منتدى البحر الميت: بيريس يعلن أن إسرائيل سترد خطيا على المبادرة العربية

موسى يتهم تل أبيب بمحاولة اختزال المبادرة في التطبيع

TT

قال شيمعون بيريس نائب رئيس الحكومة الاسرائيلية، امس، في المنتدى الاقتصادي للبحر الميت، إن اسرائيل ستقدم ردا خطيا قريبا على مبادرة السلام العربية.

وقال بيريس موجها كلامه الى الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في جلسة بالمنتدى بعنوان السلام بالقطعة «جامعة الدول العربية قدمت اقتراحا وعلينا نحن ايضا ان نقدم عرضا مكتوبا. دعونا نجلس معا لنحل خلافاتنا». وتابع «إذا كنتم جادين، ونحن جادون، دعونا نجلس معا».

وفي مداخلة سريعة لعمرو موسى علق قائلا بالمثل المصري «أسمع كلامك أصدقك، أشوف أمورك أستعجب»؛ في إشارة إلى عدم تصديقه لما طرحه بيريس، مطالبا اسرائيل بتحديد جدول زمني لتقديم مبادرتها للسلام. ورد بيريس بأنها «ستكون في القريب العاجل». وقال بيريس «عليكم أن تدركوا أنكم لا تستطيعون أن ترسلوا إلينا وثائق وتقولوا: خذوها او اتركوها. فهذا لا يجوز».

وقال موسى ان الدول العربية مستعدة لتلبية كافة التزاماتها ازاء تحقيق السلام في المنطقة، وهو ما اكدته في مبادرة السلام العربية التي لم تلق من اسرائيل أي ردود فعل ايجابية حتى الآن. وأضاف انه في الوقت الذي تقدم فيه الطرف العربي جماعيا بعرض سلام متكامل يضمن إقامة الدولة الفلسطينية واستعادة الحقوق العربية والاعتراف والأمن لإسرائيل، فان الرد الاسرائيلي سلبي ازاء هدا العرض ولا يرون فيه عنصرا ايجابيا سوى التطبيع. وقال «المشهد الأن يتلخص بعرض سلام عربي شامل على الطاولة مقابل مجموعة من الرسائل الاسرائيلية السلبية على هذا العرض ومحاولة اختزاله بعنصر التطبيع وحسب».

كما انتقد موسى، عضو الكونغرس الجمهوري كرستوفر سميث عندما خاطبه بقوله «إن السياسية الاميركية في المنطقة ترى من العين الاسرائيلية»، لكن موسى عاد وصفق للنائب الديمقراطي براد بران عندما أقر بأن على الادارة الاميركية أن تمارس الضغوط على كافة الاطراف بما فيها اسرائيل لإحلال السلام في المنطقة.

وكرر موسى أن المبادرة العربية ما زالت على الطاولة وعلى الطرف الاسرائيلي اذا كان جادا بالمضي نحو السلام التقدم اليها وليس فقط الحديث عن الشكليات والمطالبة بتعديلها والاستمرار في الوقت ذاته، ببناء الجدار والمستوطنات وتغير ديمغرافية الاراضي الفلسطينية.

ورد موسى جزءا مهما مما يجري في قطاع غزة من اقتتال فلسطيني «الى سياسة الحصار الشامل الذي تمارسه اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني التي ولدت حالة من اليأس والتوتير الشديد من دون أفق سياسي أو أي بارقة للأمل او ضوء في نهاية النفق».

وعندما قال بيريس «اننا نسمع نغمة سلام صادرة عن الجامعة العربية والسعودية، لكننا لا نرى فرقة تعزف هذه النغمة»، رد موسى ان المبادرة العربية هي نغمة كل العرب، لكن في اسرائيل لا نعرف من هو المعني بالسلام أساسا.

من جانبه، أكد وزير الخارجية عبد الاله الخطيب أن الازمات تتولد من جراء غياب السلام في المنطقة، داعيا المجتمع الدولي وكافة القوى المؤثرة في العالم الى الانضمام الى الجهود المبذولة حاليا لإعادة اطلاق عملية السلام وصولا الى غاياتها المنشودة.

وقال إن السلام ليس مجرد عملية وحسب، بل يحتاج بشكل ملح الى توفر ارادة سياسية للتوصل الى اتفاقية دائمة وعادلة للقضية الفلسطينية التي تعد جوهر الصراع في المنطقة، ويجب إعطاء أولوية الحل لها.

وأكد المنسق الأوروبي الخاص لعملية السلام في الشرق الاوسط في المجلس الاوروبي في بروكسل، ان وحدة الموقف الفلسطيني في غاية الاهمية في مقابل خطورة الاقتتال الفلسطيني في غزة، وان ما يحدث هناك يثبت ان الخطوات المحدودة لن تجدي نفعا لحسم القضايا الرئيسية بالنسبة لعملية السلام. وشدد على أهمية التعامل بمعايير موحدة للمضي قدما في عملية السلام في المنطقة والدخول في مناقشة القضايا الجوهرية لحلها على طاولة التفاوض بين الأطراف المختلفة. وأكد على أهمية المبادرة العربية للسلام كآلية جديدة لإنهاء الصراع في المنطقة. وأكد بيريس على ضرورة السير قدما بمشروع قناة البحرين حماية لمياه البحر الميت وللمساهمة في حل معضلة المياه التي تعانيها كل من فلسطين والأردن وإسرائيل، مشددا على ضرورة ألا يكون للتوتر السياسي أثره في تأخير سير المشروع.

وفي سؤال لكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات حول احتمالية اشتعال حرب أهلية في غزة، قال «أعتقد أنه لا يوجد مقومات حرب أهلية في غزة، فلا خلافات دينية أو طائفية أو اجتماعية تدفع باتجاه حرب أهلية»، واصفا ما يحدث في غزة «بظاهرة مقديشو»، وعزا حالة التوتر الذي تسود غزة والاقتتال الداخلي إلى ما تعيشه من حصار اقتصادي. وأشار إلى أن تهدئة الامور في غزة تتطلب إشاعة سلطة القانون وإعطاء للرئيس محمود عباس ورئيس الحكومة الفلسطينية فرصة الدخول في المفاوضات مع الإسرائيليين. وأكد استعداد السلطة للتفاوض مع الإسرائيليين، وقال آن الأوان لنبدأ المفاوضات.

ووصف عريقات المبادرة العربية التي حظيت بإجماع الدول العربية كافة «بأنها أهم استراتيجية سياسية قدمها العرب منذ عام 1948».

من جهة اخرى، أجرى العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني محادثات مع موسى وبيريس كلا على حده تناولت تطورات الاوضاع في العراق وعملية السلام في الشرق الاوسط. وفي الشأن العراقي أشار الملك عبد الله الثاني الى دور الحكومة العراقية المركزي في التأسيس لعملية سياسية تشمل كافة مكونات الشعب العراقي.

بدوره حذر موسى من خطورة تداعيات الاوضاع الامنية والسياسية في العراق، مؤكدا أهمية العمل على مساعدة الشعب العراقي لتجاوز الاوضاع السيئة التي يمر بها. الى ذلك، عقدت جلسة عن العراق والأبعاد الاقليمية على هامش المنتدى، دعا فيها مسؤولون عراقيون الى وقف التدخل في شؤون بلادهم الذي تمارسه بعض دول الجوار والمحافظة على سلامة ووحدة الاراضي العراقية ودعم جهود المصالحة الوطنية بين جميع مكونات الشعب العراقي.