دراسة: مسلمو أميركا أكثر اعتدالا واندماجا من نظرائهم في أوروبا

غالبيتهم راضون عن حياتهم والصغار في العمر أكثر تدينا من الكبار

TT

على عكس الأقليات المسلمة في الكثير من الدول الأوروبية أظهرت دراسة ان الأميركيين المسلمين مندمجون في المجتمع وقريبون من الأميركيين الآخرين في مستويات الدخل وغالبيتهم تعارض التطرف الإسلامي.

ووجدت الدراسة التي اجراها معهد بيو للبحوث أن 78 في المائة من المسلمين الأميركيين يعتبرون انه لا يمكن تبرير العمليات الانتحارية بحجة الدفاع عن الإسلام، بينما قال 5 في المائة من الذين جرى استطلاعهم في الدارسة انه يمكن تبريرها، وقال 7 في المائة انه يمكن تبريرها في بعض الأحيان، وقال 1 في المائة انه يمكن تبريرها في اغلب الأحيان، بينما قال 9 في المائة إنهم لا يعرفون.

ومقارنة بذلك فان نسبة المؤيدين للعمليات الانتحارية بين مسلمي فرنسا واسبانيا وبريطانيا ضعفا نسبة مؤيديها في اميركا، بينما يرتفع التأييد لمثل هذه الأساليب بشكل اكبر في دول ذات غالبية أو فيها نسبة مسلمين عالية مثل نيجيريا والأردن ومصر.

وتحت عنوان «المسلمون الاميركيون طبقة وسطى وفي غالبتهم معتدلون» يرسم تقرير بيو صورة عن جالية متنوعة من 2.35 مليون نسمة، ثلثا الذكور فيها مولودون خارجي الولايات المتحدة، والأغلبية لديها نظرة ايجابية تجاه المجتمع.

ومعظم مسلمي أميركا يعتبرون مجتمعاتهم المحلية مكانا ممتازا أو جيدا للعيش، وهم اكثر رضى بنسبة صغيرة عن بقية المجتمع من حالة الدولة. وهم يعتقدون ان المسلمين الذين يأتون الى الولايات المتحدة عليهم تبني العادات الأميركية بدل الاحتفاظ بمسافة معها، وكما يعتقدون ان الذين يريدون التقدم في حياتهم يستطيعون ذلك اذا عملوا بجد، ويوافق على ذلك 74 في المائة من المسلمين مقارنة بنسبة تبلغ 64 في المائة في إجمالي المجتمع.

وتقول أماني جمال، الأستاذة المساعدة للعلوم السياسية في جامعة برنستون والتي كانت مستشارة رئيسية للدراسة، إن ما يظهر هو قصة نجاح للمسلمين الأميركيين، خاصة اذا اخذ في الاعتبار انه كان عليهم التعامل في السنوات الخمس الماضية مع تداعيات هجمات 11 سبتمبر، واعتبرت الأرقام التي أوردتها الدراسة مبهرة.

لكن الغالبية من المسلمين تقول إن حياتهم أصبحت أصعب بعد هجمات 11 سبتمبر، وان الحكومة خصت المسلمين بعمليات المراقبة، وواحد من اربعة لا يعتقد ان مجموعة من العرب هي المسؤولة عن هجمات سبتمبر.

ورغم انهم محافظون اجتماعيا الا ان المسلمين يميلون الى الحزب الديمقراطي بنسبة 6 الى واحد.

ويقول فريد سنزاي، وهو مستشار آخر للدراسة، إن نتائج الدراسة حول مسلمي اميركا تناقض ظاهرة «غيتوهات» الأقليات المسلمة في بعض البلدان الأوروبية حيث يكون مستوى معيشتهم اقل من بقية السكان ويشعرون بالإحباط من عدم توفر الفرص الاقتصادية والعزلة.

وحسب الدراسة فان اقل من نصف المسلمين الأميركيين تخرجوا من جامعات، وهي نسبة مقاربة للمعدل العام لكل الأميركيين والتي تبلغ 54 في المائة، وتوزيع الثروة بين العائلات المسلمة مماثل للنمط السائد في بقية المجتمع.

ومع ذلك فان الدراسة لاحظت وجود بؤر تعاطف مع المتطرفين، خاصة بين الأميركيين الأفارقة والشبان المسلمين حسب اندرو كوت، رئيس مركز بيو للأبحاث.