«فتح الإسلام» أنشأها شاكر العبسي الفلسطيني الأردني تنظيما مسلحا يضم مقاتلين من جنسيات عربية مختلفة

برز اسمها في سياق الكشف عن مخطط لاغتيال 36 شخصية لبنانية

TT

ظهرت تسمية «فتح الإسلام» لأول مرة في سبتمبر (ايلول) من العام الماضي حين أعلن شاكر العبسي الملقب بـ«أبو حسين» انشقاقه والمجموعة التي يرأس عن حركة «فتح ـ الانتفاضة» وإقدامه على احتلال مراكزها في مخيم البداوي بعد اشتباكات مع عناصر من «الكفاح المسلح» أدت إلى سقوط مراكزها. وتقول مصادر أمنية إن هذا الأمر مجرد تمثيلية وإن القيادة الفعلية لهذه المجموعة تعود للسوري «أبو مدين»، وبالتالي تؤكد علاقة المجموعة بالمخابرات السورية وأن الشعارات الإسلامية هي عامل تمويه. وبرزت «فتح الإسلام» عندما جرى الكشف عن مخطط لاغتيال 36 شخصية لبنانية.

وينتشر عناصر «فتح الإسلام» في المخيمات الفلسطينية في نهر البارد والبداوي وبرج البراجنة. وتختلف التقديرات حول عدد مقاتليها المدربين. وفيما قدر البعض «ان عددهم يصل الى الخمسين» رفع آخرون العدد الى 250 مقاتلا.

وفيما تشير المعلومات إلى ان قائد هذه الحركة هو ابو خالد العملة المقيم في دمشق وأفرادها في غالبيتهم من الاسلاميين المتشددين من جنسيات فلسطينية وعربية متعددة، ولبعضهم تجارب قتالية في بغداد والأنبار ضد الاميركيين والشيعة، تنفي سورية أي علاقة لها بهذه المجموعة. وقال وزير الداخلية السوري اللواء بسام عبد المجيد إن «فتح الإسلام» هو أحد تنظيمات «القاعدة» التي تخطط لأعمال إرهابية فى سورية وجرى كشفها في أغسطس (آب) 2002 وأوقف عدد من أعضائها مع مسؤولهم شاكر العبسي وهو فلسطيني أردني من مواليد أريحا العام 1955. وسبق للعبسي أن تولى منصبا قياديا في تنظيم القاعدة في العراق إلى جانب أبو مصعب الزرقاوي. لكن العبسي، الذي اكد حقيقة اعتقاله في سورية، نفى ان يكون سبب اعتقاله هو انتماؤه الى «القاعدة» مؤكداً «أن التهمة كانت محاولة تنفيذ عملية في الجولان. هذه هي التهمة. وقد حكمت فعلاً بتهمة حيازة السلاح ونقل السلاح الى فلسطين». وكانت اوساط عراقية ذكرت ان الفلسطيني الاردني شاكر العبسي، محكوم عليه بالاعدام في الاردن لارتكابه جريمة اغتيال دبلوماسي اميركي هو لورنس فولي باطلاق النار عليه امام منزله في عمان في 28 أكتوبر (تشرين الاول) 2002. وطالبت عمان السلطات السورية بتسليمها العبسي الذي كان مسجوناً لديها. الا ان السوريين رفضوا طلب الاردن، لا بل اطلقوا سراح العبسي عام 2005. وتتحدث مصادر أمنية عن انتقال العبسي الى معسكر تدريب لـ«فتح الانتفاضة» يقع في البقاع في منطقة حلوة قرب راشيا، ثم الى معسكر آخر في منطقة قوسايا في البقاع الاوسط ليتولى تدريب مجموعات عسكرية حملت لاحقاً اسم «فتح الاسلام». وقد انتقل في 9 سبتمبر (ايلول) 2006 الى مخيم برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت. وعمل على تشكيل مجموعات وخلايا انتقل بعدها الى البداوي في الشمال، ومنها الى مخيم نهر البارد بعد حصول حوادث البداوي واعتقال عنصرين من «فتح الاسلام» اعترفا بعلاقة التنظيم بالمخابرات السورية.

ويعرف من قادة «فتح الاسلام» الشاب السوري من اصل فلسطيني شهاب قدورة ويلقب «ابو هريرة». وهو في العقد الثالث من العمر وسبق وان سجنته السلطات السورية بسبب ميوله الاسلامية. وهو الآن في معقله في مخيم نهر البارد. يذكر أن الناطق باسم «فتح الإسلام» الملقب بـ«أبو سليم» قال في 11 الشهر الجاري «إن القوات السورية قتلت منذ أسبوع أربعة من عناصر المجموعة الذين كانوا يحاولون العبور إلى العراق عبر الحدود السورية». وأوضح أن «القوات السورية قتلت القياديين في فتح الإسلام ومقاتلين اثنين كانوا يحاولون العبور إلى العراق لنصرة إخوانهم في الإسلام».