20 قتيلا في تفجير يلحق أضرارا بمسجد الجيلاني.. واكتشاف مصنع للسيارات المفخخة

العثور على سجن لـ«القاعدة» في العراق وعلى جثة عسكري أميركي يعتقد أنه أحد المخطوفين الثلاثة

TT

لقي 20 شخصا على الأقل مصرعهم وأصيب 30 آخرون بانفجار سيارة مفخخة ألحقت أضرارا جسيمة بمسجد الشيخ عبد القادر الجيلاني في وسط بغداد. فيما اعلن مصدر عسكري عراقي، العثور على مصنع للسيارات المفخخة واعتقال 12 شخصا يرتدون زي الجيش العراقي، كما عثر على جندي أميركي مقتولا خلال مداهمات تمت في منطقة جرف الصخر جنوب غربي العاصمة؛ يعتقد ان الجندي الاميركي المقتول أحد 3 خطفوا في 12 مايو (ايار) الحالي.

وقالت مصادر إن الانفجار الذي وقع في حي تجاري بوسط بغداد ألحق أضرارا بالحضرة القادرية، نسبة الى مسجد الجيلاني الصوفي الشهير مؤسس الطريقة القادرية، وخصوصا قاعدة إحدى مناراته التي تهدمت جزئيا، كما أصيبت الجدران الخارجية للمسجد، حيث يرقد الجيلاني.

والشيخ الجيلاني من أعلام الصوفية والعلماء المسلمين توفي عام 1166 في بغداد. من جهته، قال محمد العيساوي إمام وخطيب المسجد «أعزي نفسي والعراقيين جميعا بما حدث لهذا الجامع للكل، السنة والشيعة والتركمان والأكراد. من المستفيد من تفجيره؟ علينا ان نصبر ونحتسب ونفوت الفرصة على الاعداء الارهابيين التكفيريين». وأضاف «لقد عطلوا الأعمال الخيرية في المسجد الذي يقدم الطعام للأرامل والأيتام والمحتاجين، كما يتضمن مكتبة يقصدها طلبة العلم، انه عمل جبان حقا». وتردد دوي الانفجار في جميع أرجاء العاصمة وارتفعت سحب الدخان في وسط بغداد، وخصوصا في منطقة السنك التجارية المجاورة.

وقال شاهد العيان سعيد محمد لوكالة فران س برس «نزلت الى الشارع فور وقوع الانفجار ورأيت خمس جثث متقطعة الاوصال إحداها لامرأة حامل».

من جهة اخرى، قال حمزة التميمي الملازم في الجيش العراقي إن «قوة عثرت على مصنع للسيارات المفخخة في قرية الفارس قرب جرف الصخر، حيث اعتقلت 12 شخصا يرتدون ملابس الجيش العراقي». وأكد «ضبط سبع سيارات هي اربع حافلات صغيرة كورية الصنع وسيارتان كبيرتان بالإضافة الى شاحنة صغيرة مفخخة مع مواد متفجرة تم تفجيرها في المكان». وأشار الى العثور على جثة رجل يرتدي بزة عسكرية اميركية في المنطقة مقتولا بالرصاص. وأوضح ان «الجثة التي عثر عليها بين الأعشاب ضمن منطقة زراعية، تلقت رصاصتين في منطقة الرأس وأربعا في منطقة الصدر».

وتقوم قوات عراقية وأميركية بحملة تفتيش واسعة في مناطق جنوب بغداد للعثور على ثلاثة جنود اميركيين اعتبروا في عداد المفقودين في 12 من مايو الحالي غرب بلدة المحمودية (30 كلم جنوب بغداد). وأضاف ان «القوة التي عثرت على الجثة خلال عملية تفتيش، قامت بتسليمها الى الجيش الاميركي». وأعرب مصدر في الجيش الاميركي عن قلقه حيال هذه المعلومات.

وفقد ثلاثة جنود أميركيين إثر تعرض دوريتهم الى مكمن غرب منطقة المحمودية جنوب بغداد في 12 من مايو الحالي. وقتل اربعة جنود أميركيين وجندي عراقي، يعمل مترجما، في الهجوم. وقد عثرت الشرطة العراقية على جثة احدهم في نهر الفرات قبل أيام عدة. وقال النقيب مثنى حسن من شرطة المسيب (55 كم جنوب بغداد) «عثرنا على جثة رجل يرتدي بزة عسكرية أميركية وله وشم على ذراعه اليمنى».

وأضاف «قمنا بتسليم الجثة الى الجيش الاميركي». وأوضح ان الجثة كانت عائمة في النهر منذ يومين على الاقل وقد اصيبت بطلقات عدة بينها واحدة في مؤخرة الرأس. وأصيب الوجه بتشوه بسبب إطلاق عدة رصاصات عليه. كما وصفت الشرطة العراقية الوشم بأنه مفضل لدى الأجانب وليس لدى العراقيين.

وأكد الجيش الأميركي الخميس الماضي، أن الجثة تعود الى جوزف انزاك احد الجنود الثلاثة.

وقالت اللفتنانت كولونيل جوسلين ابرلي المتحدثة باسم قيادة الجيش الاميركي في بغداد لوكالة فرانس برس «تم التأكد من هوية الجثة التي عثر عليها الاربعاء في نهر الفرات»، موضحا أنها «تعود لأحد الجنود المفقودين». وقال الجيش الاميركي ان الجنود المخطوفين هم انزاك (20 عاما) من تورنس في ولاية كاليفورنيا والكس خيمينيز (25 عاما) من لورنس في ولاية مساتشوستس وبايرن فوتي (19 عاما) من ولاية ميشيغن.

ويشارك حوالى أربعة آلاف جندي اميركي وألفي عراقي في عملية البحث عنهم. وقد أكدت شبكة القاعدة أنها تحتجزهم. وتتركز عمليات البحث في «مثلث الموت»، حيث تقع بلدات اليوسفية والمحمودية واللطيفية وسط بساتين النخيل. وقد رصدت القوات الاميركية مكافأة قيمتها 200 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات عن مكانهم.

وكان قائد قوات التحالف في العراق الجنرال ديفيد بترايوس قد قال لمجلة «ارمي تايمز» يوم الجمعة الماضي، انه يعتقد ببقاء اثنين من المخطوفين على قيد الحياة، موضحا أن الجيش يعرف المسؤول عن عملية الخطف، واصفا إياه بأنه «شريك للقاعدة».

الى ذلك، قال الجيش الاميركي، أمس، ان قوة مشتركة أغارت على معسكر يستخدمه تنظيم القاعدة كسجن شمال بغداد وأطلقت سراح 41 رجلا بعضهم قالوا إنهم محتجزون هناك منذ أربعة شهور. وشنت القوات الاميركية والعراقية العملية أول من امس بعد بلاغ من ساكن محلي. ويقع المعسكر على بعد ستة أميال جنوب بعقوبة في محافظة ديالى، حيث أقام العديد من المسلحين قواعد جديدة للفرار من الحملة الامنية في بغداد. وقال الجيش في بيان «الناس الذين كانوا يقيمون في مجمع صغير من الاسمنت والطين.. كانوا نائمين في غرف مزدحمة على ملاءات ووسائد غير نظيفة».

وأكدت الشرطة العراقية الغارة، وقالت إن مكان محتجزي السجناء غير معروف. ويقتل المتشددون من «القاعدة» الرهائن بمجرد خطفهم، ولا يعرف عنهم ادارة مثل هذه المعسكرات. وقال الجيش الاميركي إن الرجال الذين أطلق سراحهم نقلوا الى مركز قتالي قريب، حيث قدم لهم الطعام والماء. ومحافظة ديالى كبيرة ومختلطة عرقيا وتقع شمال شرقي بغداد وشهدت بعضا من أسوأ أعمال العنف منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة ضد العراق عام 2003. وتزايد العنف في الشهور الاخيرة وطلب القائد الأميركي في المنطقة إرسال المزيد من القوات.