العاهل الأردني: الإجراءات الإسرائيلية تتناقض مع السلام وأولمرت: أنا جاهز للقاء زعماء عرب في عمان

خلال لقائهما على هامش مؤتمر الحائزين جائزة نوبل في البتراء

TT

أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لرئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت خلال لقائهما على هامش المؤتمر الثالث للحائزين جائزة نوبل المنعقد في البتراء (250 كيلومترا جنوب عمان) ان أي خطط لبناء المستوطنات وتوسيعها في الأراضي الفلسطينية واستمرار الإجراءات التصعيدية ضد الفلسطينيين يتناقض تماما مع الرغبة في السلام. وشدد العاهل الأردني على ضرورة اتخاذ خطوات عملية لبناء جسور الثقة والتمهيد لإعادة إطلاق عملية السلام واستئناف المفاوضات مع الجانب الفلسطيني.

وطلب الملك عبد الله الثاني حسب بيان للديوان الملكي الأردني من أولمرت وقف أي إجراءات تصعيدية في الأراضي الفلسطينية وبخاصة أعمال الحفريات بجوار المسجد الأقصى في مدينة القدس الشريف وخصوصا تلك التي تستفز مشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم. كما طالبه بالإسراع في الإفراج عن السجناء والمعتقلين الأردنيين لديها. ودعا أيضا إلى رفع الحصار عن الفلسطينيين والإفراج عن الأموال الفلسطينية المحتجزة لديها ووقف الإجراءات الأحادية ضدهم وإزالة نقاط التفتيش التي تشكل انتهاكا صارخا لحقوق الفلسطينيين، حتى تبرهن على رغبتها الحقيقية في السلام ودعم السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس (أبو مازن).

ولفت الملك عبد الله الثاني الى التقارير الصحافية الإسرائيلية التي تتحدث عن بناء مستوطنات جديدة في القدس، مؤكدا رفض الأردن لمثل هذه الإجراءات التي تشكل انتهاكا صارخا لحقوق الفلسطينيين والعرب في المدينة المقدسة ولا تساعد على المضي قدما في عملية السلام.

وأكد أولمرت انه سيتعامل بكل مرونة مع الرئيس الفلسطيني لبحث القضايا العالقة بين الجانبين وبشكل خاص ما يتصل بالأموال الفلسطينية المحتجزة لدى إسرائيل والتخفيف من إجراءات التضييق على الفلسطينيين.

ونفى تقارير تتحدث عن عملية بناء مستوطنات جديدة أو توسعة القائمة منها حاليا، موضحا انه لا توجد لديهم أي خطط لبناء مستوطنات جديدة، ووعد بحل قضية السجناء الأردنيين في إسرائيل بأسرع وقت ممكن.

وفي جلسة حوارية في مؤتمر البتراء دعا أولمرت القادة العرب للتحاور بشأن السلام في مؤتمر يعقد في عمان، وقال «إنني أدعو 22 زعيما عربيا للقاء والجلوس معي إذا كانوا مستعدين للسلام». وأجاب أولمرت عن سؤال عن المبادرة العربية التي أطلقتها قمة بيروت في عام 2002، وجرى التأكيد عليها في قمة الرياض:«إنها جهد متميز، وأنا جاهز للقائهم في مؤتمر دولي يعقد في عمان»، وأضاف « ليست لدينا شروط مسبقة للجلوس معهم، ونريد منهم ألا تكون لديهم شروط مسبقة». وتابع القول: «إذا كانت لديهم مشكلة في الحضور لمكان ما، فليوجهوا لي الدعوة، وسأحضر إليهم أينما يريدون لسماع أفكارهم والتحاور معهم من دون شروط مسبقة».

وحول الحرب على لبنان الصيف الماضي قال أولمرت إن السبب لم يكن أسر الجنديين بل «وجود منظمة إرهابية على الحدود تكدس الأسلحة لمهاجمة الجنود الإسرائيليين»، معترفا بارتكاب «بعض الأخطاء» في تلك الحرب.

 ويأتي لقاء الملك عبد الله الثاني مع أولمرت والذي عقد في مدينة العقبة، في سياق اتصالات وجهود سياسية ودبلوماسية حثيثة يبذلها مع القوى الدولية والإقليمية المؤثرة والمعنية بتطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط لدفع العملية السلمية والترويج لمبادرة السلام العربية والإبقاء على زخمها وتحقيق أهدافها المرجوة.