لارسن في الرياض: سوء حظ لبنان أن الجميع يتقاتلون على أرضه

فيما أكد أهمية الدور الذي تلعبه السعودية لصالح تهدئة أزمات المنطقة

TT

استبعد تيري رود لارسن، مبعوث الأمم المتحدة الخاص بتطبيق القرار 1559 في لبنان، أن يشهد الوضع اللبناني الحالي، والذي قال إنه عبارة عن «عالم صغير للصراعات في الشرق الأوسط»، أي تغيير، مبرزا صعوبة البحث عن أي حلول للأزمة الداخلية اللبنانية، بمعزل عن العوامل الإقليمية والخارجية. ولفت لارسن إلى أن «مصير هذا البلد أن تبقى أرضه ساحة لحروب الجميع». وقال في محاضرة أمام حشد من المثقفين في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، أول من أمس، إن «من سوء الحظ، والمصير المحتوم للبنان، هو أن الجميع يبدو أنهم يتقاتلون في حروبهم على أرضه».

وشبه لارسن، عالم لبنان الداخلي الصغير، بالمرايا التي تعكس «صراعات المصالح الإقليمية، والتقسيمات الدينية، والآيديولوجية»، وسط ارتباط الزعامات السياسية فيه مع قوى خارجية. ولفت إلى أن لبنان بات ساحة للعديد من تضارب المصالح في الشرق الأوسط، وعالما صغيرا للصراعات في المنطقة، حتى أن بعض الدول العربية المعتدلة، ترى لبنان «كساحة حرب بين السنة والشيعة».

وكشف المبعوث الأممي، عن وجود تصور قوي في معظم العواصم العربية، من أن الصراع في لبنان، له علاقة بالصدع الجديد في المنطقة بين القومية الفارسية والقومية العربية.

واعتبر تيري رود لارسن، أن التحديات التي تواجه لبنان، تشكل حاضر منطقة الشرق الأوسط، في ظل وجود منافسة حادة على النفوذ وقوة التأثير بداخله، وسط تحول أرضه إلى ساحة يمارس فيها الآخرون صراعاتهم بالوكالة.

وأكد لارسن ضمنيا ضلوع سورية وإيران في الأزمة اللبنانية الحالية، وذلك بإشارته إلى وجود مصالح لسورية في لبنان، والعلاقات الوثيقة والقديمة التي تربطها بحزب الله اللبناني، فضلا عن استضافة دمشق لعدد من المجموعات الفلسطينية العاملة في لبنان، والعلاقات السورية الوثيقة مع الرئيس اللبناني إميل لحود والجماعات المؤيدة له.

كما تحدث عن دور إيراني في لبنان، من خلال بعض المجموعات اللبنانية، كحزب الله، والتي قال إن لها علاقة وثيقة بإيران، إضافة إلى العلاقات الخاصة التي تربط شيعة لبنان بشيعة إيران وقياداتها.

ومن وجهة نظر لارسن، فإن من مظاهر عالم لبنان الصغير، علاقة لبنان بالعراق، والمخاوف التي تتحدث عن تسلل مجموعات سنية إلى لبنان من العراق، حيث أتى على ذكر جماعة فتح الإسلام التي تدخل في هذه الأيام حرب مع الجيش اللبناني.

وتعرض المبعوث الدولي، للمبادرات التي قامت بها السعودية لصالح التغلب على الانقسامات في لبنان، وبين الفلسطينيين ومع العراقيين ومع إيران بالإضافة المبادرة العربية للسلام، عادا أن الرياض أصبحت الخط الأول في التدخل الجديد في مختلف ساحات الأزمات.

وأكد تيري رود لارسن أهمية الجهد الذي تقوم به السعودية على الأصعدة كافة، وقال «إن هذا الجهد مهم حتى وإن لم يؤد إلى نتائج فورية».