انتخابات زعامة حزب العمل تحدد مصير الحكومة

بيريس حصل على دعم أولمرت لرئاسة الدولة

TT

توجه امس اعضاء حزب العمل، احد الأركان الأساسية للائتلاف الحكومي في اسرائيل الى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد للحزب في انتخابات تمهيدية قد يقرر نتيجتها مصير حكومة رئيس الوزراء ايهود اولمرت.

وتعتبر هذه الانتخابات حاسمة في تحديد مسار الحكومة الإسرائيلية، اذ انه من دون دعم النواب الـ19 في حزب العمل، فان اولمرت الذي يتزعم حزب كاديما الوسطي، سيجد نفسه محروما من الغالبية في البرلمان (120 مقعدا) وسيضطر إما الى الاستقالة أو الى إجراء تعديل وزاري بضم أعضاء من اليمين أو إجراء انتخابات مبكرة قبل موعدها المقرر اصلا في 2010.

وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة الى ان إيهود باراك، رئيس الوزراء الأسبق، والأميرال عامي ايالون قائد سلاح البحرية السابق والرئيس السابق لجهاز الامن الداخلي (شين بيت) يتوازيان في فرص الفوز في مواجهة زعيم الحزب الحالي ووزير الدفاع عمير بيريتس الذي تدنت شعبيته الى حد كبير بسبب الحرب الأخيرة في لبنان. ويتنافس ايضا على المنصب داني ياتوم، الجنرال المتقاعد والرئيس السابق لجهاز «الموساد»، وعوفير بينيس، الوزير السابق الذي يعد النجم الصاعد في الحزب. ويشارك في الاقتراع حوالى مائة الف عضو في حزب العمل. ويتوقع اعلان النتائج الرسمية في وقت مبكر من صباح اليوم. ويريد كل من باراك الذي أصبح مستشارا تجاريا دوليا في السنوات الأخيرة، وأيالون الإبقاء على الائتلاف الحاكم. الا انهما كانا قد دعيا أولمرت الى الاستقالة اثر نشر تقرير لجنة فينوغراد حول اخفاقات الحرب على لبنان في الصيف الماضي والذي حمل اولمرت مسؤولية الفشل في ادارة هذه الحرب ضد حزب الله اللبناني.

كما هدد ايالون بسحب حزبه من الائتلاف الحكومي في حال فوزه اذا ما بقي اولمرت في منصبه.

ويشدد كل من باراك وأيالون على خبرتيهما في المجال العسكري، مستفيدين من الجدل حول الحرب الأخيرة في لبنان. وقال باراك، رئيس هيئة الاركان الأسبق، في دعوة أخيرة الى الناخبين «سنعيد بناء قوة الردع لدى الجيش الإسرائيلي وأفق سياسي جديد للبلاد. ولدت الحرب الأخيرة على لبنان مخاوف بالنسبة الى وجودنا، لكن الأخطر من ذلك أيضا هو أزمة الثقة حيال القيادة في البلاد». وعدد ايالون في الصحيفة نفسها المحاور الرئيسية الأربعة التي سيعتمدها في حال فوزه بزعامة الحزب وهي «تعزيز الأمن، ومكافحة الإرهاب والفساد، وإعادة وضع العملية السلمية على السكة، وجعل التربية اولوية». وقد أدلى وزير الدفاع عمير بيريتس بصوته أمس في احد مراكز الاقتراع في سديروت، في حين سقط صاروخان اطلقا من قطاع غزة بدون ان يتسببا باصابات.

وقال بيريتس للمحتشدين في مركز الاقتراع «اهدأوا يا أصدقائي.. كل شيء على ما يرام» حسب ما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء. ويؤكد بيريتس انه في حال فوزه، سيبدل حقيبته بحقيبة المالية لأنه مصمم على استئناف المعركة على الصعيد الاجتماعي، وهو الموضوع الذي ركز عليه حملته الانتخابية أثناء الانتخابات التشريعية في إسرائيل في مارس (آذار) 2006. من جانب آخر، حصل كبير السياسيين الإسرائيليين شيمعون بيريس على دعم رئيس الوزراء ايهود أولمرت لمنصب الرئيس القادم لاسرائيل.

وقال أولمرت خلال اجتماع لنواب حزب كديما في الكنيست «تحدثت الى نائب رئيس الوزراء شيمعون بيريس وأبلغته أنني سأدعم ترشيحه للرئاسة»، وحث النواب على دعم السياسي الفائز بجائزة نوبل للسلام والبالغ من العمر 83 عاما.