واشنطن: بن لادن كلف الزرقاوي تحضير عمليات ضد أميركا عام 2005

بوش يستعمل وثائق سرية لتأكيد أهمية حرب العراق

TT

كشف البيت الابيض النقاب عن معلومات جديدة بشأن هجمات ارهابية كان يفترض ان يقوم بها تنظيم «القاعدة» عام 2005. وجاء في وثيقة سرية أزيح عنها طابع السرية، ان اسامة بن لادن طلب من قائد «القاعدة» في العراق ابو مصعب الزرقاوي، الذي قتله الجيش الاميركي في يونيو (حزيران) من العام الماضي، شن هجمات خارج العراق في عدة مناطق بما في ذلك الولايات المتحدة. وفي غضون ذلك قال توني سنو، الناطق الصحافي، الذي كان يتحدث للمراسلين اول من امس، إن عدداً كبيراً من اعضاء «القاعدة» انتقلوا الى العراق قبل غزوه للانضمام الى الزرقاوي. وتطرق الرئيس بوش أمس لهذه الواقعة، خلال مخاطبته جنوداً في اكاديمية حرس السواحل في نيو لندن  في ولاية كونكتيكت.

وكان البيت الابيض، قد كشف النقاب عن هذه الوثيقة السرية من وثائق وزارة الامن الوطني، التي جاءت ضمن تقرير أمني أعد في مارس (آذار) عام 2005. ووصفت تلك المعلومات بانها حقيقية، لكنها ليست محددة، كما انها لم تطلب وقتذاك من أجهزة الأمن الاميركية رفع درجة التأهب الامني. وقالت مصادر، إن الكشف عن الوثيقة يهدف الى اقناع الكونغرس ذي الاغلبية الديمقراطية، بمدى أهمية الحرب في العراق، وان وجود القوات الاميركية هناك يهدف الى حماية الاميركيين من هجمات ارهابية.

وابلغت فرانسيس فراغوس تاونسند، مستشارة الرئيس بوش للأمن الداخلي، المراسلين، ان أجهزة المخابرات اشارت الى ان بن لادن كلف الزرقاوي في يناير (كانون الثاني) تجنيد خلية للقيام بتلك الهجمات، ورحب الزرقاوي بالمهمة، وابلغ بن لادن ان لديه سلفاً اقتراحات جيدة في هذا الصدد. واوضحت تاونسند ان اسامة بن لادن طلب في ربيع 2005 من المسؤول في «القاعدة» ابو حمزة ربيعة، التوجه الى العراق لابلاغ الزرقاوي بخططه، بما فيها شن هجمات على  الولايات المتحدة، بيد ان تاونسند لم تحدد الأمكنة التي كانت تستهدفها الهجمات المفترضة. وقتل ابو حمزة ربيعة في باكستان في ديسمبر (كانون الاول) عام 2005. ولم تقل المسؤولة الاميركية ما إذا كان ربيعة قد زار العراق قبل مقتله.

وقالت تاونسند إن مسؤولا آخر في «القاعدة» هو ابو فرج الليبي، اقترح على اسامة بن لادن ارسال  ابو حمزة ربيعة الى العراق، من اجل مساعدة الزرقاوي على تحضير العمليات الخارجية. واعتقل ابو فرج الليبي في مايو (آيار) 2005، ويوجد حاليا في قاعدة غوانتانامو الاميركية في كوبا. وقالت تاونسند إن الوثيقة أزيح عنها طابع السرية، لان معظم الاشخاص الذين كانت لهم علاقة بتلك الخطة قتلوا او اعتقلوا. ويقول الديمقراطيون، إن الرئيس بوش يتعمد الكشف عن هذه الوثائق لتبرير غزوه للعراق واستمرار الحرب، واشاروا الى انه تبين ان توفر الرئيس العراقي السابق صدام حسين على اسلحة دمار شامل لم يكن صحيحاً. ونفى البيت الابيض ان يكون الكشف عن هذه المعلومات مناورة سياسية في خضم المعركة مع الديمقراطيين. لكن غوردون جوندرو، المتحدث باسم  البيت الابيض، اوضح ان المعلومات، التي كشف النقاب عنها هي «احد  الاسباب التي يعارض من اجلها الرئيس وضع اي جدول زمني للانسحاب من العراق».