شافيز يغلق قناة «الليبرالية» ويستبدلها بقناة «الاشتراكية» وسط احتجاجات

الكونغرس والاتحاد الأوروبي يدينان القرار

TT

أغلقت فنزويلا قناة تلفزيونية معارضة، امس، واستبدلتها بقناة أخرى دعائية تروج للثورة الاشتراكية التي أعلنها الرئيس هوغو شافيز؛ في خطوة وجهت اليها انتقادات على نطاق واسع باعتبار أنها تهدد الديمقراطية.

وكثيرا ما حدثت مناوشات بين شافيز وقنوات المعارضة التي وصفها بأنها «فرسان الدمار» لتأييدها محاولة انقلاب فاشلة ضده عام 2002. ويقول معارضوه ان اغلاق قناة (ار.سي.تي.في) الذي لاقى انتقادات دولية سيضر بالديمقراطية في البلاد.

وقال مارسيل جرانير رئيس قناة (ار.سي.تي.في) أقدم القنوات التلفزيونية في فنزويلا «كشف هذا عن الطبيعة القمعية والتعسفية والاستبدادية لحكومة شافيز.. انها حكومة تخشى الفكر الحر وتخشى الرأي وتخشى النقد»، حسب رويترز.

وكشف إغلاق القناة عن الانقسامات السياسية الحادة داخل البلاد؛ فقد نظم الآلاف من أنصار شافيز احتفالات في الشوارع، في حين واجه المتظاهرون المعارضون طوقا أمنيا فرضته الشرطة ورددوا هتافات مناهضة للحكومة.

ومنذ أن تولى شافيز الرئاسة عام 1999 جعل السلطة متمركزة في يده وأضفى طابعا سياسيا على القضاء والجيش وصناعة النفط.

ولكن قبل إغلاق قناة (ار.سي.تي.في) كان المحللون السياسيون يرون أن وسائل الاعلام الناقدة في فنزويلا هي من الموانع الاساسية التي تحول دون إقامة شافيز نظاما على غرار النظام الكوبي، مقتفيا أثر معلمه الزعيم الشيوعي فيدل كاسترو.

وأدان مجلس الشيوخ الاميركي وبرلمان الاتحاد الاوروبي قرار إغلاق القناة المعارضة، لكن انصار شافيز برروا هذه الخطوة وانتقدوا مبادئ الصحافيين العاملين فيها.

وكانت قناة (ار.سي.تي.في) تعرض أفلاما ورسوما ساخرة عندما نجا شافيز من محاولة الانقلاب عام 2002، ورفضت إظهار الحشود الهائلة من أنصار الرئيس الذين احتشدوا ضد قادة الانقلاب.

ووجدت مؤسسة داتا اناليسيس لاستطلاع الرأي، أن نحو 70% من الفنزويليين يعارضون إغلاق القناة، ولكن أغلبهم أرجع السبب في ذلك الى توقف عرض مسلسلاتهم المفضلة لا المخاوف من فرض قيود على حرية التعبير.

ورأى بعض أنصار شافيز الذين كانوا يحتسون الجعة ويرقصون في شوارع وسط كراكاس، أن على الرئيس أن يغلق كذلك ما تبقى من القنوات المعارضة.

وقال خوسيه كويخادا، 58 عاما، مرتديا القميص الاحمر الشهير لانصار شافيز «لقد شاركت كلها في الانقلاب وحرضت على العنف».

ولكن ويلمر جرانادييو وهو مصور كان يعمل في قناة (ار.سي.تي.في) قال «هذا أمر مؤسف. مؤسف للغاية. كان هذا بيتي الثاني«.

وكان شافيز قد أعلن مؤخرا انه يعتزم عدم تجديد الرخصة الممنوحة لشبكة التلفزيون الخاصة «راديو وتلفزيون كراكاس» بعد انتهائها في 27 مايو (أيار)، موضحا ان الشبكة دعمت الانقلاب الذي أبعده عن السلطة يومين منذ خمسة أعوام.

وأثار إغلاق هذه المحطة التي تتمتع بشعبية كبيرة وتعمل منذ 1953، حركة احتجاج شعبية لقيت دعم عدد كبير من المنظمات الدولية للدفاع عن وسائل الاعلام.

وقبل إغلاق المحطة المعارضة التي أسست منذ 54 عاما، دعا مديرها مارسيل غرانييه الرئيس شافيز الى العودة عن قراره، مؤكدا أن لديه «إمكانية تصحيح الخطأ الذي ارتكب»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وأكد غرانييه أنه سيواصل معركته «بالطرق القانونية» لإعادة فتح محطته. لكن بعد إغلاق المحطة، اتهم غرانييه شافيز بأنه «يعاني من رغبة جنونية في إقامة نظام استبدادي».