منظمات دولية: طفل من بين كل 8 يموت قبل الخامسة في العراق

أكدت أن نسبة سوء التغذية بينهم مساوية لمعدلاتها في الدول الأفريقية الفقيرة

TT

حذرت خمس منظمات دولية في تقارير لها بالشهرين الماضي والحالي، من المشاكل التي تعاني منها الطفولة في العراق خلال الأعوام الأربعة الماضية من جراء العنف والاحتلال والمتمثلة بارتفاع نسب الوفيات وسوء التغذية وانتشار الفقر والحرمان وتفشي الأمراض النفسية والشذوذ الاجتماعي وفقدان الوالدين، حتى بات من المرجح أن يتحول العراق إلى أكبر دولة للأيتام.

فقد أكد التقرير الذي أعدته منظمة أنقذوا الأطفال الأميركية، على أن طفلا من بين كل ثمانية أطفال في العراق يموت قبل أن يبلغ سن الخامسة، نتيجة الأمراض والعنف. وتوجه التقرير بالنقد اللاذع لحكومة بغداد التي اتهمها بإهمال القيام بأي جهود في سبيل تحسين أوضاع الأطفال.

وقال التقرير «إن العراق عانى منذ عام 1990 من قصور في الإمدادات الصحية والكهربائية، ومن نقص كبير في الخدمات الاستشفائية وتأمين المياه النظيفة، وقد شهد العام  2005 وفاة 122 ألف طفل عراقي».

وكشف التقرير الصحي الدولي عن «نسبة بقاء الأطفال على قيد الحياة في العراق حتى ما بعد سن الخامسة، قد تراجع بشدة منذ عام 1990، ليحتل هذا البلد ذيل الترتيب العالمي خلف مجموعة من أفقر دول العالم مثل بوتسوانا وزمبابوي، بعدما تضاعفت وفيات الأطفال فيه بنسبة 150%».

وحذرت المنظمة الدولية من ظاهرة تجنيد الأطفال في تنفيذ أعمال عنف بالعراق، ويعتقد أنّها المرة الأولى التي تشير فيها إلى هذه الظاهرة، بعد أن درجت على الإشارة إلى وجود مثلها في دول أفريقية إبان عقد التسعينات، مثل أوغندا وسيراليون وليبيريا.

وأشار تقرير للأمم المتحدة إلى أنّ «20%من ضحايا العنف في العراق هم من الأطفال والنساء»، وأضاف أنّ «أطفال العراق تأثروا سلبا وعلى نحو خطير بالعنف هناك».

وقال تقرير المنظمة الدولية إن «هناك أطفالا قتلوا في تفجيرات غير تمييزية، ومن إطلاق غير مباشر للنيران»، مشيرا إلى أنّ «عددا كبيرا من الأطفال في العراق، فقدوا امّا واحدا أو كلا الوالدين، وكذلك أعضاء مقربين من عائلاتهم».

ووفقاً لتقرير أصدرته الشبكة الموحدة للإعلام الإقليمي حول الشؤون الإنسانية، التي تعمل بالتعاون مع الأمم المتحدة جاء فيه «يعاني أطفال الشوارع في العاصمة العراقية، بغداد، الجوع كما يتعرضون للاستغلال الجنسي خلال سعيهم الدؤوب لتحصيل لقمة العيش، ويعزى ذلك إلى انتشار الفقر المدقع وارتفاع معدلات البطالة». وكشف تقرير الشبكة عن «مئات العائلات التي وجدت في تجارة جنس الشذوذ لدى الأطفال مورد معيشة، لها في ظلّ انسداد الآفاق وتردي الوضع الأمني بالعراق».

وأكدت دراسة نرويجية حديثة لبرنامج الأمم المتحدة للتنمية، على أن «حالات سوء التغذية بين أطفال العراق قد تضاعفت تقريباً منذ الغزو الأميركي بالرغم من الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة في هذا المجال». ورجحت الدراسة التي شملت 22 ألف أسرة عراقية خلال الفترة بين أبريل (نيسان) ومايو (أيار)، أن «حوالي 400 ألف طفل يعانون من حالات سوء التغذية، وهي أرقام أكدتها الحكومة العراقية».

وقال معهد فافو للعلوم الاجتماعية التطبيقية الذي قام بالدراسة إن «حالات سوء التغذية قد ارتفعت بين الأطفال من سن ستة أشهر إلى خمسة أعوام، من أربعة في المائة إلى 77 في المائة منذ مارس (آذار) عام 2003». وأضاف «كانت معدلات سوء التغذية بين أطفال العراق قد بلغت قرابة أربعة في المائة قبيل الغزو الأميركي، وبالرغم من أن النسب التي أشار إليها البحث تتماشى ومعدلات سوء التغذية المنتشرة في بعض الدول الأفريقية، غير أن جون بيدرسن، نائب رئيس المعهد قال إن المعدلات، التي تتفاوت بين سبعة وثمانية في المائة، مؤشر يدعو للقلق». وقال بيدرسن «إن المعدلات تختلف باختلاف المناطق في العراق»، مشيراً إلى أن مناطق جنوب البلاد تشهد أسوأ من تلك الحالات التي تتراجع تدريجياً مع الاتجاه شمالا، حيث المناطق الكردية». وأكد تقرير برنامج الأمم المتحدة للغذاء على أن «افتقاد الأمن في العراق يشكل تهديداً متزايداً على برنامج الحصص الغذائية الذي يعتمد عليه بصورة كاملة قرابة 65 مليون عراقي».

وكانت المنظمة الدولية قد أشارت مؤخرا الى قصور ونقص في أعقاب توزيع المواد الغذائية، غير أنها لم تكشف عن طبيعة النقص أو زمانه.