روخاس اثناء استعراض السيارة الفريدة أمس أن «روح برلين» تم تطويرها من نموذج سيارة صغيرة مخصصة للمقعدين. إذ أن مثل هذه السيارة مزودة أصلا بطرق آلية للتحكم فيها من قبل السائق تعويضا له عن ساقيه ويديه. وتم ربط «روح برلين» بالكومبيوترات التي أخذت محل السائق وتولت قيادة السيارة في المنعطفات وبين الأشياء الثابتة والمتحركة. ونجح العلماء في تحريكها بواسطة أجهزة تحديد المواقع وضمن معالم الطرق المرسومة سلفا والمحفوظة في«عقل» (كومبيوتر) السيارة.

وأشار روخاس إلى أن سرعة استجابة أجهزة الاستشعار عالية جدا لأنها تعمل بالضوء الذي تبلغ سرعته نحو 300 كم/ ساعة، وهذا يعني أنها تستجيب للمتغيرات على الطرق أمام السيارة خلال جزء من مليون من الثانية (تقاس بالنانوثانية، حيث أن النانو يساوي واحدا من مليون جزء). كما ترتفع حساسية أجهزة الاستشعار الليزرية إلى حد تشخيص المتغيرات المتحركة من على بعد 150 مترا. وتستخدم «روح برلين» كاميرتي بانوراما لكشف الطريق بمثابة عينين إلكترونيتين للسيارة الروبوت. ان من أهم عوامل نجاح سيارة الاستطلاع بلا سائق هو قدرتها على تشخيص مكانها بنفسها. ولهذا فقد استخدم روخاس نظام تشخيص للمواقع يعينها على تشخيص الموقع من على الأقمار الصناعية بدقة. ولا يزيد الخطأ في تحديد موقع الأشياء في السيارة عن متر واحد، وهذا يعني أنها تعرف معالم طريقها أفضل من أي سائق تكسي، ثم انها لا تتأثر في حالة توقف البث من القمر الصناعي، لنقل بسبب بنايات عالية أو نتيجة أحوال جوية سيئة، لأنها تستطيع تحديد المواقع بنفسها حسب التضاريس الجغرافية التي تتحرك فيها. والمهم هو عدم حاجة السيارة إلى إنسان يحدد سرعتها، لأنها تحدد سرعتها بنفسها حسب حالة الطريق التي تسير فيه. وتستخدم السيارة محركا يزودها بـ1000 واط من الكهربائية، كي يؤهلها لتشغيل كومبوتراتها الأربعة وأجهزتها المتعددة.

وشارك في تطوير الأجهزة كل من معهد فراونهوفر الألماني، شركة «آي.بي.أم» الألمانية، وشركة ميكروسوفت وجامعة برلين الحرة.