نازحون من نهر البارد يلجأون إلى مخيم الجليل في بعلبك

بعد أن اكتظ مخيم البداوي في شمال لبنان بأعدادهم

TT

استقبل مخيم الجليل الفلسطيني في بعلبك مجموعات من اللاجئين الذين قدموا من مخيم نهر البارد في هجرة قسرية كانت محطتها، الأولى مخيم البداوي الذي لم يعد يتسع للمزيد فكان ان توجه قسم منهم الى مخيم الجليل الذي استقبل حتى الآن 35 عائلة، اي ما يزيد على 200 نازح، من اصل 85 عائلة توزعت على منطقة بعلبك ومخيم تعلبايا ـ بسعدنايل. وقد استدعت هذه الظاهرة تحركاً من قبل اللجنة الشعبية لمخيم الجليل لإيواء القادمين في حال اتسعت عملية النزوح القسري. وأعلنت بلدية بعلبك عن استعدادها لفتح المدارس الرسمية بعد انتهاء العام الدراسي قريباً، ليصار الى ايواء النازحين، بالاضافة الى تقديمات انسانية وتموينية بالتعاون مع حزب الله الذي ابدى استعداده لتقديمات مماثلة واستضافة قسم من النازحين في حال لم يعد بمقدور مخيم الجليل استيعابهم. «الشرق الأوسط» زارت المخيم والتقت اعضاء اللجنة الشعبية والقيادات الحزبية. واكد عبد الكريم طه ان موجة النزوح تزداد من مخيم نهر البارد باتجاه البداوي في الشمال، وانه بعدما اكتظ هذا المخيم بالنازحين، بدأت عملية النزوح باتجاه بعلبك «وقد بادرنا في مخيم الجليل واللجنة الشعبية الى تأمين بعض المنازل داخل المخيم بالاضافة الى مساعدات تموينية وطبية. وينتابنا شعور وطني بالوقوف الى جانب هؤلاء الناس. ونحن جاهزون لمد يد المساعدة لكل من يقف الى جانب اهلنا في هذه الازمة».

مسؤول حركة «فتح» في المخيم خالد عثمان شدد على العمل بالتعاون مع اهالي بعلبك والمنطقة لمد يد المساعدة «للذين هُجّروا قسراً»، معتبراً «ان ما حصل في الشمال احداث مؤسفة هي نتيجة وجود مجموعة مسلحة تخرج عن عاداتنا وتقاليدنا».

كارم ابو محمود من سكان مخيم الجليل قال: «ان ظاهرة فتح الاسلام خارج النسيج الفلسطيني. وهذه الطريقة ليست طريقتنا في عملنا النضالي من اجل استرجاع فلسطين.. ولا يجوز لجماهير شعبنا ان تدفع ثمن أعمال نبذناها ضد اخوتنا في الجيش اللبناني. ونخشى ان يبقى الناس الذين هجروا من مخيم نهر البارد حيث هم. وما نطالب به هو حل سياسي ـ قضائي وعودة سريعة لأهلنا الى نهر البارد».

الشيخ بسام كايد، إمام مسجد بلال في المخيم، رأى «ان ظاهرة فتح الاسلام هي ظاهرة غريبة ندعو الجميع للتبرؤ منها. وهذه ظاهرة نرفضها دخلت الى اهلنا. وكما نسمع هناك اناس يريدون الحسم العسكري، وآخرون يريدون الحل السياسي. وعلينا ألا نحمِّل اناساً وزر اناس آخرين. وهذا في ميزان القانون خطأ». عماد الناجي، مسؤول الجبهة الديمقراطية في المخيم، قال: «نشجب ونستنكر ظاهرة فتح الاسلام. هذه الظاهرة غريبة على شعبنا. ونطلب من الجيش اللبناني العربي الوطني الكبير، الداعم للقضية الفلسطينية والذي يقف شعبنا الى جانبه ويعزيه بالشهداء الذين سقطوا نتيجة الاجرام لهذه الحالة الغريبة، تحييد المدنيين الفلسطينيين في مخيم نهر البارد. وندعو الى حسم هذه الظاهرة واقتلاعها من جذورها».