معركة حامية بين بوتين ووسائل الإعلام تسبق زيارته للنمسا

TT

سعى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لتوسيع سيطرته التي يفرضها على وسائل الاعلام في بلاده، لتشمل كذلك وسائل الإعلام النمساوية، الا ان محاولاته باءت بالفشل، بل ادت لتوتير العلاقات بينهما، مما ادى لإشاعة أجواء ساخنة سبقت زيارته الرسمية المقررة الى النمسا يومي 23 و24 من الشهر الجاري.   وكان الكرملين قد احتج على طريقة اعداد برنامج خاص بثه بمناسبة الزيارة، التلفزيون «أو. أر، إف» النمساوي التابع للحكومة، مطالبا بتغيير نهج اعداد البرنامج، والحد من عرض صور، ومشاهد للحرب التي يخوضها النظام الروسي ضد الثوار الشيشان.

 الا ان ادارة  التلفزيون رفضت التدخل الروسي، واصرت على اعداد وتقديم برامجها بالصورة التي تراها مناسبة، وفقا للحقائق التي تتوفر لها.

مذكرة بان التلفزيون النمساوي، وان كان حكوميا الا انه يدار كاي مؤسسة قطاع عام تتمتع بكل الحرية والمسؤولية، مشددة ان الحكومة النمساوية، بما فيها رئيس الجمهورية، والمستشار (رئيس الحكومة) يخضعون جميعا لقواعد وأسس الأعلام الحر، المبنية على مبادئ الديمقراطية الغربية، وذلك في بلد حر يحكمه برلمان منتخب ومعارضة فعالة.

وبينما يبدو ان الرئيس بوتين، لم يعجبه ذلك الرد، خاصة وانه سيزور النمسا، استجابة لدعوة رسمية، طلب من الكرملين اخطار ادارة التلفزيون، رفضه لطلب الحوار الذي كان قد وافق على اجرائه مع التلفزيون، ولم يكتف بذلك، بل رفض كذلك لقاءات صحافية كانت كل من صحيفتي «البرسا» و «بروفيل» اليوميتين قد وعدتا بهما.  من جانبها، لم تخف وسائل الإعلام المعنية، ما دار بينها والكرملين، مبدية أسفها على حرمانها فرصة الالتقاء بالرئيس بوتين، وإمكانية تقديمه لقرائها ومشاهديها، مذكرة ان اللقاءات كان من الممكن ان توفر فرصا تتاح امام الزعيم الروسي،  للرد على كثير من الأسئلة مباشرة، مع توضيح رؤياه محليا وعالميا. بالاضافة لتركيز الضوء حول كثير من القضايا التي تشغل الرأي العام النمساوي المتابع والمهتم تاريخيا بما يجري داخل الحدود الروسية. مشددين في ذات الوقت على ادراكهم لأهمية روسيا والعلاقات الاقتصادية التي تربطها بالنمسا، في مقدمتها الاعتماد النمساوي على غاز التدفئة الروسي، منوهين  في ذات الوقت، ان الغاز او غيره من بضائع، مما يربط بين البلدين من علاقات اقتصادية، وسياسية، وتبادل للتقنية والخبرات، رغم أهميتها، لن تكون سببا لقبول سمسرة مرفوضة بل مستهجنة.