الهاشمي: ما يحدث في العراق سيؤثر على أمن دول الجوار «عاجلا أم آجلا»

الملك عبد الله الثاني بعد لقاء نائب الرئيس العراقي: الفتنة الطائفية تهدد مستقبل الأمة الإسلامية بأسرها

TT

بينما حذر نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، أمس، ايران من التدخل في الشؤون العراقية الداخلية، مؤكدا ان ما يحصل في العراق سيؤثر عاجلا ام آجلا على أمنها وأمن دول الجوار، اعتبر العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني، في لقاءين منفصلين مع الهاشمي ووزير الخارجية الايراني منوشهر متقي، أن الفتنة الطائفية في العراق تهدد مستقبل الأمة الاسلامية بأسرها، داعيا دول المنطقة والمجتمع الدولي الى العمل على استقرار العراق. وقال الهاشمي في تصريحات للصحافيين على هامش اعمال المنتدى الاقتصادي العالمي المقام حاليا على شاطئ البحر الميت غرب الاردن «علينا ان نضغط على ايران لكن يجب علي ان اكون واقعيا حيال ذلك. انا أعرف بالحقيقة من هو الذي يتسبب بالمشاكل (في العراق)، ليس فقط ايران وسورية ودول الجوار انما العديد من الدول».

وأوضح أن المسألة العراقية باتت تشكل تهديدا للاستقرار في كل المنطقة، لذلك على الجميع ان يحذر مما يجري. وأضاف الهاشمي «من أجل مصلحة الامن الوطني الايراني على ايران ألا تتدخل في بلدي. عليهم ان يفكروا بجدية بذلك». وأكد أن المطلوب من دول الجوار ايقاف التدخل الصارخ في شؤون العراق، فلا ينبغي ان يكون هناك قتال بالنيابة. وأضاف «ينبغي ان تعي هذه الدول ان ما يحدث في العراق سيؤثر على امنها الاقليمي عاجلا ام آجلا». وفي ما يتعلق بالقوات المتعددة الجنسيات في العراق، قال الهاشمي «أنا لا أؤيد رؤية قوات أجنبية في أراضي بلدي ـ هذا شيء مهم جدا ـ حتى الحديث عن (ارسال) قوات عربية وإسلامية الى العراق». وأضاف «لن يكون هناك أي أمان لهذه القوات لأنها ترتدي قبعات مختلفة». ودعا الهاشمي دول الجوار الى تشجيع العراقيين للجلوس على طاولة المفاوضات للحوار والمناقشة في الملفات العالقة وضمنها موضوع المصالحة الوطنية والمشاركة في السلطة واتخاذ القرار وإصلاح الاجهزة الحكومية وخصوصا القوات المسلحة وحل الميليشيات.

وأوضح «أن هذه المسائل تحتاج الى قرارات صعبة، وهناك خلاف وطني حولها، وبالتالي دور دول الجوار تشجيع العراقيين على الجلوس على طاولة المفاوضات وتشجيعهم على حل هذه المسائل». وأكد ان على العراقيين أنفسهم إعادة النظر في القناعات التي ترسخت بعد غزو العراق، لأن هناك من يقول إن هناك مكتسبات تحققت، والمطلوب إعادة النظر بما ترتب عن العملية السياسية في الوقت الحاضر، وبالتالي إعادة اصطفاف كل المواقف خلف المشروع الوطني الواحد. وفي ما يتعلق بالحوار الذي سيتم بين واشنطن وطهران في بغداد في 28 من الشهر الحالي على مستوى السفراء، قال الهاشمي في نهاية المطاف «أنا اؤيد أن ينهي الايرانيون تدخلهم في شؤون العراق، لكن علينا ألا ننسى انه ليس إيران وحدها من يتدخل في العراق».

من جانبه، دعا العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني خلال استقباله الهاشمي، العراقيين الى التصدي لكل محاولات تأجيج الفتن الطائفية والعمل على تحقيق الوفاق الوطني، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن وكالة الأنباء الاردنية الرسمية (بترا).

وبحسب الوكالة، فقد دعا الملك عبد الله الثاني خلال استقباله الهاشمي مساء أول من أمس، العراقيين الى التصدى لكل محاولات تأجيج الفتن الطائفية وعرقلة جهود تحقيق الوفاق الوطني الذي يشكل ضمانة لبناء العراق الجديد. وحذر من ان استمرار الوضع الراهن في العراق لا يصب بمصلحة الامن والاستقرار الاقليمي. كما اطلع الملك عبد الله خلال استقباله وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي، على الجهود التي يقوم بها الاردن لوضع حد للاقتتال الطائفي في العراق، مؤكدا أن الفتنة الطائفية تهدد مستقبل الأمة الاسلامية بأسرها ولا تصب بمصلحة أحد. وأوضح أن الأمة الاسلامية تواجه تحديات مصيرية كبيرة.