أولمرت يتوعد قيادة «حماس» وبيريتس يهدد بحملة برية واسعة على القطاع

الحكومة الإسرائيلية تقرر تكثيف العمليات ضد القطاع

TT

قررت الحكومة الأمنية المصغرة أمس تكثيف العمليات في قطاع غزة، سعيا لوقف إطلاق الصواريخ على جنوب اسرائيل.

وقد حركت اسرائيل أعدادا لم يكشف عنها من الدبابات والعربات المدرعة وجنود القوات البرية الى مناطق داخل حدود قطاع غزة، الأمر الذي أثار مخاوف فلسطينية بخصوص احتمال ان تقوم بحملة عسكرية اوسع نطاقا داخل القطاع.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، عمير بيريتس، إن حركة حماس تعد لتصعيد في مواجهة اسرائيل بشن هجمات انتحارية ومحاولات خطف عسكريين.

ونقل مسؤول عن بيريتس خلال اجتماع الحكومة الإسرائيلية قوله ان «حماس تعد لتصعيد جديد، ليس بإطلاق الصواريخ فحسب بل بعمليات اكثر دقة مثل الهجمات الانتحارية وخطف عسكريين». وقالت الشرطة الاسرائيلية انه منذ السادس عشر من مايو (أيار) سقطت 106 صواريخ على جنوب اسرائيل، منها 45 على مدينة سديروت، ما أسفر عن جرح 16 شخصا. وشنت اسرائيل 21 غارة جوية على قطاع غزة اسفرت عن سقوط 23 قتيلا منهم 19 ينتمون لحماس منذ الأربعاء الماضي.

وشدد بيريتس على ان الغارات الاسرائيلية التي تستهدف حماس لا تعني، ان اسرائيل تنوي التدخل في المواجهات المسلحة الدائرة بين حماس والقوات المسلحة الموالية للرئيس الفلسطيني محمود عباس. وفي تصريحات ادلى بها في مستهل جلسة الحكومة صباح امس، قال اولمرت «إن الرد العسكري الإسرائيلي سيشتد كلما تصاعد إطلاق الصواريخ محلية الصنع»، مشدداً على تصميم حكومته على تقديم الدعم المطلوب لسكان مستوطنة سديروت جنوب إسرائيل واستكمال عملية بناء الغرف الآمنة بكلفة تتراوح ما بين ثلاثمئة وخمسمئة مليون شيكل (95 مليون دولار). وأضاف «اذا لم تؤد الاجراءات التي نتخذها على الصعيدين العسكري والدبلوماسي الى الهدوء المرجو، سنكون مرغمين على تشديد تحركاتنا» متوعداً قيادة حركة حماس بعقاب رادع في حال تواصل اطلاق الصواريخ. وكان الجيش الاسرائيلي اعلن ان عشرة صواريخ اطلقت من غزة امس وان اربعة منها سقطت في جنوب اسرائيل. ولم ترد تقارير عن خسائر بشرية. وقال أولمرت ان عشرات من ناشطي حماس قتلوا في الغارات الاسرائيلية خلال الايام المنصرمة معتبرا ان ناشطي حماس «دفعوا وسيدفعون ثمنا باهظا للغاية على المستوى الشخصي لهذه الهجمات التي تشن على سكان سديروت والمناطق المحيطة». ونقلت الاذاعة الاسرائيلية باللغة العبرية عن مصادر امنية اسرائيلية قولها إن الجيش بات يميل الى تنفيذ عملية برية كبرى في غزة في حال استمر اطلاق الصواريخ وعدم نجاح الضغوط التي تمارسها الحكومة الاسرائيلية على الفصائل الفلسطينية لمنعها من اطلاق الصواريخ. واوضحت المصادر ان اسرائيل توجهت الى بعض الدول العربية للضغط على رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل لوقف التدهور على حدود قطاع غزة.

ودعا الوزير الاسرائيلي من اقصى اليمين افيغدور ليبرمان امس الى «تفكيك كامل» لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) مؤكدا انه الحل الوحيد لوقف اطلاق الصواريخ من قطاع غزة على جنوب اسرائيل. وارفق الوزير المكلف الشؤون الاستراتيجية والخطر النووي الايراني دعوته مهددا بانسحاب حزبه «اسرائيل بيتنا» (11 نائبا) الناطق بالروسية، من ائتلاف رئيس الوزراء ايهود اولمرت. وصرح ليبرمان للاذاعة الاسرائيلية العامة ان «الائتلاف الحالي وصل الى ساعة الحقيقة فاما ان نفكك حماس او ان نفكك حكومة الائتلاف». وقال مسؤول اسرائيلي كبير رفض الكشف عن هويته لوكالة الصحافة الفرنسية ان اسرائيل تسعى الى نشر قوة دولية بين مصر وغزة على امتداد المنطقة العازلة المعروفة بـ«طريق فيلادلفيا» التي كانت اسرائيل تسيطر عليها قبل انسحابها الاحادي من قطاع غزة في صيف 2005.

كذلك، اعتبر عاموس جلعاد المسؤول في وزارة الدفاع في تصريحات لاذاعة الجيش الاسرائيلي أن «حماس تريد تحويل قطاع غزة الى «حماستان» ما يندرج في اطار محاولة لزعزعة استقرار جميع الانظمة في الشرق الاوسط. فالأمر لا يتعلق بمجرد مشكلة محلية».

ورأى جلعاد وهو جنرال احتياط ويعتبر من اوسع المسؤولين نفوذا في وزارة الدفاع، «ان الهدف الرئيسي لحماس هو محاربة واذلال فتح التي ينبغي عليها القيام بمراجعة لنهجها لتستعيد الامساك بزمام الامور والا فقدت السلطة».

من جهته، أكد وزير الاسكان الاسرائيلي مئير شطريت على ضرورة الحفاظ على هدوء الأعصاب مشيرا الى أن آلاف القذائف الصاروخية التي سقطت في سديروت ومحيطها أودت بحياة أربعة أشخاص فقط. من ناحيته اعرب وزير الاستيعاب زئيف بويم عن اعتقاده بأنه يجب ضرب حركة حماس وقادتها دون القيام بعملية عسكرية كبيرة في قطاع غزة مشيرا الى أن قوات الجيش لم تتمكن من وقف اطلاق القذائف الصاروخية حتى عندما كانت متمركزة داخل القطاع. وردا على تهديدات اولمرت، قال سامي أبو زهري الناطق باسم حركة حماس إن «هذه التهديدات لن تخيف حركته وتنال من عزيمتها والصمود في وجه عدوان الاحتلال والرد على جرائمه». وقال أبو زهري «هذه التهديدات من الاحتلال وقادته ليست الأولى من نوعها كما أن عدوان الاحتلال على قطاع غزة وعلى المقاومة الفلسطينية خاصة حركة حماس مستمر ولم يتوقف». من جانب آخر، افاد مكتب وزيرة الخارجية الاسرائيلية أن تسيبي ليفني ستلتقي اليوم الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا في سديروت.

توعد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت حركة حماس بأنها ستدفع ثمناً غالياً لاستمرارها في إطلاق الصواريخ على المستوطنات اليهودية الواقعة في محيط قطاع غزة.