عشرات الآلاف يتظاهرون في مدينة شمشون التركية دعما للعلمانية

TT

شمشون ـ رويترز: احتشد عشرات الآلاف من الأتراك وهم يلوحون بالأعلام التركية الحمراء في شوارع مدينة شمشون المطلة على البحر الاسود، أمس، في مظاهرة ضد الحكومة ذات الجذور الاسلامية قبيل الانتخابات المقررة في يوليو (تموز). وردد المتظاهرون في الميدان الرئيسي بالمدينة هتافات تقول (تركيا علمانية وستظل علمانية).

ووصف المنظمون المظاهرة ـ وهي الأحدث في سلسلة احتجاجات مماثلة ـ بأنها وسيلة لتوحيد المعارضة المنقسمة ضد الحكومة التي يتهمونها بأنها تهدف لإضعاف النظام العلماني في دولة أغلبيتها الساحقة من المسلمين. ودعا حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان، الى إجراء انتخابات عامة قبل موعدها المقرر لحل نزاع مع النخبة العلمانية التركية بشأن انتخابات الرئاسة. وينفي الحزب الحاكم أن يكون له أي جدول أعمال إسلامي.

وكانت المؤسسة العلمانية التي تضم الجيش وقضاة وأحزابا معارضة قد عرقلت الحكومة لانتخاب وزير الخارجية عبد الله غل رئيسا، وذلك خشية إضعافه للفصل الرسمي بين الدين والدولة في تركيا.

وتأتي المظاهرة الاخيرة في أعقاب اتفاق يوم الخميس الماضي بين الحزب الشعبي الجمهوري المعارض الرئيسي في البلاد وحزب اليسار الديمقراطي الصغير بالترشح في الانتخابات التي تجري في 22 يوليو (تموز) كوحدة واحدة. وحضر قادة الحزبين المظاهرة وأنصتوا للمتحدثين خلالها من دون أن يلقوا بأي خطاب خلالها. وقال دينيز بايكال زعيم الحزب الشعبي الجمهوري للصحافيين «إن مهمة الاجتماعات اكتملت. شعبنا طلب منا الاتحاد وقد فعلنا. والآن نتوقع مزيدا من الاتحاد عند صناديق الاقتراع». وشهدت المظاهرة وجودا مكثفا للشرطة، ومع ذلك سادت أجواء احتفالية في شمشون التي بدأ منها مصطفى كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة حرب استقلال البلاد في 19 مايو (أيار) 1919. وقدرت الشرطة عدد المتظاهرين بنحو 50 ألفا، وهو أقل مما شهدته مظاهرتان مشابهتان في أنقرة واسطنبول. وفي مطلع الأسبوع الماضي، شارك مليون شخص على الأقل في مظاهرة احتجاج بمدينة أزمير المطلة على البحر المتوسط. وانتهت مظاهرة شمشون في منتصف النهار.

وقال المدرس المتقاعد أحمد التونكوس «نحن هنا لتنوير تركيا. نحن هنا حتى يكون بمقدور الأجيال القادمة من أبنائنا أن ترى أياما سعيدة. نحن هنا حتى يكون باستطاعتهم أن يروا تركيا مستقلة تماما وحرة من الشريعة». ومنذ وصولها الى السلطة بعد أزمة مالية طاحنة، أشرفت الحكومة على خمس سنوات من النمو الاقتصادي والاستقرار السياسي وانطلاق محادثات الانضمام الى الاتحاد الاوروبي.

ومن المتوقع أن يجتذب حزب العدالة والتنمية المنتمي ليمين الوسط أغلبية الأصوات في الانتخابات، إلا أنه قد يضطر الى تشكيل حكومة ائتلافية. وعززت المظاهرات مساعي المعارضة الرامية الى الوقوف كجبهة موحدة ضد الحكومة في الانتخابات. وكتب على احدى اللافتات في مظاهرة شمشون (الملايين سيحاسبون الحكومة في صناديق الاقتراع). وجاء تحالف الخميس الماضي بين الحزب الشعبي الجمهوري، وهو حزب قومي، وحزب اليسار الديمقراطي الذي ليس له أي نواب في البرلمان في أعقاب اندماج في يمين الطيف السياسي. فقد اندمج حزبا الطريق الصحيح والوطن الأم اليمينيان ليشكلا الحزب الديمقراطي الجديد، في محاولة لضمان عبورهما حاجز العشرة في المائة من الأصوات اللازم لدخول البرلمان في تركيا.