مقاتلتان أميركيتان تنتهكان الأجواء التركية.. وواشنطن تعتبرها «أمراً عرضياً»

أنقرة قللت من شأنها.. وصحفها تعتبرها رسالة تحذير

TT

قالت القيادة العسكرية العامة في تركيا في موقعها على الانترنت ان طائرتين حربيتين اميركيتين انتهكتا المجال الجوي التركي قرب العراق لوقت قصير الاسبوع الماضي.

ويأتي هذا الحدث وسط تكهنات متزايدة بشأن احتمال اقتحام القوات التركية للمنطقة الكردية شمال العراق لسحق المقاتلين الاكراد المختبئين هناك. وحذرت واشنطن مرارا تركيا حليفتها في حلف شمال الاطلسي من القيام بمثل هذا الهجوم. وقالت القيادة العامة ان «مقاتلتين من طراز إف ـ 16 تابعتين للولايات المتحدة اخترقتا المجال الجوي التركي في منطقة الأناضول بجنوب شرقي البلاد لمدة اربع دقائق» في 24 مايو (ايار).

وقلل وزير الخارجية عبد الله غل من الواقعة امس ووصفها بأنها «أمر روتيني». وقال ان وزارته ما زالت بانتظار مزيد من التفاصيل من القيادة العامة. وقالت المتحدثة باسم السفارة الاميركية في انقرة، كاثرين سكالو، «يبدو ان الامر كان عرضيا وتم فتح تحقيق في الأمر». وقالت الصحف التركية ان انتهاك المجال الجوي ربما قصد به توجيه رسالة الى تركيا بألا ترسل قوات الى العراق لضرب المتمردين من حزب العمال الكردستاني المحظور.

ووصفت صحيفة «حرييت» اليومية الأوسع انتشارا هذه الواقعة بأنها «تحد اظهر ان القوات الاميركية كانت تراقب عن كثب تحركات القوات التركية بطول الحدود العراقية». وتحث انقرة منذ فترة الولايات المتحدة والحكومة العراقية على شن حملة على ما يقدر بنحو 4000 مقاتل من حزب العمال الكردستاني يستخدمون جبال المنطقة ذات الغالبية الكردية بشمال العراق كقاعدة لشن هجمات مباشرة على اهداف عسكرية ومدنية داخل تركيا.

ويوم الثلاثاء الماضي، فجر مهاجم نفسه في أنقرة وأوقع ستة قتلى في هجوم حملت السلطات التركية حزب العمال الكردستاني المسؤولية عنه. ونفى الحزب أي مسؤولية من جانبه. وزاد الهجوم من التوتر في تركيا التي تستعد حاليا للانتخابات العامة في يوليو (تموز). وحثت بغداد الاحد الماضي تركيا على اتباع الوسائل الدبلوماسية فحسب في صراعها مع مقاتلي حزب العمال الكردستاني. دعا العراق تركيا أول من امس لاستخدام الطرق الدبلوماسية في محاولاتها لمنع الاكراد الانفصاليين المسلحين من العمل انطلاقا من شمال العراق. وقال برهم صالح، نائب رئيس الوزراء العراقي، للصحافيين بعد اجتماع مع وفد تركي في بغداد، ان العراق لن يقبل أيَّ تعد على سيادته أو أي تجاوزات جديدة.

ونقل مصدر مقرب من نائب رئيس الحكومة العراقية ان صالح عرض على المبعوث التركي الخاص التجاوزات العسكرية التركية على السيادة العراقية وعددها 11 تجاوزا على الاراضي العراقية منذ شهر فبراير (شباط) الماضي وخرق حرمة الاجواء العراقية من قبل المقاتلات التركية».

وقال صالح إنه تناول مع الوفد التركي ما ترى تركيا أنه مخاطر أمنية تتهددها من الاراضي العراقية. وشدد على ضرورة التصدي لهذه المخاطر من خلال قنوات الاتصال بين حكومتي العراق وتركيا، مشيرا الى ان الوفد التركي شدد على ضرورة التعاون التجاري بين البلدين، وان المباحثات جرت بروح ودية وايجابية. وقال مبعوث تركيا أوجوز جليكول ان المباحثات تناولت عدة قضايا من بينها تزايد غضب أنقرة بشأن أعمال العنف التي وقعت في الآونة الاخيرة، والتي تحمل تركيا حزب العمال الكردستاني المسؤولية عنها. ويختبئ آلاف من مقاتلي الجماعة المتمردة في جبال اقليم كردستان بشمال العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي.