حرب رهائن جديدة بين إيران وأميركا قبل أول مباحثات مباشرة منذ عقود

طهران تعتقل مستشارا يعمل مع جورج سوروس ليصبح رابع أميركي يتم احتجازه خلال أشهر

TT

اعتقلت السلطات الإيرانية كيان تاج بخش وهو عالم اجتماع ويعمل مستشارا في «معهد المجتمع المفتوح» وهو برنامج بحثي يديره الملياردير جورج سوروس، وذلك طبقا لمصادر كانت تعمل مع عالم الاجتماع خلال عمله في جامعة كولومبيا. وكيان تاج بخش هو الشخص الرابع الذي يحمل جنسية أميركية الذي تعتقله السلطات الإيرانية في الأسابيع الأخيرة.

وقد اعتقل تاج بخش في 11 مايو (أيار) الحالي، وعلم أقاربه وزملاؤه بسجنه هذا الأسبوع فقط، وذلك في اشارة اخرى على توتر العلاقات الإيرانية ـ الأميركية. كما رفضت طهران منح تأشيرات دخول لعدد من الأميركيين الذين تمت دعوتهم لحضور مؤتمرين في العاصمة الإيرانية في الأسبوع القادم، طبقا لما ذكره المسؤولون الإيرانيون والأكاديميون الأميركيون. بينما ألغيت تأشيرات ممنوحة لأشخاص آخرين.

ويرى مراقبون ان التوتر الجديد ربما يرتبط بالمحادثات التي ستجري الاثنين المقبل في بغداد بين دبلوماسيين أميركيين وإيرانيين حول مستقبل العراق. وقال كريم سجدبور، من معهد كارنغي للسلام الدولي «هناك مجموعة من المسؤولين الأقوياء الذين لهم مصالح مالية وسياسية في عزلة ايران الحالية، ولا يريدون تحقيق أي تحسن في العلاقات الأميركية ـ الايرانية».

وكان تاج بخش البالغ من العمر 45 سنة، قد عمل مع معهد المجتمع المفتوح في ايران منذ عام 2004 كما قام ببعض الاعمال لحساب البنك الدولي في ايران. وذكر مسؤول حكومي ايراني اول من امس ان تاج بخش قدم استشارات لعدد من الوزارات الايرانية ويحظى باحترام كبير كعالم اجتماع.

وتجدر الاشارة الى ان القبض على بخش جاء بعد ثلاثة ايام من سجن مواطنة اميركية ايرانية الاصل في 8 مايو (ايار) الجاري هي هالة اصفنداري التي تعمل في مركز وودرو ويلسون الدولي للدراسات. وكانت اصفنداري قد تلقت دعما من معهد المجتمع المفتوح في واشنطن للترويج لبرامج الشرق الأوسط في واشنطن. وذكر المعهد اول من امس ان نشاطاته في ايران تتركز فقط في عمليات الاغاثة البشرية والصحة العامة والثقافة. وقالت المتحدثة باسم المعهد، ايمي ويل: «هذه النشاطات تمت بعلم الحكومة الايرانية وطبقا لالتزام كامل بالتراخيص الممنوحة من وزارة خزانة الولايات المتحدة». وتجدر الاشارة الى انه بعد زلزال عام 2003 في مدينة بام الايرانية التاريخية، قدمت المؤسسة مساعدات انسانية بناء على طلب ايران. وقال البيان ان الحكومة الاميركية لم تمول أي من هذه الأنشطة.

وأكد المعهد ان تاج بخش يخدم كمستشار غير متفرغ، ولكنه لم يؤكد علنا انه مسجون.

وكان تاج بخش يعمل في مجال السياسة الصحية والحضرية، وفي الآونة الاخيرة عمل حول منع انتشار الايدز وادمان المخدرات في ايران، كما ذكرت لورا سيلبر من المعهد. وذكر موقعه WWW.KIANTAJBAKHSH.COM انه درس العلوم السياسية والسياسة الحضرية في NEW SCHOOL FOR SOCIAL RESEARCH في الفترة ما بين عامي 1994 و2001. وقال سجدبور انه «ليست لديه اية طموحات سياسية، وهو مواطن اميركي كان في امكانه اختيار حياة مريحة كبروفسور جامعي في نيويورك، ولكنه اختار العودة لإيران بسبب حبه للبلاد».

ومن ناحية اخرى، اتخذ مجلس النواب الأميركي قرارا مشتركا بين الحزبين أمس يطالب ايران بالإفراج عن اصفندياري. وقد قدمه كل من كريس فان هولن، النائب الديمقراطي واليجا كومنغز الديمقراطي ووين غلتشرست الجمهوري، وكلهم من ماريلاند بالاضافة الى توم لانتوس الديمقراطي من كاليفورنيا. وقال فوان هولن «نريد ارسال رسالة قوية الى الحكومة الايرانية بأن الافراج عنها له الاولوية. واذا ما كانت الحكومة الايرانية مهتمة بالحوار وتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، فيجب الإفراج فورا وبلا شروط عن الدكتورة اصفندياري».

*خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»