منظمة أصولية: الزعيم الجديد لـ«القاعدة» في أفغانستان عملَ محاسباً لدى بن لادن في السودان

السري لـ «الشرق الأوسط» : أبو اليزيد محبوب وموّل هجمات سبتمبر

TT

قال الاسلامي المصري ياسر السري مدير «المرصد الاسلامي» بلندن، وهو هيئة حقوقية تهتم باخبار الاصوليين حول العالم، ان مصطفى ابو اليزيد الذي عين أخيرا على رأس تنظيم «القاعدة» في افغانستان، كان يعمل محاسباً لاسامة بن لادن في السودان وعضوا مؤسسا في تنظيمه «القاعدة».

وفي اول ظهور له منذ وصوله الى افغانستان عام 1988، قدم ابو اليزيد في الشريط المصور الذي بث، الجمعة الماضية، على انه «المسؤول العام لتنظيم القاعدة في افغانستان»، ظهر الرجل وقد وضع نظارات سميكة ويعتمر عمامة بيضاء وله لحية سوداء متحدثا بشكل مطول لمدة 45 دقيقة عن الوضع في افغانستان والعراق وفلسطين ومصر، مستشهدا من حين لآخر بآيات قرآنية وبعض المقتطفات من الصحف الاجنبية بما في ذلك عدد الثاني من ابريل (نيسان) من صحيفة «نيويورك تايمز».

وقال السري الذي يُعرف باسم (ابو عمار) في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الاوسط» امس إن الاسم الحقيقي لمصطفى أبي اليزيد، هو «مصطفى أحمد محمد عثمان أبو اليزيد»، الملقب الشيخ سعيد، وهو إسلامي مصري «من منطقة مصرية عرِفَت بالكرم»، في اشارة الى محافظة الشرقية. واكد السري ان عائلة ابي اليزيد تتعرض الى الملاحقات والمداهمات من اجهزة الامن المصرية بحثا عن اي معلومات تتعلق به. واوضح السري احد المطلوبين الـ14 لاجهزة الامن في مصر ان ابا اليزيد يتصف بالخلق الرفيع بين إخوانه. وكان من أهل الثقة في أداء عمله، مما جعله يحوز ثقة أسامة بن لادن الذي ائتمنه على المحاسبة المالية لشركاته في السودان، وبينها شركة تدعى «العقيق». وأضاف السري أن ابا اليزيد ذهب إلى أفغانستان عام 1988، ولم يكن محسوباً على أي تنظيم جهادي في ذلك الحين، مشيرا الى ان ابا اليزيد الذي عرف باسم الشيخ سعيد كان عضوا في مجلس شورى القاعدة لسنوات قبل ان يتبوأ موقع الصدارة والمسؤولية في افغانستان». وكشف السري، الصادر ضده حكم بالاعدام والسجن المؤبد في مصر، أن ابا اليزيد المسؤول العام الجديد لـ«القاعدة» في أفغانستان ليس مطلوبا بأية تهمة في مصر، ولكنه ضمن قائمة وقّع عليها الرئيس بوش عام 2002 وتتعلق بتجميد أرصدة 27 من الجماعات وبعض الأفراد بتهمة مساندة الإرهاب. ورقمه 15 على هذه القائمة الأميركية. واوضح السري أن أبا اليزيد أصبح، بعد عام 1988، عضواً في «مجلس شورى» تنظيم «القاعدة»، إلى جانب أبو حفص وأبو عبيدة. ولم تكن له خلافات مع أحد، بل كان موضوع ثقة مختلف الاتجاهات المتصارعة. وقال ان «ابا اليزيد ليس رجلا عسكريا بالمفهوم العام رغم تلقيه تدريبات عسكرية ايضا، لكنه قائد محبوب من جميع التيارات الجهادية لدماثة خلقه وطيب معشره». وأشار السري إلى أن أبا اليزيد أو الشيخ سعيد نجا من عملية اعتقال في باكستان حينما تمت مداهمة منزل كان يقيم فيه. ولكن اخطر ما كشفه السري هو أن أبا اليزيد هو نفسه الشيخ سعيد الذي كان مسؤولاً عن تمويل عملية 11 سبتمبر. وقد سافر أبو اليزيد أو الشيخ سعيد إلى قطر ثم إلى الإمارات لمتابعة الجوانب المالية لعملية 11 سبتمبر. وقال السري في لندن ان ابا اليزيد ولد في ديسمبر (كانون الاول) عام 1955 في محافظة الشرقية في دلتا النيل بمصر. واكد ان هذا الرجل حظي بثقة ابن لادن، في السودان قبل ان يطرد منه عام 1996 ليستقر بأفغانستان.