الشرطة الإيرانية اعتقلت ألف شخص في إطار حملة مكافحة «الرذيلة والأوباش»

TT

أفادت وسائل الإعلام الإيرانية الأحد أن الشرطة الإيرانية اعتقلت خلال الأيام القليلة الماضية في طهران ألف شخص في مسائل أخلاقية و«رذائل»، في عملية أثارت انتقادات بسبب سوء المعاملة التي تعرض لها بعضهم.

وتندرج العملية التي انطلقت الخميس في إطار حملة «تعزيز الأمن العام» ووجهت الشرطة خلالها تحذيرات عدة للإيرانيات اللواتي لا يتقيدن بقوانين اللباس الإسلامي.

وتستهدف الحملة ما سمته السلطات «الرذيلة والأوباش» في الأحياء الشعبية بجنوب العاصمة التي تنسب لها أعمال عنف واحتيال. ونقلت وكالة «فارس» عن قائد شرطة طهران، أحمد رضا ردان، أن العملية ستستمر حتى اعتقال «آخر الاوباش». وقال انه تم اعتقال نحو مائة من كبار المجرمين و300 من المقربين منهم و700 من الأوباش.

لكن وسائل الإعلام الإيرانية ركزت بالخصوص على الطريقة التي يعامل بها المشتبه فيهم.

وظهر على صور وكالة «فارس» نشرتها صحف عدة، رجل عاري الرجلين والصدر يسيطر عليه شرطيون ويحمل في عنقه دلوي ماء من التي تستخدم للوضوء.

وقالت صحيفة «سرمايه» إن بعض «الأوباش» وضعوا على الحمير «لتحذير الآخرين».

ويرى مساعد النائب العام في طهران، رضا جعفري، مبالغة في ممارسات الشرطة. وصرح لصحيفة «هم ميهن» بأن «أي جريمة تقابل بالعقاب حسب القانون ولا يحق للشرطة أن تطبقه وأن تعرض شخصا بعد اعتقاله».

من جهة أخرى رفضت إيران، أمس، انتقادات من جماعة مدافعة عن حقوق الانسان مقرها الولايات المتحدة بشأن إجراءات مشددة ضد النساء اللاتي يخالفن الزي الاسلامي، قائلة إن مساعي البلاد تهدف الى محاربة الفاسقين.

واتهمت جماعة هيومان رايتس ووتش يوم الاربعاء الجمهورية الاسلامية باعتقال كل من الرجال والنساء بشكل تعسفي تحت لواء محاربة السلوك غير الأخلاقي، وطالبت بالإفراج عنهم على الفور.

وقال جو ستورك نائب مدير قسم الشرق الاوسط في هيومان رايتس ووتش في ايران، أصبحت جدران المنازل شفافة وأروقة العدالة معتمة، وعندما سئل محمد علي حسيني المتحدث باسم الخارجية الايرانية عن نقد هذه الحملة التي شملت البلاد، وبدأت في الشهر الماضي قال للصحافيين إنه مندهش.

وأضاف «يحاول المسؤولون توفير الأمن للأمة الايرانية بأسرها ومحاربة المتمردين ومهربي المخدرات والفاسقين الذين يستحلون كلا من المواطنين الايرانيين ومتعلقاتهم». ويمكن أن تفرض أحكام بالجلد ودفع الغرامة والسجن على من يخالف الزي الاسلامي. ومنذ فوز محمود أحمدي نجاد في انتخابات الرئاسة عام 2005، وعد بالعودة الى قيم الثورة الاسلامية التي قامت في ايران عام 1979، طالب المتشددون بفرض قيود أكثر صرامة على السلوك غير الأخلاقي.

وفيما أصبح حدثا معتادا قبل أشهر الصيف الحارة، شنت الشرطة في ابريل (نيسان) حملة على عدد متزايد من الشابات اللواتي يحاولن اختبار مدى تهاون القانون مع الملابس الاقصر والأكثر التصاقا وذات الألوان الزاهية.

وفي الايام الاولى من الحملة، قالت الشرطة إن آلافا تلقين إنذارات لكن لم يتضح عدد من تم احتجازهن. وقالت هيومان رايتس واتش إن «آلافا» تم اعتقالهن. كما قالت وسائل إعلام إيرانية إن تحذيرات وجهت للحجامين بعدم حلاقة شعور الرجال في صورة أي قصات غربية أو تسوية حواجبهم.